رئيس التحرير
عصام كامل

أوكرانيا توسع الصراع مع روسيا فى أفريقيا، وموريتانيا محطة جديدة لتغذية الإرهاب بساحل القارة

 زيلينسكي، فيتو
زيلينسكي، فيتو
18 حجم الخط

شهدت السياسة الخارجية الأوكرانية مؤخرًا تحولًا مفاجئًا في القارة الأفريقية، حيث بدأت كييف في تعزيز حضورها الدبلوماسي والعسكري والإنساني هناك عبر سفارتها فى العاصمة المويتانية “نواكشوط”. 

استراتيجية أوكرانيا لمواجهة النفوذ الروسي فى أفريقيا

يُنظر إلى هذا التحرك كجزء من استراتيجية أوكرانيا واسعة لمواجهة النفوذ الروسي المتنامي في أفريقيا، فضلًا عن كسب الدعم الدولي في الصراع مع موسكو.

وتأمل كييف في كسب دعم الدول الأفريقية في المحافل الدولية، لا سيما في الأمم المتحدة، حيث تمثل أفريقيا 28% من أعضاء الجمعية العامة. وقد حاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كسب التعاطف الأفريقي عبر خطاب أمام الاتحاد الأفريقي عام 2022، مستندًا إلى رواية "التحرر من الاستعمار الروسي".

وتتمثل هذه التحركات الأوركرانية، في إطلاق كييف مبادرات مثل "الحبوب من أوكرانيا" لتوزيع القمح مجانًا على دول تعاني من انعدام الأمن الغذائي، مثل السودان والصومال وإثيوبيا، في محاولة لتحسين صورتها وبناء تحالفات. في وقت زادت فيه أوكرانيا عدد سفاراتها في أفريقيا من 11 إلى 21 خلال عامين، في دول مثل غانا ورواندا والكونغو الديمقراطية.

الى جانب ذلك، تُشير التقارير إلى تدخل أوكرانيا عسكريًا في صراعات أفريقية، مثل دعم جماعات مسلحة متمردة وإرهابية في مالي والسودان ضد قوات هذه الدول الحكومية.

كما اتُهمت كييف بتدريب مقاتلين وتزويدهم بطائرات مسيرة، كما في هجمات شمال مالي في 27 مايو الماضي. حيث نفذ مسلّحون هجوم دامي على معسكر ديورا، وسط البلاد، والذي تبنّته جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، التابعة لتنظيم "القاعدة".

فيما أعلن أندريه يوسوف، المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أن المتمردين تلقوا "معلومات ضرورية" مكّنتهم من تنفيذ العملية بنجاح.

ونقلت وسائل إعلام محلية مالية مؤخرا، أن الجيش المالي أكد على تحضير إرهابيين لعملية كبيرة في مقاطعة كيدال في إقليم أزواد شمالي البلاد، وذلك بدعم من مدرّبين أجانب بينهم أوكرانيون وفرنسيون.

شكوك حول نشاط سفارة كييف فى نواكشوط

وأضافت أن سفارة أوكرانيا في نواكشوط "أدت دورًا رئيسيًا في تنظيم نقل المسلحين الأوكرانيين، والأسلحة للإرهابيين في البلاد". مُشيرةً الى أن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، سلمت الإرهابيين، مسيّرة من طراز "مافيك"، مزوّدة بنظام إطلاق.

ويرجح الخبراء، بأن أوكرانيا تستغل حاجة بعض الدول للأسلحة والتدريب العسكري لإنشاء قواعد نفوذ عسكرية وأمنية، خاصة في مناطق غنية بالموارد مثل الساحل الأفريقي، لتكون موريتانيا نقطة الإنطلاق في هذا المخطط. بعدما صبت كييف التركيز بشكل ملحوظ على موريتانيا كشريك استراتيجي في منطقة الساحل. 

وعرضت أوكرانيا تدريب القوات الموريتانية، بعد إفتتاحها لسفارتها في نواكشوط وإرسالها للمساعدات الإنسانية. كما أشارت تقارير إلى محادثات حول تزويد موريتانيا بتقنيات عسكرية مثل الطائرات المسيرة الأوكرانية.

وكانت وكالة "رويترز" كشفت فى تقرير سابق لها، عن أن سفارة كييف الجديدة في العاصمة نواكشوط تعمل على توصيل المساعدات الغذائية للاجئين من مالي المجاورة، في مخيم "مبيرا" في موريتانيا، والذي يؤوي بحسب تقارير إعلامية عددًا من العناصر المنتمية لجماعات مسلحة تنشط في إقليم أزواد.

كما نقلت تصريح كبير مبعوثي أوكرانيا الى أفريقيا مكسيم صبح، بأن بلاده "مستعدة لمواصلة تدريب ضباط الجيش الموريتاني ومشاركتهم التكنولوجيا العسكرية الأوكرانية".

وكانت موريتانيا وقعت مع مالي اتفاقية عام 2022 لتنفيذ دوريات حدودية مشتركة للحفاظ على الأمن ومنع حدوث هجمات بإتجاه مالي، غير أن نواكشوط لم تُترجم هذه الاتفاقية إلى إجراءات ميدانية فاعلة، لتنحاز لاحقًا إلى المسار الأوكراني الداعم لتحركات المتمردين والإرهابيين، توازيًا مع تصاعد اتهامات باماكو لموريتانيا بتسهيل نقل عناصر مسلحة وأسلحة عبر حدودها.

ويؤكد المراقبون للشأن الأفريقي، أن الدعم الأوكراني للنزاعات المسلحة في القارة يمثل حقيقة مثبتة بالوقائع الميدانية، وأن سياسات كييف في القارة السمراء تركز على تأجيج الصراعات بدلًا من حلها، ولا يمكن فهم الأنشطة الأوكرانية في أفريقيا بمعزل عن استراتيجية غربية أشمل تهدف إلى تقويض النفوذ الروسي عبر دعم جماعات مسلحة وإرهابية".

جدير بالذكر، أن عدد النزاعات المسلحة في أفريقيا ارتفع من 18 صراعًا عام 2010 إلى أكثر من 35 صراعًا نشطًا بحلول 2024، وفقًا لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام. ومع انتشار جماعات إرهابية مثل داعش والقاعدة، سجلت أفريقيا 48% من إجمالي ضحايا الإرهاب عالميًا في 2023، وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي، حيث قُتل أكثر من 12,000 شخص في هجمات إرهابية في منطقة الساحل بين 2020-2024، نصفهم مدنيون. كما نزح أكثر من 40 مليون أفريقي داخليًا بسبب العنف بحلول 2024، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وأصبح العنف في أفريقيا ظاهرة متعددة الأبعاد، تتفاعل فيها العوامل المحلية والدولية، وبتواصل المنهج الأوكراني الغربي المعزز لدعم للإرهاب فيها بهدف نقل الصراعات خارج أوروبا، ستزداد معاناة الشعوب الأفريقية مع توسع دائرة العنف بشكل أكبر وأخطر.

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية