الأرض لروسيا والثروات لأمريكا!.. أوكرانيا دولة مستباحة على طاولة المفاوضات.. ووقف الحرب لا يزال بعيد المنال.. وصفقة أمريكية مشبوهة
استضافت مدينة إسطنبول التركية، نهاية الأسبوع الماضى، جلسة محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، بهدف التوصل لحلول توافقية تنهى النزاع الحربى المستمر منذ أكثر من 3 سنوات نتج عنه مقتل وتهجير الآلاف، وطالت تداعياته الاستقرار العالمى سياسيا واقتصاديا
وتدخلت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وسط شكوك حول نزاهة الصفقة الأمريكية التى لخصها البعض بالوصف: «الأرض لروسيا والثروات لأمريكا».
وبالرغم من استباق المحادثات بتسريب معلومات عن احتمالية حضور الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ومرور ترامب على المحادثات فى طريق عودته من جولته الخليجية، لكن تبخرت تلك المعلومات وتبين عدم صحتها وتغيب هذا وذاك لتظل الآمال معلقة على قادم الأيام.
الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة ترى أن المفاوضات الروسية الأوكرانية واجهتها العديد من العراقيل والعقبات، خاصة فى ظل وجود خلاف رئيسى حول النقاط الخلافية التى تسببت فى إشعال الحرب بين موسكو وكييف، مضيفة فى سياق تعليقها لـ «فيتو»: يتمسك كل طرف بمطالبه، خاصة أن روسيا ترفض الانسحاب من الأراضى التى سيطرت عليها فى أوكرانيا، وتشترط عدم وجود قوات أوروبية أو قوات تابعة لحلف «الناتو» على الخطوط الفاصلة أو داخل كييف، فى حين يتمسك الرئيس الأوكرانى «زيلينسكي» وقادة الدول الأوروبية بانسحاب موسكو من الأراضى المحتلة وفق وصفهم، ووجود قوة حفظ سلام أوروبية بالعاصمة كييف.
واستطردت “الشيخ”، على الرغم من أن ترامب منذ وصوله إلى حكم الولايات المتحدة فى ولايته ثانية، يرفض دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا بالأسلحة لأنه يرى أنها تشكل عبئا كبيرا على الاقتصاد الأمريكي، كما يرى أن مصير هذه الحرب ستكون بانتصار روسيا، إلا أنه فى الفترة الأخيرة هدد بفرض عقوبات على موسكو فى حال عدم قبولها بالمقترح الأمريكي.
ولفتت أستاذة العلوم السياسية إلى نجاح قادة الدول الأوروبية فى التأثير على ترامب لتغيير موقفه قليلا تجاه أوكرانيا، وذلك من خلال توقيع صفقة المعادن الثمينة بين واشنطن وكييف، ولكن مازال الرئيس الأمريكى متمسكا بموقفه بعدم التدخل فى الحرب الروسية الأوكرانية وأنه لا سبيل لإنهاء هذه الحرب سوى المفاوضات وتوقيع اتفاق سلام.
وتابعت نورهان الشيخ، فى البداية كان ترامب يعتقد أن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية أمر يسهل تحقيقه، إلا أنه فوجئ برفض أوروبى لمقترحاته وبدأت فرنسا فى حمل قيادة فريق دعم كييف خلفا لواشنطن والتف من حولها قادة أوروبا وعلى رأسهم ألمانيا وبريطانيا وتعهدوا بدعم أوكرانيا اقتصاديا وعسكريا، مشددة على أن مصير المفاوضات يتوقف على الولايات المتحدة الأمريكية وقوة الأدوات التى تمتلكها إدارة ترامب لإقناع الأوروبيين بتعديل موقفهم أو حتى تقديم ضمانات أمنية مقنعة لطرفى الصراع، مثلا يتم وقف الدعم العسكرى المقدم لأوكرانيا وبقائها على وضع الحياد وتقليص الوجود العسكرى على الحدود القريبة من روسيا، وفى المقابل تنسحب موسكو من أجزاء من الأراضى التى احتلتها خلال الحرب والاعتراف بسيادتها على جزيرة القرم.
ونوهت، إلى أنه فى حال وصول وفدى التفاوض الروسى والأوكرانى إلى اتفاقات بشأن عدد من النقاط، سيتم بعدها عقد مفاوضات على مستوى أكبر وبتمثيل دبلوماسى وعسكرى أعلى، الأمر الذى يمهد لعقد لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكى ولكن هذا الأمر يحتاج إلى وقت أطول ومجهود كبير من الوسطاء الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا.
واختتمت الدكتورة نورهان الشيخ: الأمر متوقف على قدرة ترامب فى تقديم ضمانات أمنية لروسيا وأوكرانيا وأوروبا، لتكون خطوة حقيقية نحو إنهاء الحرب، وكل الأطراف تريد إنهاء هذه الحرب التى استنزفت اقتصاد موسكو وكييف وأوروبا.
نوبل للسلام
أستاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي، يقول فى ذات القضية، إن الرئيس الأمريكى يسعى لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بكل الوسائل لأنه يرغب فى الحصول على جائزة نوبل للسلام، بالإضافة إلى أن إنهاء هذه الحرب كان أحد أهم عناصر برنامجه الانتخابي، وكثيرا ما انتقد إدارة سلفه جو بايدن، وحمله سبب الفشل فى وقف الصراع الذى كبد الولايات المتحدة مليارات الدولارات.
وتابع، ترامب بدأ خطته لإنهاء الحرب من خلال الضغط على أوكرانيا وأوقف المساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف، الأمر الذى أحدث تراجعا عسكريا كبيرا على الأرض لصالح روسيا، بالإضافة إلى أنه ترك أوروبا وحيدة لتتحمل عبء دعم أوكرانيا بالكامل، وعلى الجانب الآخر تكبدت موسكو خسائر عسكرية واقتصادية كبيرة بسبب هذه الحرب، لذلك فإن كل الأطراف ترغب فى التفاوض لوقف هذا النزاع.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يكمل فى تعليقه لـ «فيتو»: أيضا انضمت تركيا للولايات المتحدة الأمريكية فى لعب دور الوسيط، وذلك من خلال استضافة المفاوضات المباشرة الأولى من نوعها، حيث يرغب أردوغان فى تقوية علاقته مع ترامب والحصول على مكاسب مستقبلية.
واختتم فهمى تصريحاته بالتأكيد، على أن هذه المفاوضات لن تحقق تقدما إلا من خلال مشاركة أوروبية فيها، وأرجع ذلك إلى أن دول الاتحاد تلعب دورا كبيرا فى هذه الحرب، وأيضا يجب أن يكون هناك دور صينى للضغط على موسكو وذلك من أجل تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع وتوقف الحرب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
