رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء يعلقون على الحرب الإسرائيلية الإيرانية وتداعياتها

حرب إسرائيل وإيران،
حرب إسرائيل وإيران، فيتو
18 حجم الخط

في ظل التصعيد غير المسبوق بين إسرائيل وإيران، تتابع الأنظار الدولية بقلق بالغ مجريات الحرب المفتوحة التي اندلعت مؤخرًا بين الجانبين، مهددة بجر المنطقة إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار. 

وقد أثار هذا التصعيد سلسلة من ردود الفعل الإقليمية والدولية، وسط تحذيرات من اتساع رقعة النزاع ليشمل قوى كبرى.

 

وقال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي المصري، إن التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران لم يكن مجرد حدث عسكري عابر، بل كان بمثابة صدمة كاشفة لمدى هشاشة النظام الإقليمي العربي.

 

وأكد سلامة أن هذه الأزمة أظهرت بشكل جلي كيف يمكن لأزمة بين طرفين غير عربيين أن تهز المنطقة بأسرها، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد كشف مكامن الضعف في البنية الإقليمية العربية.

 

وأشار سلامة لـ “فيتو” إلى أن النظام الإقليمي العربي، الذي يعاني من صراعات داخلية عميقة وتدخلات خارجية مستمرة، وجد نفسه في موقف حرج أمام هذا التصعيد، حيث كان من المفترض أن تكون الدول العربية فاعلة في احتواء الأزمة وتشكيل موقف موحد. ولكنه بدلًا من ذلك، ظهرت المواقف العربية متباينة، بين الإدانة، والقلق، والصمت.

 

النظام الإقليمي يعاني من انقسامات عميقة

وأضاف أن النظام الإقليمي العربي يعاني من انقسامات عميقة تفاقمت بسبب صراعات إقليمية مثل الحرب في اليمن، والأزمة السورية، بالإضافة إلى التوترات المستمرة بين دول الخليج وإيران وأكد أن غياب آليات فعالة في جامعة الدول العربية قد ساهم في تفاقم هذه الأزمات، مشيرًا إلى أن التدخلات الخارجية قد زادت من ضعف قدرة الدول العربية على التصدي لهذه التحديات.

 

وقال سلامة إن هذا الوضع يعكس بوضوح غياب "رؤية عربية موحدة وقدرة جماعية" على التأثير في مسار الأحداث الإقليمية الكبرى، مما يزيد من شعور المنطقة بالضعف أمام القوى الإقليمية الأخرى.

 

وحذر الدكتور محمد  مهران، المتخصص في القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، من التداعيات الكارثية للضربة الإسرائيلية على إيران، مؤكدًا أنها تمثل انتهاكًا فادحًا لمبادئ القانون الدولي وقد تدفع المنطقة بأكملها نحو صراع مدمر لا يمكن التنبؤ بنهايته.

 

وقال مهران، إن العملية الإسرائيلية المسماة «الأسد الصاعد» تشكل انتهاكًا صريحًا وواضحًا للمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، التي تنص على حظر استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة، مشيرًا إلى أن استهداف الأراضي الإيرانية ومقتل كبار المسؤولين الإيرانيين يعد عدوانًا مباشرًا على دولة ذات سيادة.

 

وأوضح الخبير الدولي، أن الهجوم لا يقتصر على انتهاك السيادة الإيرانية فحسب، بل يمتد لينتهك أيضًا سيادة عدة دول أخرى تم استخدام أجوائها كممرات للوصول إلى الأهداف الإيرانية دون الحصول على إذن صريح منها، مما يضاعف من حجم الانتهاكات القانونية ويوسع دائرة الدول المتضررة من هذا العدوان.

 

كما حذر  من أن هذه الضربة قد تفتح الباب أمام سلسلة من الانتقامات والردود المتبادلة التي قد تتطور إلى حرب إقليمية شاملة تشارك فيها قوى عسكرية متعددة، مشيرًا إلى أن التهديد الإيراني بالرد الحازم، كما أعلن الحرس الثوري، ينذر بتصعيد خطير قد يخرج عن السيطرة ويطال دولًا ومناطق لم تكن طرفًا في النزاع الأصلي.

 

وأشار إلى أن الآثار الاقتصادية للتصعيد ستكون مدمرة على المستوى الإقليمي والعالمي، خاصة في ظل اعتماد الاقتصاد العالمي على استقرار منطقة الشرق الأوسط في إمدادات الطاقة، محذرًا من أن أي اضطراب في الممرات المائية الاستراتيجية مثل مضيق هرمز قد يؤدي إلى أزمة طاقة عالمية تضرب الاقتصاد العالمي في مقتل.

