رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يتأثر سعر الدولار مع سياسات ترامب الاقتصادية.. مستقبل مجهول يواجه العملة الأمريكية.. والاقتصاد العالمي أمام مرحلة جديدة من عدم اليقين

تأثير سياسات ترامب
تأثير سياسات ترامب على الدولار، فيتو
18 حجم الخط

لطالما كان الدولار الأمريكي، محط أنظار الأسواق العالمية والمحلية، تتأرجح قيمتها صعودا وهبوطا تحت تأثير عوامل اقتصادية وجيوسياسية معقدة، ومع دخول المشهد السياسي الأمريكي من منعطف جديد، تعود سياسات الرئيس دونالد ترامب لتلقي بظلالها على توقعات سعر الدولار، خاصة في ظل التراجعات المستمرة التي تشهدها العملة الخضراء عالميا ومحليا.

 

تأثير سياسات ترامب على الدولار 

خلال فترة رئاسة دونالد ترامب الأولى "2017-2021"، شهد الدولار تقلبات ملحوظة تأثرت بشكل مباشر بسياساته الاقتصادية والتجارية، والتي يأتي من أبرزها الحروب التجارية، حيث تبنى ترامب نهجا حمائيا، فرض بموجبه تعريفات جمركية على واردات من الصين والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، هذا النهج، الذي وصفه بالضغط على الشركاء التجاريين لتحقيق صفقات "عادلة"، أحدث حالة من عدم اليقين في الأسواق، مما تسبب في الضغط على العملة الأمريكية نتيجة الضرر الذي لحق بسلاسل التوريد العالمية والاقتصاد الأمريكي.

ومن بين التأثيرات الخاصة بسياسات ترامب على الدولار أيضا، التخفيضات الضريبية في قانون التخفيضات الضريبية والوظائف 2017، والتي أدت إلى تحفيز النمو الاقتصادي على المدى القصير، مما عزز جاذبية الدولار للمستثمرين الباحثين عن عوائد أعلى، ومع ذلك، فإن زيادة الدين العام نتيجة لهذه التخفيضات يمكن أن تثير مخاوف بشأن الاستقرار المالي على المدى الطويل، مما قد يضع ضغطًا هبوطيا على الدولار.

ولم تقف التأثيرات خلال فترة ترامب الرئاسية الأولى، عن هذا الحد فقط، ولكن سياسات الاحتياطي الفيدرالي، على الرغم من استقلاليته، إلا أن ترامب مارس ضغوطا متكررة عليه لخفض أسعار الفائدة، معتبرا أن الدولار القوي يعيق الصادرات الأمريكية، مثل هذه التصريحات، بغض النظر عن مدى تأثيرها الفعلي، قد تزيد من عدم اليقين حول مسار السياسة النقدية وتؤثر على معنويات السوق.

التراجعات المستمرة للدولار

وفي الفترة الحالية، ومع بداية الفترة الرئاسية الثانية لترامب في البيت الأبيض، يشهد الدولار الأمريكي تراجعات مستمرة على المستويين العالمي والمحلي، مدفوعا بعدة عوامل، تتمثل في تباطؤ النمو العالمي في مناطق رئيسية مثل أوروبا والصين، مما يقل الطلب على الدولار كعملة تجارية واستثمارية، بالإضافة إلى التغير في توقعات أسعار الفائدة العالمية، نتيجة الضغوط التضخمية التي تعاني منها الدول، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، التي تتسبب في تعرض الدول لركود اقتصادي محتمل.

ومن بين العوامل أيضا، الديون الأمريكية المتزايدة، حيث يستمر الدين العام الأمريكي في الارتفاع، مما يثير تساؤلات حول الاستدامة المالية على المدى الطويل ويضع ضغطا على قيمة الدولار، ناهيك عن تراجع الثقة في السياسة النقدية والمالية الأمريكية، وهذا لأنه في بعض الأحيان، قد تؤدي حالة عدم اليقين السياسي أو المالي في الولايات المتحدة إلى تراجع ثقة المستثمرين في الدولار.

تأثير الدولار على السوق المحلي

ومحليا، تتأثر قيمة الدولار في مصر أيضا بعوامل خاصة مثل توفر العملة الصعبة، حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وأسعار الفائدة المحلية، فضلا عن التوازنات التجارية والميزانية العامة للدولة، ولذلك فإن أي نقص في المعروض الدولاري أو زيادة في الطلب عليه محليا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع سعره مقابل العملة المحلية، حتى لو كان الدولار يتراجع عالميا.

توقعات الدولار في عام 2025 

تظل توقعات الدولار في عام 2025، محل نقاش بين الخبراء والمحللين، وتتأثر بمجموعة واسعة من العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية والمحلية. إليك ملخص لأبرز التوقعات والعوامل المؤثرة، والتي يأتي من أبرزها السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، والأوضاع الاقتصادية العالمية، ناهيك عن العوامل الجيوسياسية والسياسية.

وهناك تباين كبير في التوقعات بين المؤسسات المالية، حيث يتوقع بنوك "أموندي إنفستمنت إنستتيوت" و"يو بي إس" تراجع الدولار خلال عام 2025، خاصة في النصف الثاني، مع استبعاد استمرار الاتجاه الصعودي الكبير، كما تشير بعذ التوقعات إلى ارتفاع الدولار بنسبة 5% خلال العام، مدفوعا بفرض تعريفات جمركية جديدة واستمرار تفوق الاقتصاد الأمريكي.

وبالرغم من ذلك، يبدو أن مستقبل الدولار الأمريكي يظل معقدا ويتأثر بمزيج من العوامل الداخلية والخارجية، مع عودة سياسات دونالد ترامب، مما يجعلنا نشهد فترة من التقلبات المتزايدة مدفوعة بالتوترات التجارية والضغوط على السياسة النقدية، وفي ظل التراجعات المستمرة للعملة الخضراء، سيتعين على الأسواق مراقبة عن كثب ليس فقط القرارات السياسية والاقتصادية في واشنطن، بل أيضا التطورات الاقتصادية العالمية وتوجهات البنوك المركزية الأخرى، لفهم المسار المستقبلي للدولار وتأثيره على الاقتصادات المحلية حول العالم.

وبشكل عام، يمكن القول إن عام 2025 يحمل معه الكثير من عدم اليقين بالنسبة لسعر الدولار، بينما يرى البعض استمرارا لجاذبية الدولار بفضل قوة الاقتصاد الأمريكي النسبية أو كونه ملاذا آمنا في أوقات الاضطرابات، يتوقع آخرون تراجعا تدريجيا مع تحول السياسات النقدية نحو التيسير أو تحسن أداء الاقتصادات الأخرى.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية