بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، هل انتهت الحرب فعلا؟

رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار رسميًّا بين إيران وإسرائيل، في واحدة من أخطر المواجهات الإقليمية التي كادت تُشعل الشرق الأوسط، إلا أن التساؤلات تبقى مطروحة: هل يُنهي هذا الإعلان حالة الحرب؟ أم أنه مجرّد توقف مؤقت للضربات في انتظار جولة قادمة؟

من جانبها، أعلنت حكومة الإحتلال الإسرائيلي التزامها بوقف إطلاق النار، وزعمت أنها نجحت في تحييد التهديد النووي والصاروخي الإيراني، على الرغم من تعرض عمقها الاستراتيجي لصواريخ بعيدة المدى، وهجمات لم تُشهد من قبل.

ووصف مراقبون هذا الإعلان بأنه محاولة لحفظ ماء الوجه، بعد أن فشلت القبة الحديدية الإسرائيلية في صد عدد كبير من الصواريخ الإيرانية التي أصابت أهدافًا حيوية، وأدخلت الداخل الإسرائيلي في حالة من الشلل والذعر.

أيمن سلامة: ما حدث ليس نهاية للحرب بل وقف مؤقت للعمليات العسكرية

وفي قراءة قانونية دقيقة، أكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، أن ما أعلنه ترامب لا يعدو كونه "وقفًا لإطلاق النار" وليس هدنة شاملة أو معاهدة سلام.

وقال "وقف إطلاق النار إجراء مؤقت، قد يُعقبه استئناف للأعمال العدائية في أي لحظة"، مشيرًا إلى أن الحرب لا تنتهي قانونيًا إلا من خلال معاهدة سلام رسمية تُنهي حالة الحرب وتعالج كافة الملفات المعلقة، مثل تبادل الأسرى وترسيم الحدود.

وأوضح أن ما جرى لا يُنهي "حالة العداء القانوني" بين إيران وإسرائيل، بل يؤجلها.

رفعت سيد أحمد: إيران لم تُهزم.. وتوازن الرعب فرض نهاية مؤقتة

من جهته، رأى الدكتور رفعت سيد أحمد، المفكر القومي والخبير الاستراتيجي، أن الاتفاق لا يمثل نصرًا إسرائيليًا، بل هو اعتراف أمريكي إسرائيلي بفشل إسقاط إيران.

وقال "ما حدث هو توازن قوى، لا طرف خرج منتصرًا. إيران بقيت قوية رغم الضربات، وأخفت منشآتها النووية الأهم في الوقت المناسب"، مشيرًا إلى نقل 500 كيلوجرام من المواد النووية من منشأة فوردو إلى مواقع آمنة قبل الضربات.

كما أشار إلى أن إيران أصبحت أكثر حذرًا، وقد تسعى لتسريع برنامجها النووي مستقبلًا، بعد أن تأكدت من أن الخداع الأمريكي أحد أدوات المواجهة، وليس الحوار.

أبو بكر الدسوقي: إسرائيل وإيران وأمريكا.. وقف إطلاق النار لتجنب "خسارة كبرى"

وأوضح الدكتور أبو بكر الدسوقي، مستشار مجلة السياسة الدولية، أن كل طرف قبل بوقف إطلاق النار وفق حسابات براجماتية دقيقة: إسرائيل تعرضت لصدمات عنيفة نتيجة اختراق صواريخ إيران العمق الإسرائيلي، وضرب مراكز أبحاث ومواقع للموساد، مما خلق حالة هلع داخلي وضغوطًا على الحكومة. إيران هي الأخرى تحملت ضربات موجعة، لكن النظام صمد، وتماسك الشارع الإيراني نسبيًا حول قيادته. الولايات المتحدة دخلت الصراع بضغوط من نتنياهو، لكنها وجدت نفسها عاجزة عن حسم المعركة أو إسقاط النظام الإيراني، وسط انقسام داخلي ومظاهرات مناهضة للحرب.

وأضاف:"الجميع أدرك أن الاستمرار في الحرب يعني خسائر استراتيجية لا يمكن احتمالها"، ولذلك تم اللجوء إلى التهدئة دون حل جذري.

في ضوء هذه التصريحات، يبدو أن وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب ليس اتفاقًا دائمًا أو معاهدة سلام، بل هو تجميد للصراع، وليس إنهاءً له.

وما يعزز هذا الاحتمال غموض موقف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وسط تسريبات عن وجوده في مخبأ سري واستمرار التحركات العسكرية والتعبئة الإعلامية من الطرفين وبقاء البرنامج النووي الإيراني بعيدًا عن التدمير الكامل.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.