ذكرى سقوط الإنكشارية، كيف أنهى السلطان محمود الثاني أسطورة جيشه الحديدي؟
في صباحٍ 10 يونيو 1826، سمع دوي المدافع في قلب إسطنبول ضد الإنكشارية، لكن لم يكن الأمر حربًا مع عدو خارجي، بل حرب داخل الجسد العثماني ذاته. السلطان محمود الثاني، قرر أن يقطع مع ماضيٍ ثقيل، وأمر بإبادة واحدة من أعرق وأخطر المؤسسات العسكرية في تاريخ الدولة العثمانية «الإنكشارية» بعد أن واجهوا سلاطينهم أكثر مما واجهوا أعداءهم في نهاية أمرهم.
من هم الإنكشارية ؟
الإنكشارية، أو يني تشيري، أي الجيش الجديد، تأسسوا في القرن 14، وتحديدًا في عهد السلطان مراد الأول، ليكونوا الذراع الضاربة للعرش العثماني. جنّدوا في البداية من أطفال البلقان ضمن نظام الدفشرمة، وكان ينتزع الطفل من بيته، ويربى على الطاعة المطلقة، والجندية الصارمة، والإسلام العثماني، حتى يصبح أشبه بجندي مبرمج، لا يعرف غير السلاح، والولاء للسلطان.
وفي القرنين الخامس عشر والسادس عشر، كان الانكشارية هم الطليعة التي فتحت القسطنطينية، وهزت عروش أوروبا، وفرضت هيبة العثمانيين من بودابست إلى بغداد وكانوا، حرفيًا، جيشًا لا يهزم، مدرب، منظم، مهاب الجانب، بل إن ذكر اسمهم فقط كان يكفي لترتعد له فرائص خصوم الدولة.
بداية انحراف الانكشارية
مع مرور الزمن، تخلى الانكشارية عن تقاليدهم الأولى، وصار التجنيد بالوراثة، وتلاشت فكرة الانضباط الحديدي، وتحوّلوا إلى جماعة مصالح، لها أسواقها، وأوقافها، وتجارتها، بل وأحيانا كلمتها في تعيين أو خلع الصدر الأعظم، فتمردوا على أكثر من سلطان، وفرضوا شروطهم على السياسة والاقتصاد، ولم يعودوا جنودًا للدولة، بل دولة داخل الدولة.
استمر الانكشارية في حكم الظل لأكثر من 400 سنة، لكنهم حين رفضوا إصلاحات محمود الثاني العسكرية، وتمردوا على فكرة تحديث الجيش، أدرك السلطان أن التغيير لا يمكن أن يبنى على رمادهم بل لا بد أن يبدأ بإزالتهم.
وجاء صيف 1826 لينهي السطر الأخير في الرواية، حيث أمر محمود الثاني بفتح ترسانة المدافع على ثكنات الإنكشارية، لم يكن الأمر قتالًا، بل إبادة مقصودة. مئات قتلوا، والبقية تفرقت أو أُعدمت أو نفيت، وسجل هذا الحدث القاسي في التاريخ العثماني باسم «الواقعة الخيرية» بما يعكس نظرة السلطنة إلى الحدث، نهاية شيء عتيق كان يجب أن يزول.
وبعد انقراض الانكشارية، أنشأ السلطان جيشًا جديدًا باسم العسكرية المحمدية أو العصر الجديد، جيش منظم على الطريقة الأوروبية، بزي موحد، وتسليح حديث، وهيكلية واضحة، وكان ذلك بداية الطريق لتحديث الدولة، ولو بشكل متأخر، في زمن كانت فيه أوروبا تقفز قفزات صناعية وعسكرية عملاقة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
