ماما أمريكا تشعل  الحرب الإسرائيلية–الإيرانية.. سيناريوهات ما بعد ضرب مفاعلات فوردو ونطنز وأصفهان.. المسار الدبلوماسى أصبح معقدا ولن يكون مطروحا للحلحلة

دخلت الحرب التى اندلعت بين إسرائيل وإيران منعطفًا جديدًا، جراء الضربات التى شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على مواقع نووية فى إيران؛ تمثلت فى مفاعلات: فوردو ونطنز وأصفهان. وباتت التساؤلات تتكرر حول مسارات ما بعد الهجوم الأمريكى على المنشآت النووية الإيرانية، وتأثير ذلك على منطقة الشرق الأوسط، ومسارات الحرب أو التهدئة.

من جانبه علق الدكتور فادى حيلاني، الباحث الأكاديمى فى المجلس الوطنى للعلاقات العربية–الأمريكية، على الضربات التى شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على مواقع نووية إيرانية، وماذا نفهم منها، قائلًا: “التدخل الأمريكى فى هذه الحرب كان متوقعًا”، مضيفا فى تصريحات لـ”فيتو”: “المسار العسكرى الأمريكى كان واضحًا من خلال التحشيد العسكري، حيث توجهت طائرات الـB2 باتجاه الغرب، فكل المؤشرات العسكرية تقول إن هناك تحشيدًا عسكريًا، وأن الضربة باتت وشيكة، أما المسار الدبلوماسى فهو معقد جدًا، ومن الواضح أنه لن يكون هناك حلحلة لهذا المسار”.

وعن مدى احتمالية توسيع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط جراء الضربة الأمريكية، أوضح  “حيلاني” أن تصعيد الحرب بين إسرائيل وإيران، وإن كان سوف يشمل بعض المصالح الأخرى، فسوف يظل تدخلًا جزئيًا ومحدودًا، ولن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بكامل ثقلها فى الحرب مع إسرائيل ضد إيران، لأن هذا سوف يضع المصالح الأمريكية فى تهديد مباشر، وربما يؤدى إلى تصاعد الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وهذا ليس فى مصلحة إيران على أى حال.

وبشأن التدخل العسكري، يتوقع “حيلاني” “تدخلًا عسكريًا منضبطًا يحيد منشأة فوردو، ويقضى بشكل شبه كامل على البرنامج النووى الإيراني، وربما نشهد تصعيدًا فى هذه الحرب، ولكن تصعيدًا منضبطًا، إذا ما وصل لإيران الرسالة بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا يعنيها تدخلا بأكثر من ذلك، فمن المتوقع أن يكون ردها أيضًا منضبطًا، وحتى أذرعها من المتوقع عدم تدخلها بشكل مباشر فى هذا الموضوع”، مضيفا: إذا كان هناك استهداف للقواعد الأمريكية سواء فى الخليج أو العراق أو حتى السفارات الدبلوماسية، “فهذا سوف يضع إيران فى حرب مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وليس تدخلًا جزئيًا كما حدث، وهذا ما لا تريده إيران”، لذا لا يتوقع أن يقوم الحوثيون فى اليمن بتصعيد الأمر بشكل كبير، فقد كانت هناك مواجهات سابقة بينهم وبين القوات الأمريكية، وانتهت بتعهد الحوثي، كما قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بعدم استهداف المصالح الأمريكية.

وعما  ينبغى على إيران الانخراط فى محادثات لإنهاء هذه الحرب، اجاب “حيلاني”:  ربما على الأغلب سيكون هناك مسار دبلوماسى معين فى ضوء ما حدث فى الأيام الأخيرة، عندما يتحيد البرنامج النووى الإيرانى بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، “لن يكون هناك خطر نووى مستقبلًا على المصالح الأمريكية بشكل عام، وعلى منطقة الشرق الأوسط، وبالتالى أصبح من الممكن رسم مسار تفاوضى الآن”.

وبدوره، قال هانى سليمان، الخبير فى الشأن الإيرانى ومدير المركز العربى للبحوث والدراسات، إنه بعد الاستهداف الأمريكى للمنشآت النووية، “نحن أمام جملة من السيناريوهات”.

وأوضح “سليمان”: السيناريو الأول: تصعيد شامل من جانب إيران، واستهداف القوات الأمريكية وتحريك الوكلاء، خاصة فى العراق، وقد يكون هناك مساحة لتحرك الحوثيين فى مياه البحر الأحمر، وأيضًا قد يكون أحد الخيارات إغلاق مضيق هرمز، وبالتالى خط المواجهة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية سيكون بتصعيد مختلف وجبهات متعددة.

وأضاف: السيناريو الثاني: حالة امتصاص إيرانى للعملية الأمريكية، بالاستمرار فى نفس النهج الخاص باستهداف إسرائيل، مع تكثيف الهجمات ومحاولة فتح جبهة واحدة فقط، مع إبقاء المسار الحالى بعيدًا عن التصعيد مع الجانب الأمريكي، “وهذا سيكون محاولة لتطويع الضربات الإيرانية تجاه الجانب الإسرائيلى كرد غير مباشر على الجانب الأمريكي، بمزيد من التكثيف واستخدام صواريخ متقدمة، وهو ما يؤكد أن إيران عازمة على تهديد إسرائيل والانتقام من هذه العملية باعتبار أن إسرائيل هى الدافع والمحرك الأساسى لها”.

أما السيناريو الثالث -كما يقول “سليمان”- فإنه قد يكون هناك بعض التصعيد لأيام معدودة، باستهداف الجانب الإسرائيلى وبعض المصالح الأمريكية بحد أدنى، ثم الانتقال إلى مرحلة المفاوضات، من خلال بعض الوسطاء، على اعتبار أن إيران ستعلن أنها حققت الهدف الأهم وهو استهداف المنشآت النووية، لكن هذا لن يحدث إلا بعد الضربات الإيرانية للتعبير عن نفسها.

أما الخبير فراس فؤاد، فيرى أن مسارات ما بعد الهجوم الأمريكى على المنشآت النووية، “بعدما شنت الولايات المتحدة هجومًا جويًا فى الساعة الثانية والنصف فجرًا على أصفهان ونطنز وفوردو، عبر طائرات B2 القاذفة الاستراتيجية الشبحية التابعة لسلاح الجو الأمريكي، مستخدمة 30 طنًا من القذائف التكتيكية الخارقة للتحصينات الدفاعية، لها أبعاد كثيرة”، مضيفا:: “يشير هذا الهجوم إلى انخراط فعلى ومباشر من قبل الولايات المتحدة فى الحرب الإسرائيلية على إيران، وتغيير جذرى فى قواعد الاشتباك بين طهران وواشنطن، لطالما حرص البلدان على التقيد بها طوال العقود الماضية”.

وتابع:  الهجوم الأمريكى لا يحمل رسائل عسكرية فقط تتعلق بتغيير معادلة الحرب لصالح إسرائيل، بل رسالة سياسية تمثلت بسعى أمريكى لفرض سلام الأقوياء والتفاوض تحت أصوات القنابل، وليس من الواضح حتى الآن حجم الأثر الذى أحدثه الهجوم الأمريكي، أو فيما إذا نجحت إيران فى نقل اليورانيوم إلى أماكن أخرى خارج المنشآت المستهدفة قبل الهجوم، ولكن الأخطر أن الولايات المتحدة “انخرطت فعلًا وسلوكًا ونوايًا، وهذا بحد ذاته تحدٍ كبير لإيران”.

وبالتوافق مع خيارات إيران فى الرد على هذا الهجوم، سواء عبر فتح الساحات أو غلق مضيق هرمز أو استهداف المصالح والقواعد الأمريكية، “فإن الواقع يشير إلى أن الرد الإيرانى سيكون متناسقًا بشكل رئيسى مع حجم الضرر الذى لحق بها، وسيكون أكثر إيلامًا لإسرائيل”.

وتابع: “أحد أبرز التحديات التى تقف أمام إيران أن خياراتها الإقليمية والنووية أصبحت مقيدة فى إحداث فرق لاستعادة التوازن والردع، وهذا سيدفعها إلى مراعاة تأمين الجبهة الداخلية من أى رد فعل قوى فيما لو  قررت خوض مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة”، مشيرا  إلى أن إيران تدرك أن كرامتها الوطنية أصيبت بضربة كبيرة، وأنها تعرضت لخداع مستمر من قبل الجانب الأمريكي، “وهذا بحد ذاته سيجعلها تفكر فى خيارات قد تفوق حتى التصور الأمريكى للرد المتوقع من إيران”.

واختتم قائلًا: “إن الهجوم الأمريكى أظهر عدة دروس، أهمها أن امتلاك البرنامج النووى لا يعنى ضمانة للنظام، وأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن إسرائيل، والأهم أن الدول الأوروبية لن تستطيع تغيير التصورات الأمريكية حيال القضايا المهددة لأمنها القومي”.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.