152 عاما على رحيل رفاعة الطهطاوي.. رائد التنوير والنهضة العلمية في العصر الحديث، أسس مدارس الألسن والمحاسبة والعلوم السياسية، وحارب سرقة الآثار من مصر
رفاعة الطهطاوي، مفكر مصري شهير، وأحد أعلام الفكر والثقافة في مصر خلال عصر محمد علي باشا، فقيه ورائد من رواد التنوير في العصر الحديث، ومن أشهر قادة النهضة العلمية.
كان أول من آمن بالديمقراطية باعتبارها السبيل للعدل والتقدم، عشق الصحافة مبكرا وأدرك أهميتها، رحل في مثل هذا اليوم من عام 1873، أي منذ 152 سنة، عن اثنين وسبعين عاما.
وُلد رفاعة الطهطاوي بمدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر عام 1801، ويتصل نسبُه بالإمام الحسين سبط رسول الله، نشأ في عائلة من القضاة ورجال الدين، ولهذا لقي عناية من أبيه، فحفظ القرآن الكريم، وقرأ أمهات الكتب، وبعد وفاة والده رجع إلى موطنه طهطا، ووجد من أخواله اهتمامًا كبيرًا حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء فتعلم الفقه والنحو والحديث والفقه والتفسير بالأزهر عام 1817 وعمل إماما في الجيش النظامي.
السفر إماما لبعثة فرنسا
أعجب الشيخ حسن العطار بـ رفاعة الطهطاوى ورشحه لدى الوالي محمد على للسفر في بعثة إلى فرنسا لدراسة اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة، وكان عمره حينها 24 عامًا، وكان في نفس الوقت إماما للبعثة المكونة من أربعين طالبا من الطلبة الأتراك والعرب.
درس هناك الفرنسية، وبعد خمس سنواتٍ قدم مخطوطة كتابه الذي نال بعد ذلك شهرة واسعة “تخليص الإبريز في تلخيص باريز”، الذي طبع بمطبعة بولاق.
عاد إلى مصر عام 1831 ليعمل في الترجمة بمجال الطب، كما عمل على تطوير مناهج الدراسة في العلوم الطبيعية.

درس رفاعة الطهطاوي التاريخ والجغرافيا وعلومًا أخرى في فرنسا، وحرص على لقاء الشخصيات العلمية والفكرية هناك، منهم: مسيو جومار، والعالم البارون دوساسي.
كما اهتم بالتأليف والترجمة وأرسل لمصر ترجمته لكتاب "مبادئ العلوم المعدنية" عام 1828، وطُبع بإذن من الباشا، كما سجل مشاهداته من أحداث سياسية وعلمية وزياراته للمتاحف، ونشر كتابًا عن رحلته إلى باريس، وفيه انتقد بشدة سرقة الآثار المصرية وتهريبها إلى الخارج، ووصف في كتابه أن الأجانب أخذوا هذه الآثار كما يسلب الذهب والمجوهرات.
ورغم الضغوط، استمر رفاعة في صراعه ضد نهب التراث المصري، إلى أن تم إصدار مرسوم في عام 1835 يحظر تصدير الآثار المصرية للخارج، وإنشاء مخزن للآثار في القاهرة.
في عام 1851، افتتح رفاعة الطهطاوي مدرسة الترجمة، التي صارت فيما بعد مدرسة الألسن وعُين مديرا لها إلى جانب عمله مدرسًا بها، وفي هذه الفترة تجلى المشروع الثقافي الكبير لرفاعة الطهطاوي، ووضع الأساس لحركة النهضة فأنشأ أقسامًا متخصِّصة للترجمة في الرياضيات - الطبيعيات – الإنسانيات، الفلسفة.
كما أنشأ مدرسة المحاسبة لدراسة الاقتصاد ومدرسة الإدارة لدراسة العلوم السياسية، إلى جانب عشرين كتابًا من ترجمته، وعشرات غيرها أشرف على ترجمتها.
إصدار جريدة الوقائع المصرية
وأصدر رفاعة الطهطاوي جريدة الوقائع المصرية بالعربية بدلًا من التركية، وأُسند إليه الإشراف عليها ورئاسة تحريرها (أول جريدة عربية) في عام 1842، فأدخل التجديدات على محتواها وإخراجها، فغير اسمها وبدأ تمصيرها وإدخال اللغة العربية بها لتأخذ الصدارة، ثم ترجمها إلى اللغة التركية دون الإخلال بالأصل العربية، فصدرت الصحفية بالعربية في الناحية اليمنى والتركية إلى جانب اليسار.
وقال في وثيقة تنظيم "الوقائع المصرية" التي أرسلها لمحمد باشا وأخذ موافقته عليها: “أما الحوادث الخارجية، وإن كانت ستنشر في الجريدة إلا أن الأخبار المصرية ستكون المادة الأساسية للجريدة”.

اصطدم رفاعة الطهطاوى بالحكام، فمع تولى عباس باشا حكم مصر توقف المشروع التنموي لرفاعة، أغلقت مدرسة الألسن، وأوقف أعمال الترجمة وقصر توزيع الوقائع المصرية على كبار رجال الدولة من الأتراك، ونفى رفاعة إلى السودان عام 1850 لكنه واصل المشروع في منفاه، فترجم هناك مسرحية تليماك لـ فرانسوا فنلون.
وجاهد للعودة إلى الوطن أربع سنوات في المنفى، ثم عاد بعد موت عباس باشا وولاية سعيد باشا، لينشئ مكاتب لمحو الأمية تنشر العلم بين الناس، وعاود عمله في الترجمة المعاصرة، ودفع مطبعة بولاق لنشر أمهات كتب التراث العربي.
المرشد الأمين للبنات والبنين
وكعادة الولاة، أقلق نشاط رفاعة الطهطاوى سعيد باشا فأغلق المدارس وفصل رفاعة عن عمله عام 1861، ومع تولي الخديوي إسماعيل الحكم بعد وفاة سعيد عاود رفاعة العمل، وأشرف مرة أخرى وأخيرة على مكاتب التعليم، ورأس إدارة الترجمة، وأصدر أول مجلة ثقافية في تاريخنا وهى “روضة المدارس”.
واستمر على نشاطه في خدمة البلاد فأصدر كتابه “المرشد الأمين للبنات والبنين” و"مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية".
ورحل في مثل هذا اليوم 27 مايو عام 1873، لكنه يظل رائدا للنهضة الحديثة التي استمرت حتى يومنا هذا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
