سوق ديانا للتحف في الأزبكية، قطع تحكي قصة من الماضي.. الأواني النحاسية والأباريق المزخرفة والتراثية الأكثر إقبالا.. وهذه أبرز طلبات البائعين (فيديو وصور)

في قلب منطقة الأزبكية، يقام كل يوم سبت سوق ديانا، وهو واحد من الأسواق التي نجحت في جذب عشاق التحف والأنتيكات من مختلف أنحاء مصر والدول العربية، فمنذ ظهوره قبل ثلاث سنوات، تحول السوق إلى وجهة  مفضلة للباحثين عن القطع النادرة والمقتنيات القديمة، حتى أصبح مع مرور الوقت ملتقى للتجار والهواة الذين يجمعهم الشغف بالماضي.

نشأة السوق وتطوره

من جانبه، قال مصطفى الجزار، أحد البائعين في السوق منذ عامين، إن  سوق ديانا بدأ بعدد قليل من البائعين، حوالي 10 إلى 15 بائعًا فقط، لكنه شهد ازديادًا ملحوظًا في أعداد العارضين مع مرور الوقت، ويضيف: "كل أسبوع يزداد عدد البائعين عن اليوم السابق، مما يضفي على السوق تنوعًا أكبر في المنتجات المعروضة".

وتابع: السوق يختلف عن غيره من الأسواق الشعبية في القاهرة، فالبضائع التي تُعرض فيه ليست مجرد سلع قديمة، بل قطع تحمل قيمة تاريخية وفنية عالية، وبعضها يزيد عمره عن 100 عام.

تنوع المنتجات وجاذبيتها

وفقًا لمصطفى، فإن الزبائن يترددون على السوق منذ سنوات، وأغلبهم من دول عربية شقيقة مثل السعودية والإمارات. 

وأشار إلى أن أكثر المنتجات طلبًا هي المصنوعات النحاسية بأشكالها المختلفة، حيث يبحث الزبائن عن الأواني القديمة، الأباريق، والفوانيس النحاسية المزخرفة التي تعكس روح التراث.

كما يضم السوق قطعًا نادرة من مخلفات الحرب العالمية الأولى، مثل صناديق الذخيرة والأدوات العسكرية القديمة، والتي تحظى باهتمام خاص من هواة جمع التحف العسكرية.

علاقات التجار والتحديات

وأكد مصطفى أن السوق يتمتع بروح التعاون بين البائعين، حيث تربطه علاقات طيبة مع زملائه في السوق، مما يجعل بيئة العمل مريحة ومليئة بالدعم المتبادل. 

ورغم ذلك، يواجه البائعون تحديات عدة، أبرزها  ضيق مساحة السوق، حيث يتمنى مصطفى أن يتم توسيع المكان لاستيعاب مزيد من العارضين، خصوصًا تجار الهواتف القديمة، التي بدأ الإقبال عليها يزداد في الآونة الأخيرة.

سوق ديانا بين الماضي والحاضر

على جانب آخر، يرى حمدي، أحد أقدم البائعين في السوق، أن سوق ديانا ليس وليد الثلاث سنوات الماضية فقط، بل يمتد تاريخه إلى أكثر من 15 عامًا، لكنه لم يكن بنفس الشهرة التي يحظى بها الآن.

وقال: "في البداية، لم يكن عدد البائعين يتجاوز ثمانية أشخاص، أما الآن فقد أصبح السوق أكثر تنظيمًا، حيث تم تقسيمه إلى شوارع، كل منها متخصص في نوع معين من البضائع".

وفقًا لحمدي، يضم السوق شارعًا متخصصًا في بيع التحف والأنتيكات، وآخر للأثاث والموبيليا، وثالثًا للملابس القديمة، بالإضافة إلى شارع مخصص للأجهزة الكهربائية.

الزبائن بين الشغف والتحديات

بالرغم من  الشعبية الكبيرة التي يحظى بها السوق، يواجه البائعون تحديًا مشتركًا يتمثل في الفصال المستمر من قِبَل الزبائن. يعبر حمدي عن ذلك قائلًا: "أغلب الزبائن يريدون تخفيض الأسعار إلى الحد الأدنى، وهذا الأمر يستهلك الكثير من الوقت والجهد، خاصة أن القطع المعروضة لها قيمة فعلية ولا يمكن بيعها بأسعار زهيدة".

شغف الشباب بجمع التحف

لا يقتصر سوق ديانا على التجار والزبائن التقليديين فقط، بل يجذب أيضًا فئة الشباب الذين يرون في الأنتيكات فرصة لصنع الفن أو استكمال مجموعاتهم الخاصة. 

روان، شابة في السادسة والعشرين من عمرها وخريجة كلية الآداب قسم اللغة الإسبانية بجامعة القاهرة، هي واحدة من الزبائن الدائمين للسوق، حيث تعشق جمع الطوابع القديمة وتستخدمها في أعمالها الفنية.

تقول روان: "كل قطعة هنا تحمل تاريخًا وقصة، ولهذا أحب البحث عن الطوابع القديمة والعملات النادرة التي تعكس فترات زمنية مختلفة. أجد متعة في دمج هذه القطع في أعمالي الفنية، فهي تضيف لمسة فريدة لا يمكن تكرارها".

مستقبل السوق وآمال التجار

مع استمرار الإقبال المتزايد، يأمل البائعون في أن يحصل السوق على مساحة أكبر لعرض مزيد من المنتجات، وأن يلقى دعمًا رسميًا يساعد في تطويره وتنظيمه بشكل أفضل. 

في الوقت نفسه، يظل سوق ديانا مكانًا فريدًا يحمل عبق الماضي ويجمع بين محبي التراث والتاريخ، ليكون أكثر من مجرد سوق، بل تجربة ثقافية تعكس عشق الناس للماضي وحرصهم على الحفاظ على مقتنياته.

وبين البضائع العتيقة والقصص التي تحملها، يبقى سوق ديانا ملتقى لعشاق الأنتيكات في القاهرة، حيث يلتقي الحاضر بالماضي في أزقة الأزبكية، وتظل روح الزمن الجميل تنبض في كل ركن من أركانه.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.