رئيس التحرير
عصام كامل

المستريح أون لاين.. FBC لن تكون الأخيرة.. الرمال البيضاء.. سراب البحث عن الثروة.. عبد الوهاب: المنصات الإلكترونية  تعيد استخدام أساليب احتيالية قديمة بتقنيات حديثة

المنصات الإلكترونية
المنصات الإلكترونية
18 حجم الخط

لا يستفيد المصريون من دروس الماضي، أحلام المكسب السهل والسريع تنسيهم كل شيء. من شركات توظيف الأموال إلى المستريحين، وصولًا إلى المنصات الرقمية.. يغامر الكثيرون بأموالهم وثرواتهم.. وفى الأخير يبكون أو يتباكون ويطلبون الغوث والنجدة!

منصة FBC للتسويق الإلكترونى أعادت إلى الواجهة ألاعيب خداع المصريين والنصب عليهم وانتزاع أموالهم فى “غمضة عين”، الأيام الأخيرة شهدت وقائع اتهام عدد كبير المنصة المذكورة بالاستيلاء على أموالهم، وما صاحب ذلك  من جدل وصخب شديدين، ورغم أن هذه المنصات تعمل خارج إطار القانون إلا إن الضحايا يتغافلون عن ذلك مقابل الأرباح المتسارعة، منصة FBC للتسويق الإلكترونى ليست الوحيدة العاملة فى السوق المصرية، بل إنها واحدة ضمن عشرات المنصات التى تتصارع فى النصب على المصريين وخداعهم. عدد من المصادر الذين تحدثت “فيتو” إليهم قالوا إن هذه المنصات تعمل بنظام الاحتيال المالي، حيث يتم دفع الأرباح للعملاء القدامى من أموال المستثمرين الأحدث، دون وجود نشاط اقتصادى حقيقى يحقق الأرباح، وهو ما يعنى انهيارها فور توقف تدفق عملاء جدد، كما أجمعوا على أن هذه المنصات تعِد بأرباح غير منطقية، خلال فترة قصيرة، وتعتمد على التسويق الهرمي، حيث يتم إغراء العملاء بالانضمام عبر دفع مبالغ أولية، مع وعود بأرباح متزايدة إذا جلبوا مستثمرين آخرين.

ولأن هذه المنصات لا تقوم بأى أنشطة حقيقية تجلب أرباحًا، فإنها تظل عرضة للانهيار السريع، وبالتالى فإن الاستثمار من خلالها مغامرة غير محسوبة ومحفوفة دومًا بالمخاطر، لا سيما مع التنويه إلى عدم قانونيتها ولا حصولها على تصاريح رسمية. وهنا تجدر الإشارة أيضًا إلى أن جميع المنصات الإلكترونية لتوظيف الأموال غير قانونية ولم يصدر لها تراخيص من الهيئة العامة للرقابة المالية،  كما إن البنك المركزى لم يوافق لأى منصات فى العملة الرقمية لأنها محظورة فى مصر... “فيتو” تفتح ملف المنصات الرقمية وآلاعيبها فى النصب على المصريين.

 

تشهد السنوات الأخيرة انتشارًا متزايدًا لشركات النصب والاحتيال الإلكترونى مستغلة  طمع البعض وجهل البعض الآخر بالتكنولوجيا الحديثة، فتستولى على أموالهم بدعوى تحقيق أرباح يومية ضخمة من خلال استثمارات وهمية، بدأت هذه الظاهرة تأخذ أبعادًا خطيرة مع ظهور منصات إلكترونية تدّعى تقديم فرص ربح سهلة وسريعة.

ومؤخرا تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى قضية نصب منصة تسويق إلكترونى تعرف باسم “FBC” التى تأسست العام الماضى والتى ادعى القائمون عليها أنهم قادرون على تحقيق أرباح للمستخدمين مقابل تنفيذ مهام بسيطة مثل التفاعل مع إعلانات أو منتجات معينة أو مشاهدة فيديوهات على الإنترنت لفترات محددة، مع وعد المستخدمين بتحقيق أرباح ضخمة ولزيادة الثقة لضحاياها ادعى القائمون عليها أنها شركة حاصلة على تراخيص من الحكومة.

وبالطبع حدث السيناريو المتوقع واتضح أن المنصة ليست إلا نموذجًا للاحتيال الإلكتروني،  تقوم فى البداية بتحويل الأرباح للمستخدمين لإغوائهم بالمزيد من الاستثمار، ثم تبدأ فى وضع العراقيل مثل تأخير عمليات السحب أو طلب إيداعات إضافية لمضاعفة الأرباح المزعومة، قبل أن تختفى فجأة، تاركة وراءها آلاف الضحايا.

المثير أن  هذه الأساليب الاحتيالية ليست جديدة، فقد شهدت مصر خلال السنوات الماضية عدة قضايا نصب إلكترونى متطابقة مثل تطبيق “هوج بول” ومنصة “الرمال البيضاء”وغيرهما التى تظهر بنهاية كل عام، ثم تجمع  مليارات الجنيهات من المواطنين  قبل الاختفاء المفاجئ مما يؤكد أن عمليات النصب الإلكترونى  مجرد نمط  متكرر يستغل طمع وجهل البعض بإغوائهم بفخ الثراء السريع.

يؤكد الدكتور محمد عبد الوهاب، المستشار المالى والمحلل الاقتصادي، أن فكرة منصة FBC ليست جديدة، بل تعيد استخدام أساليب احتيالية قديمة لكن بأساليب أكثر تطورًا، حيث تستغل تطبيقات الهواتف المحمولة والمنصات الرقمية لخداع الضحايا.

وأشار عبد الوهاب فى تصريحات خاصة لـ”فيتو”، إلى أن هذه المنصات تعتمد على استراتيجية الإغراء الأولي، حيث يتم دفع مبالغ صغيرة للمستخدمين عبر المحافظ الإلكترونية لإثبات مصداقيتها، قبل أن تتوقف عن الدفع تدريجيا وتبدأ فى فرض رسوم للحصول على المزيد من الأرباح.

وأوضح أن التسويق الشبكى هو أحد الأدوات الرئيسية التى تعتمد عليها هذه المنصات، حيث يتم إقناع المستخدمين بجلب أفراد آخرين مثل الأقارب والأصدقاء للاشتراك مقابل الحصول على عمولات، لكن فى النهاية، يجد المستخدم نفسه متورطا فى عملية احتيالية، حيث يخسر أمواله ويكون قد ساهم أيضا فى النصب على معارفه، لافتا إلى أن التسويق الشبكى أثبت فشله عالميا، بل إن بعض الدول حظرته قانونيًا، فيما أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تُحرّمه لما له من آثار سلبية على الاقتصاد والمجتمع.

من جانبه، يحذر الدكتور إسلام نصر الله، خبير التحول الرقمي، من أن منصات الاحتيال لا تقتصر على سرقة الأموال فقط، بل تستغل بيانات المستخدمين أيضًا، فبمجرد تسجيل الضحية فى هذه المواقع، تبدأ فى تلقى كم هائل من الرسائل الدعائية المزعجة (Spam) عبر البريد الإلكترونى أو الهاتف، السبب فى ذلك هو قيام هذه المنصات ببيع بيانات الاتصال الخاصة بالمستخدمين لشركات التسويق والإعلانات، مما يجعلهم أهدافًا لمزيد من عمليات الاحتيال.

وأضاف نصر الله فى تصريحات خاصة لـ “فيتو”، أن المستخدمين يجب أن يكونوا على وعى بأن أى خدمة تُقدَّم مجانًا تعنى أن المستخدم نفسه هو المنتج، لذلك، يُنصح بعدم التسجيل فى مواقع مشبوهة، وعدم فتح أى رسائل إلكترونية مجهولة المصدر، لأنها قد تتضمن عروضًا مغرية لتحقيق الثراء السريع، لكنها فى الحقيقة مجرد فخ للإيقاع بالضحايا.

وقال  نصر الله: “النصاب بيدور على الطماع”، مشيرًا إلى أن السعى وراء الربح السريع دون بذل جهد يُعد من أبرز العوامل التى تدفع الكثيرين للانحراف نحو منصات احتيالية مثل FBC وغيرها، مضيفا أن هذه الرغبة فى تحقيق مكاسب فورية تُضلل المستثمرين عن الخيارات الآمنة المتاحة، مثل الشهادات البنكية التى تمنح عوائد تصل إلى 40%، مما يؤكد ضرورة توخى الحذر والبحث عن استثمارات موثوقة بعيدًا عن وعود الربح السريع.

ولفت نصر الله، إلى أنه من بين العوامل التى ساهمت فى انتشار هذه المنصات هو قيام بعض المؤثرين والمدونين (البلوجرز) بالترويج لها دون التحقق من مصداقيتها أو التأكد من أنها تمتلك تراخيص قانونية، مشددا على أن هؤلاء المؤثرين يجب أن يتحملوا المسؤولية القانونية والأخلاقية عن نشر هذه التطبيقات، لأنهم ساعدوا فى النصب على آلاف المواطنين الذين وثقوا بهم.

من جانبه حذر المهندس محمد الحداد، الخبير التكنولوجي، مستخدمى الإنترنت من التعامل مع هذه المنصات نظرا لأنها تدار من حسابات مجهولة ومن أماكن غير معلومة خارج البلاد، مما يجعل من الصعب تتبع القائمين عليها أو محاسبتهم قانونيا، مؤكدا أن الدخول إلى هذه المواقع قد يعرّض المستخدمين لخطر اختراق بياناتهم الشخصية وحساباتهم المصرفية، خاصة إذا طلبت منهم هذه المنصات مشاركة معلومات حساسة مثل بيانات البطاقات المصرفية أو أرقام الهواتف المحمولة.

وقال الحداد: إن النصب الإلكترونى أصبح ظاهرة شائعة فى كافة دول العالم نتيجة للتطور التكنولوجى الهائل،  لذلك يجب التوعية بأهمية الأمن المعلوماتى وعدم إتاحة معلوماتك الشخصية بسهولة لأى شخص أو على أى منصة لأنها تمثل مخاطرة كبيرة، وتجنب الرسائل المضللة حتى وإن كانت تحمل أسماء جهات موثوقة فالكثير منها يكون محاولة لإختراق الاجهزة الإلكترونية أو الحسابات الشخصية.

وأوضح الحداد، أنه لمواجهة ظاهرة منصات الاحتيال الإلكترونية مثل FBC، ومن قبلها هوج بول، والرمال البيضاء، وغيرهما، يجب التحقق من مصادر الاستثمار قبل الاشتراك فى أى منصة تدّعى تحقيق أرباح سهلة، كما يجب التأكد من حصولها على تراخيص قانونية صادرة عن الجهات الرسمية فى الدولة، وتجنب العروض المغرية، موضحًا أن أى عرض يَعِد بتحقيق أرباح ضخمة دون مجهود هو فى الغالب عملية احتيالية، محذرا من مشاركة البيانات الشخصية، أو المصرفية فى مواقع غير موثوقة، وضرورة الإبلاغ عن المواقع المشبوهة أو التى تدعى تحقيق الثراء السريع لمنع انتشارها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية