رئيس التحرير
عصام كامل

نفسك في إيه

فيتو

نويت والنيه لله أن تكون مقالتي هذه على شكل حوار بينى وبين القارئ بهدف مراجعة نفسه، متمنية أن يفيق من وهمه ويعلم أن الدنيا زائلة وأن الدار الآخرة هي الأبقى، ولكن للأسف كثير منا ينجرف وراء الدنيا وينسى النهاية الأبدية، يسير وراء شهواته التي تجعله ينسى أن له عقل يفكر به ويتحكم من خلاله في شهواته وينسى الخالق المدبر لكل شىء.

صديقي الإنسان بتدور على النجاح ؟! الشهرة ؟! طب بتدور على الفلوس؟! طيب بلاش بتدور على السعادة ؟؟؟؟، نفسك تبنى عيلة وأسرة ؟!،

الإنسان: أكيد نفسي .

أنا: هايل، طيب بتفكر في إيه كمان نفسك تكون صاحب نفوذ ؟ تكون قائد في مجال ما ؟؟؟ طب منفسكش تسافر بره.. قول يا أخى أنا سامعك قول كل اللى نفسك فيه، خلااص خلصت.. تمااام بس مش ناسي حاااجة ؟؟؟!!!

الإنسان: إمممممم يمكن نسيت أفكر أجيب عربية ، آه عاوز عربية . 

أنا: طب مش نااسي حاجة تانية، فكرررررررر يا بنى دووور كدة حوليك، بص شمال طب بص يمين قللللللللب مخك يمكن تكون ناسي حاجة 

الإنسان: لا كفاااية كدة أناا قنوع . 

أنا: بس انتا نسيت حتاجة مهمة أوي، نسيت تعرف هتجمع حسنات إزااى ؟ نسيت تفكر هتعمل إيه بقى عشان تقابل ربناا ؟؟ نسيت تنظم يومك بحيث تؤدى كل الفرائض اللى عليك.

طب بلااش نسيت ياعم أن النهاردة الجمعة يعنى لازم تروح تصلى وتعدى على قرايبك، نسيت تصفى نفسك وتحب كل الناس ومتحقدش على حد.

أناا عارف إن والدك متوفى إوعى تكون بتنسى تدعيله وتقرا له قرآن، طب هقولك أما تبقى دكتور أو راجل أعماال كبير نسيت تقولي إنك عاوز تحج بالفلوس اللي معاك أو تسيبها لعمل خيري .

إنت إنساان وكل إنسان بيحب الدنيا محدش قال حاجة والعمل عبادة طبعًا.. بس في ناس كتيير أوى بتتوه في زحمة الدنيا وأهوائها ومطامعها عشان المصالح.. قبل ما تناام هيأ نفسك تحلم حلم بسيط.. إنت مثلا مثلا لو عندك ميعاد مهم أوى وليكن وزير الداخلية قللى كدة هتعمل ايه ؟!. 

الإنسان: ها ده أنا هعمل عمايل، أكيد هكون خايف، هلبس أشيك حاجة، أحلى بارفان، أحلى جزمة، هروح في الميعاد بالضبط.

أنا: طب عشان إنسان زيه زيك نفس تركيبك عشان تقابله عملت كل ده !!! أمال لما بتقابل ربنا في الصلاة مبتعملش كدة ليه يا قلبى، أما بتقابله كل يوم وانت بتعمل عمل يخالف ضميرك مش بتخاف ليه، خلى صفحتك بيضاء عشان يوم العرض، شوف انت يوم نتيجة الثانوية العامة كنت مرعوب قد إيه مع إنك كنت وسط أهلك اللى بيطمنوك ويدعمووك ؟.

طب في الآخرة بقى (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه) هتعمل إيه ؟ فكر كويس، يا جماعة كل واحد يتخيل ويقول ايه اللى ممكن يحصل ، وافتكروا إن سعيك للآخرة هيخليك أسعد واحد في الدنيا والبسمة لن تترك وجهك وقلبك أبدًا، المرة دى مش همضى إسمى، 
إمضاء إنسان..

الجريدة الرسمية