رئيس التحرير
عصام كامل

أكلة عيد الأضحى الرسمية، أصل طبق الفتة المصرية

أصل طبق الفتة، فيتو
أصل طبق الفتة، فيتو
18 حجم الخط

تُعد "الفتة المصرية" واحدة من أشهر الأطباق التقليدية في مصر، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمناسبات الدينية والاجتماعية، وعلى رأسها عيد الأضحى المبارك، حيث تكاد لا تخلو مائدة مصرية منها في  أيام العيد. 

ويعود ذلك إلى علاقتها المباشرة بطقوس ذبح الأضحية وتوزيع لحمها، وهو ما يجعل طبق الفتة من الأكلات التي تحمل أبعادًا دينية وثقافية وتاريخية واجتماعية في آنٍ واحد.

الفتة المصرية ليست مجرد طبق طعام، بل هي تراث حي يعكس روح المصريين وكرمهم وتقديرهم للتقاليد.

 إنها وجبة تنبع من التاريخ وتتجدَّد كل عام مع قدوم عيد الأضحى، لتؤكد أن الطعام يمكن أن يكون ذاكرة وهوية وعاطفة. 

 

وبين رائحة الثوم والخل، ومرق اللحم الطازج، وصوت الأهل مجتمعين على المائدة، تبقى الفتة طبقًا لا غنى عنه في ثاني أيام العيد، حاملة معها نكهة المحبة وعبق التاريخ.


أصل طبق الفتة
 

طبق الفتة
طبق الفتة

كلمة "فتة" في اللغة العربية مأخوذة من "الفتّ"، أي تقطيع الخبز إلى قطع صغيرة. وقد عرفت هذه الأكلة منذ العصور القديمة، وتُعد من أقدم الوصفات الغذائية التي عرفها الإنسان العربي، حيث كانت تُحضر من فتات الخبز المبلول بالمرق والممزوج بالثوم والخل.

 

 وتعتبر الفتة بشكل عام أكلة متوارثة في العديد من البلدان العربية، مثل سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، لكن الفتة المصرية تميزت بمذاقها الخاص وإضافاتها المميزة التي تطورت عبر القرون.

وتشير بعض الدراسات إلى أن الفراعنة كانوا أول من ابتكروا فكرة "الخبز المفتّت"، حيث كانوا يبلّلون الخبز بالماء أو المرق ليصبح أكثر ليونة وسهولة في الأكل، خاصة لكبار السن.

 

 لكن الشكل الأقرب للفتة كما نعرفها اليوم بدأ بالظهور مع الفتوحات الإسلامية، حيث كانت تُقدَّم للجنود في المعسكرات لأنها وجبة سهلة التحضير وتدمج بين الخبز والمرق واللحم، وبالتالي توفّر طاقة وغذاء متكامل.


الفتة في الثقافة الإسلامية

مع مرور الزمن، أصبح لطبق الفتة بعد ديني، خاصة في مصر، حيث ارتبط ارتباطًا وثيقًا بعيد الأضحى، وهو العيد الذي يتم فيه ذبح الأضاحي وتوزيع لحومها. ويحرص المصريون، تحديدًا في أول أيام العيد، على إعداد هذا الطبق بوصفه رمزية لهذا اليوم، إذ يتكون أساسًا من لحم الأضحية ومرقها، ويضاف إليه الأرز والخبز المحمص، ويُتَوَّج بصلصة الثوم والخل التي تعطيه نكهته المميزة.

 

وقد يرجع السبب في ارتباط الفتة بعيد الأضحى إلى بساطة مكوناتها وسهولة تحضيرها، فضلًا عن كونها تتيح استهلاك أجزاء متعددة من الأضحية في وجبة واحدة، ما يعبّر عن مبدأ "البركة" و"الاقتصاد في النعمة" الذي يحث عليه الدين الإسلامي. 

كما أن وجود الخبز في الطبق له دلالة رمزية في الثقافة المصرية، باعتباره رمزًا للرزق والكرم.

الفتة بالخل والثوم
الفتة بالخل والثوم

تطور شكل الفتة عبر العصور

في بداياتها، كانت الفتة تُحضر من الخبز الجاف المبلول بمرق اللحم فقط، ومع مرور الزمن وتطور فنون الطهي، بدأت مكوناتها تتطور. 

فأضيف إليها الأرز الأبيض المفلفل ليصبح مكوّنًا أساسيًا، وهو ما جعل الطبق أكثر إشباعًا. 

كذلك أُضيفت "الصلصة الحمرا" المصنوعة من الثوم والخل والطماطم، والتي أصبحت من علامات الفتة المصرية المميزة.

في بعض المناطق، خصوصًا في صعيد مصر، يتم إعداد الفتة بطريقة بسيطة تعتمد فقط على الخبز والمرق والخل والثوم دون صلصة الطماطم، وتُعرف باسم "فتة الصعيد". 

بينما في المناطق الحضرية كالقاهرة والإسكندرية، تميل الفتة إلى الشكل الحديث الذي يحتوي على طبقات منظمة من الخبز ثم الأرز ثم اللحم، وتُغمر بالمرق وتُزيّن بالصلصة والثوم المقلي.

 

الفتة في يوم العيد

في صباح أول يوم من عيد الأضحى، وبعد أداء صلاة العيد وذبح الأضحية، تبدأ ربات البيوت في إعداد الفتة كوجبة الغداء الأساسية. ويكون لحم الأضحية هو المكوّن الرئيسي، وغالبًا ما يُستخدم لحم الضأن أو العجول.

 ويتم طهي اللحم على نار هادئة حتى ينضج تمامًا، ثم يُستخدم مرقه في بلّ الخبز وطهي الأرز. 

وتُحضر صلصة الخل والثوم بشكل منفصل، ثم تُضاف إلى الطبق في النهاية.

 

وتُقدم الفتة كطبق احتفالي يجمع أفراد الأسرة على مائدة واحدة. ويعتبرها كثير من المصريين رمزًا لبداية العيد الحقيقي، فالعيد لا يكتمل إلا بطبق الفتة، كما تُقدَّم عادة للضيوف ضمن مظاهر الكرم والاحتفاء.

 

الفتة والهوية المصرية

أصبحت الفتة جزءًا من الهوية الغذائية والثقافية للمصريين، فهي لا تقتصر على عيد الأضحى فقط، بل تُحضّر في العديد من المناسبات، كالعزومات والموالد وحتى في حفلات السبوع وتجمع هذه الأكلة بين البساطة والثراء الغذائي، فهي تحتوي على البروتينات والنشويات والدهون في وجبة واحدة.

وقد شهدت السنوات الأخيرة محاولات لإعادة تقديم الفتة بأساليب عصرية، حيث أُدخلت بعض التغييرات في تقديمها لتناسب المطاعم الحديثة، مثل تقديمها في أطباق فردية أو إدخال نكهات جديدة، إلا أن الفتة التقليدية لا تزال تحتفظ بمكانتها في القلوب والمطابخ، خاصة في المناسبات الدينية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية