التوسع في الجامعات الأهلية.. تسليع للتعليم أم ضرورة عصرية؟!

وزارة التعليم العالى تستعد لتشغيل 12 جامعة أهلية جديدة منبثقة من الجامعات الحكومية، مع بداية العام الدراسى الجديد 2025 / 2026، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة: من أين ستجد الحكومة أعضاء هيئة تدريس لتلبية احتياجات تلك الجامعات الوليدة، ثم ألا يتسبب ذلك في استنزاف الكفاءات التدريسية من الجامعات الحكومية؟!

التوسع في الجامعات الأهلية يعزز مخاوف البعض من تسليع التعليم، وسحب المجانية من تحت بساط الطبقة الوسطى الحاضنة الأساسية للإبداع وبناء أي نهضة تعليمية معتبرة.. صحيح أن التعليم العالي ليس مجانيًا في كل الدنيا وخصوصًا الدول المتقدمة تعليميًا لكن دخول المواطنين في تلك الدول سيظل أعلى بكثير من دخول المواطنين هنا نتيجة تراجع القوة الشرائية للعملة الوطنية!

الدولة تستهدف من وراء التوسع في الجامعات الأهلية والخاصة إتاحة وتنوع مسارات منظومة التعليم الجامعى، فضلا عن تحسين جودة الخدمات التعليمية المقدمة للطلاب، لكن ماذا تقول الأرقام ونتائج الجودة على أرض الواقع؟!

وفي المقابل يرى البعض أنه من الأجدى التركيز على إنشاء جامعات حكومية جديدة وتطوير الجامعات القائمة منها، بدلًا من التوسع فى الجامعات الخاصة والأهلية ذات التكاليف والرسوم المرتفعة التي سوف تحدث خللا واضحا فى في ملف التعليم العالي، إذ لا يعدو الأمر إنشاء مبان جديدة واستنزاف كفاءات تدريسية من الجامعات الحكومية لتشغيل الجامعات الأهلية المنبثقة عنها بالضرورة..

وهذا الأمر يجعل الجامعات الحكومية بمثابة معمل تفريغ للأساتذة لتلبية احتياجات الجامعات الجديدة.. والنتيجة الطبيعية لهذا التوجه هى إضعاف الجامعات الحكومية الأم، والتى تعانى أصلا من ضغوط هائلة نتيجة لاستقبالها مئات الآلاف من الطلاب سنويا، مما يؤدى حتما إلى تدهور جودة العملية التعليمية فيها.

وثمة فريق آخر يرى أن الجامعات الأهلية تقدم بيئة تعليمية حديثة، وبرامج متطورة، وفرصًا تدريبية جيدة بالتعاون مع جهات دولية، مما يجعلها خيارًا متميزًا لطائفة لا بأس بها من الطلاب.. 

ماذا خسرنا بغياب القدوة؟!

اختفاء الحمير ووجع الضمير!

لكن ملف التعليم لا يجوز التعامل معه بمنطق الاستثمار التجارى البحت، وإغفال دوره الأساسى كركيزة للتقدم والتطور، وهذا هو صلب المشكلة الحقيقية عندنا؛ فالاستثمار في البشر مقدم على الاستثمار في الحجر.. فالأمم تبنى بعقول أبنائها وإخلاصها وجهدهم وإصرارهم على قهر المستحيل!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.