 

ولفت  مهران إلى أن الآثار السياسية للهجوم ستكون بعيدة المدى، حيث قد تؤدي إلى انهيار جهود السلام في المنطقة وتقويض أي مفاوضات دبلوماسية مستقبلية، مؤكدًا أن استخدام القوة العسكرية بهذا الشكل يقضي على أي إمكانية للحلول السلمية ويدفع جميع الأطراف نحو التسلح والاستعداد للمواجهة العسكرية.

 

وحذر من أن التداعيات الأمنية للضربة قد تشمل تنشيط الجماعات المسلحة في المنطقة واستقطاب عناصر جديدة للصراع، مما يعقد المشهد الأمني ويجعله أكثر تعقيدًا وخطورة، مشيرًا إلى أن العنف يولد العنف وأن التصعيد الحالي قد يخلق بيئة إقليمية غير مستقرة لسنوات قادمة.

 

وأكد الخبير القانوني أن موقف القانون الدولي واضح وصريح في إدانة هذا النوع من الأعمال العدوانية، مشيرًا إلى أن اتفاقية لاهاي واتفاقيات جنيف تحظر استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، وأن ما حدث يستوجب تحريك آليات المساءلة الدولية ضد المعتدين.

 

وطالب بضرورة تدخل مجلس الأمن الدولي فورًا لوقف هذا التصعيد ومنع تفاقم الوضع، محذرًا من أن السكوت عن هذه الانتهاكات يشجع على المزيد من العدوان ويقوض مصداقية النظام القانوني الدولي برمته، مؤكدًا أن المجتمع الدولي مطالب بموقف حازم يحمي السلم والأمن الدوليين.

 

وشدد مهران على أن الحلول العسكرية لن تحقق الأمن لأي طرف، بل ستزيد من دورات العنف والانتقام، داعيًا جميع الأطراف إلى العودة فورًا إلى طاولة المفاوضات والحوار الدبلوماسي كسبيل وحيد لتجنب كارثة إقليمية قد تستمر لعقود.

 

وأكد  أن المنطقة في حاجة ماسة إلى قيادات حكيمة تضع مصالح الشعوب فوق الحسابات السياسية الضيقة، وتسعى لبناء السلام بدلًا من إشعال نيران الحروب التي لن تترك رابحًا في النهاية.

 

الصين وجهت اتهامات مباشرة لأمريكا في الهجوم على إيران

 

وأكدت الدكتورة نادية حلمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف والمتخصصة في الشأن الآسيوي، أن بكين ترى في هذه الضربات الإسرائيلية على إيران انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.

 

وأوضحت الدكتورة نادية حلمي لـ "فيتو" أن الصين عبّرت عن قلقها العميق من تداعيات هذا التصعيد، خاصة على حركة الملاحة البحرية والنقل البحري عبر قناة السويس ومضيق باب المندب، مؤكدة أن هذا الهجوم قد يعطل حركة التجارة العالمية ويضر بالمصالح الصينية الاستراتيجية في المنطقة وحول العالم.

 

 

دور الصين بعد الهجوم على إيران 

وأضافت أن وزارة الخارجية الصينية دعت جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس والتحرك بشكل يخدم السلام والاستقرار الإقليميين، مشيرة إلى استعداد بكين للعب دور بنّاء في تهدئة الأوضاع المتوترة عقب الهجوم الإسرائيلي على طهران.

 

وأشارت نادية حلمي إلى أن التحليل الصيني الرسمي للبيان الأمريكي الصادر عقب الهجوم جاء رافضًا لمشاركة الولايات المتحدة في العملية، حيث وجّهت بكين اتهامات مباشرة لواشنطن، باعتبارها شريكًا رئيسيًا في الضربات التي طالت السيادة الإيرانية، وأكدت أن هذه الخطوات العدائية لم تكن لتتم دون تنسيق مسبق ودعم مباشر من الجانب الأمريكي.

 

ورأت بكين أن هذه المغامرة العسكرية الإسرائيلية تحمل تداعيات خطيرة، مؤكدة أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة عن تصعيد التوتر بين طهران وتل أبيب، وما قد ينجم عنه من تفاقم للأزمات الإقليمية.

 

دعوة دولية لوقف العدوان

واختتمت الدكتورة نادية حلمي بالإشارة إلى أن الصين طالبت المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن، بتحمّل مسؤوليته في وقف العدوان الإسرائيلي السافر ضد إيران، داعية إلى تحرك عاجل لاحتواء الموقف ومنع المزيد من الانفجار في منطقة شدي.

 

وكانت الصين أدانت بشدة الهجوم العسكري الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على أهداف داخل إيران، واعتبرته تصعيدًا خطيرًا يهدد الأمن الإقليمي والدولي.

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية