رئيس التحرير
عصام كامل

الخلافات تشتعل بين ترامب وماسك.. اتهامات متبادلة وفضائح تهدد التحالف الاستثنائي.. واستغلال القاصرات قنبلة قد تطيح بالرئيس الأمريكي

ترامب وماسك
ترامب وماسك
18 حجم الخط

بعدما كان أحد أقرب حلفائه، وأحد مهندسي حملته الناجحة، تحول إيلون ماسك إلى خصم علني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

في مشهد غير مألوف في أروقة السلطة الأمريكية، تتصاعد الحرب الكلامية بين اثنين من أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم، لتكشف عن تصدعات عميقة في قلب إدارة ترامب الثانية. 

من خلاف حول قانون للميزانية إلى اتهامات بالفساد والتستر على ملف جيفري إبستين، تقاذف الرجلان الاتهامات على الملأ، في صراع يبدو أنه يزداد حدة ويهدد بإشعال عاصفة سياسية داخل البيت الأبيض وخارجه.

من الحليف الأقرب إلى الخصم اللدود

في الخامس من يونيو 2025، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات غاضبة ضد الملياردير إيلون ماسك، منتقدا ما وصفه بـ"هجوم غير مبرر" من ماسك على مشروع قانون التخفيضات الضريبية الذي تبنته الإدارة باعتباره "أضخم إنجاز اقتصادي للحكومة". 

وأعرب ترامب عن "استياء بالغ"، وقال إن ماسك "يعاني من متلازمة اضطراب بترامب"، ملمحا إلى أن ماسك لم يتقبل خروجه من منصبه في البيت الأبيض قبل أسبوع فقط.

لكن ماسك لم يصمت. فبعد ساعات، كتب على منصته "إكس": "من دوني، كان ترامب سيخسر الانتخابات. أي قلة وفاء هذه". 

تصريح يعد من أجرأ ما قاله ماسك علنا، ويكشف عن حجم الجفاء بين الرجلين بعد أشهر من التعاون الوثيق. 

من صداقة إلى اتهامات

لم يكن الخلاف وليد اللحظة. فعلى مدار العام الماضي، تطورت العلاقة بين ترامب وماسك من شراكة استراتيجية إلى نزاع متفجر.

ماسك كان ضيفا دائما في اجتماعات ترامب، ظهر إلى جواره في عدة مناسبات، أبرزها بعد محاولة اغتيال الرئيس في يوليو 2024، حيث نشر ماسك صورة لترامب وهو ملطخ بالدماء وكتب: "أؤيد الرئيس بالكامل".

لكن التوتر بدأ حين انقلب ماسك على مشروع ترامب الجديد، المعروف باسم "مشروع القانون الواحد"، واصفا إياه بأنه "رجس يثير الاشمئزاز". 

واعترض بشدة على البنود المتعلقة بالإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية، معتبرًا أنها تستهدف شركته "تسلا" بشكل غير مباشر.

ماسك يتحدث عن "ملف إبستين"

ذروة التصعيد جاءت حين نشر ماسك تغريدة مثيرة قال فيها: "حان وقت تفجير القنبلة الحقيقية.. دونالد ترامب موجود في ملفات إبستين. هذا هو السبب الحقيقي لعدم الكشف عنها".

اتهام ضمني بأن ترامب مدرج في الوثائق غير المنشورة المرتبطة بجيفري إبستين، الممول الأمريكي الراحل والمتهم بالاتجار الجنسي بالقاصرات، ما أثار عاصفة من الجدل.

وأكد ماسك أن العلاقة بين ترامب وإبستين موثقة، مدعيا أن الرئيس سافر على متن طائرة إبستين "ما لا يقل عن سبع مرات"، رغم عدم وضوح ما إذا كان قد زار جزيرته المشهورة بالفضائح. ومع أن ماسك لم يقدم أدلة مباشرة، إلا أن مزاعمه دفعت شبكة CNN لمحاولة التواصل مع البيت الأبيض الذي التزم الصمت.

اجتماعات طارئة في البيت الأبيض

وبحسب وكالة "رويترز"، عقد كبار مسؤولي إدارة ترامب سلسلة اجتماعات طارئة لبحث تداعيات الخلاف العلني. وعبّر الرئيس، في تصريحات لاحقة، عن "خيبة أمله" العميقة تجاه ماسك، ملمّحًا إلى إمكانية إنهاء العقود الحكومية مع شركاته. وفي إشارة تهديد مبطّنة، قال ترامب: "قدّمنا له الكثير... لكنه لم يعرف كيف يرد الجميل".

ماسك من جهته وصف مشروع ترامب بأنه "جريمة مقززة" تزيد من العجز الفيدرالي وتفرض عبئًا ماليًا على الأجيال القادمة، مضيفًا: "هذا القانون يقتل مستقبل الابتكار". كما دعا علنًا إلى "قتل المشروع"، في رسالة صريحة للكونجرس.

الخسائر تبدأ.. تسلا تتأثر

انعكست الأزمة على سوق المال، إذ تراجعت أسهم شركة تسلا بنسبة 9% في وول ستريت، بالتزامن مع انفجار الأزمة السياسية. 

مراقبون ربطوا ذلك مباشرة بتدهور العلاقة بين ماسك والإدارة الأمريكية، والتي كانت قد فتحت أمام شركاته أبوابًا واسعة للعقود والدعم الفيدرالي.

من نجم الإدارة إلى عدو الداخل

منذ نوفمبر 2024 وحتى نهاية مايو 2025، لعب ماسك دورا مركزيا في إدارة ترامب، عبر وزارة "كفاءة الحكومة"، حيث تعهّد بتقليص الإنفاق العام بقيمة تريليون دولار. لكنه لم ينجح سوى في تحقيق تخفيض بنحو 175 مليار دولار، ما أثار انتقادات داخلية وخارجية، خاصة مع موجة تسريحات كبرى في القطاع العام، واحتجاجات شعبية من مؤسسات متضررة.

وفي آخر يوم له بالبيت الأبيض، بدا ماسك مثقلًا بالإحباط، إذ قال للصحفيين: "لقد فعلت ما بوسعي، لكنني لا أستطيع تبرير هذا القانون. أرفض أن أكون جزءًا من سياسة تزيد الإنفاق بينما تُفقر الشعب".

الخلاف العلني بين ترامب وماسك تجاوز حدود الخلاف السياسي العادي، ليتحول إلى قضية رأي عام، تهدد مستقبل العلاقة بين الرئاسة ومجتمع التكنولوجيا، وتفتح الباب أمام معركة إعلامية وتشريعية قد تمتد إلى الانتخابات المقبلة.

في الوقت الراهن، لا يوجد مؤشر على التهدئة، خاصة مع إصرار ماسك على أن لديه "ما هو أكثر ليقوله". وفي حال قرر فعلًا كشف ملفات مرتبطة بإبستين أو إنفاق الحكومة، فقد تتحول هذه الأزمة إلى فضيحة من العيار الثقيل تهدد عرش الرئيس.

ما بدأ كتحالف استثنائي بين رجل السياسة القوي ورجل التكنولوجيا الطموح، انتهى إلى صراع مفتوح يحمل أبعادًا سياسية، اقتصادية، وأخلاقية. ومع أن كلًا من ترامب وماسك يملك قاعدته الصلبة، إلا أن التصعيد الأخير قد يغير معادلات القوة في واشنطن ويدفع الناخب الأمريكي إلى التساؤل من يصدق ومن يخفي الحقيقة؟

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية