العرب وأمريكا.. سيناريوهات المواجهة والتحدي.. الإمبراطورية المهزومة!.. سجل الإخفاقات الأمريكية يضم فيتنام وكوريا والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها
لن ينجو أحد منفردًا، ولن يقدر أحد على الذود منفردًا أيضًا. قد لا ينجو أحد قط من هذا العدوان الشامل إن حدث؛ فالتاريخ قادر على معاقبة المتأخرين، ولكن الأكيد أنه لن ينجو أحد إلا إذا تم بناء جبهة صلبة. هكذا يفكر العقلاء فى مواجهة الهيمنة الأمريكية التى يقودها دونالد ترامب بلا وعى ولا منطق سديد. حاكم البيت الأمريكى العائد يخلف الظنون، يعاند القانون الدولي، لا يرى أحدًا أمامه، لا يكاد يمر يوم دون أن يطلق تصريحات عدوانية تستهدف العرب، وتكشف عن أطماع لا شطآن لها، وفى القلب منها مخططه الآثم بتهجير أهل غزة من أرضهم الطاهرة التى ضربوا أعظم الأمثلة فى الدفاع عنها.
والسؤال: هل يستسلم العرب، هل يقدمون القرابين للرئيس الأمريكي، هل يتنازلون عما تبقى من الشرف العربي، أم يجتمعون على كلمة سواء، ويستعدون على قلب رجل واحد لمواجهة الغطرسة الأمريكية “الجديدة” الداعمة للكيان الصهيونى قبل كل شيء؟ ألم يأن للدول العربية أن تغادر عباءة الولايات المتحدة، وتسقط نظرية “القطب الأوحد”؟ وتثبت عمليًا للمجنون الأمريكى أنه واهم، وأنه أقل من أن يحكم العالم ويتحكم فيه؟ وأنهم قادرون على التعامل بعيدًا عن وصايته وسيطرته وسطوته وصولجانه؟
الداخل الأمريكى نفسه لا يوافق على مواقف الرئيس الثمانيني، ولا يقره عليها، ويراها شططًا وجنونًا؛ وهذا ما انعكس عمليًا فى الرسالة التى وجهها ثلثا الديمقراطيين فى مجلس النواب الأمريكى للرئيس ترامب، حثوه فيها على التراجع عن أطماعه فى قطاع غزة. النواب الأمريكيون قالوا لرئيسهم: “نحن نشعر بالقلق من أن يدعو رئيس أمريكى إلى الإبعاد القسرى والنزوح الدائم لمليونى شخص”، مشددين على أن مثل هذه الخطوة “لن تكون غير قابلة للدفاع عنها أخلاقيا فحسب”، بل إنها ستضر بالمكانة العالمية للولايات المتحدة، وتعرض القوات الأمريكية للخطر، وتؤدى إلى زيادة الإرهاب، كما أجمعوا على أن هذه التصريحات “تهدد فرصة الولايات المتحدة للعمل مع شركائنا العرب” فى إعادة بناء غزة وإيجاد نهاية سلمية للصراع مع إسرائيل. وإذا كان النواب الأمريكيون أنفسهم قلقين، فما بال القادة العرب أنفسهم؟
وإجمالًا..فإنه ليست هناك فرصة يمكن أن يعبر العرب فيها عن أنفسهم، وأن يتحدوا فيها ويكونوا على كلمة سواء مثل هذه الفرصة، مهما كانت السيناريوهات المحتملة التى نطرح جانبًا منها فى هذا الملف المهم والضاغط، لا سيما أن هناك تجربة ملهمة لاتحاد العرب، كما حدث قبل أكثر من خمسين عامًا فى ملحمة أكتوبر العظيم..تفاصيل وتوضيحات أكثر عن سيناريوهات المواجهة والتحدى بين العرب والولايات المتحدة الأمريكية فى الصفحات التالية.
أدى فشل التقييم الاستراتيجى الأمريكى لهزيمتها فى الحرب الكورية، التى تُعد أول مشاركة أمريكية رئيسية فى القتال بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت من بين الإخفاقات الاستراتيجية العديدة للولايات المتحدة، وتعود تلك المشاركة إلى تقسيم الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى وكوريا إلى منطقتين، ونتيجة زيادة التوتر بين الدولتين، وأصبح هناك تنسيق سوفيتى مع الشمال الشيوعى وتنسيق أمريكى مع الجنوب.
وبرغم هزيمة أمريكا فى كوريا، لكنها غامرت فى حرب فيتنام ومواجهة الشيوعية، حيث أفرزت حرب فيتنام، التى خاضتها الولايات المتحدة تحديات استراتيجية، فتدخلت واشنطن لتطويق الشيوعية بدعم جنوب فيتنام، وتقديم مساعدات استشارية عسكرية بعدما انسحبت فرنسا من فيتنام فى عام 1954، وأصبحت الولايات المتحدة القوة الأجنبية الرئيسية المشاركة فى الحرب منذ نوفمبر 1955، حتى نهاية الحرب فى إبريل 1975.
وبرغم التصعيد العسكري، فإن الأمر انتهى إلى توقيع اتفاقية باريس للسلام فى يناير 1973، والتى نصّت على الرحيل الكامل للقوات الأمريكية خلال 60 يومًا، وهذا الانسحاب اعتبر إخفاقًا استراتيجيًا، أدى إلى هيمنة فيتنام الشمالية على الجنوب فى عام 1975.
وذكر كتاب “الرئاسة الأمريكية والحرب الفيتنامية فى الفترة من 1954 حتى 1973”، أن الحرب الفيتنامية استمرت أكثر من عشرة آلاف يوم، نالت فيتنام بعدها حريتها من الاستعمار الفرنسي، وأعادت توحيد طرفيها فى دولة واحدة، مُسقِطَةً بذلك المشروع الأمريكي؛ الذى هدف إلى الإبقاء على فيتنام الجنوبية دولة تابعة وقابلة للحياة فى قلب الهند الصينية. وقد أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من ثمانية وخمسين ألف جندى أمريكى وما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين فيتنامي.
فى العراق أدت الولايات المتحدة دورًا سياسيًا ودبلوماسيًا فى الحرب الإيرانية العراقية بين أعوام من 1980 و1988، دون أن يكون لها دور فى القتال أو مساعٍ لبناء القوات العراقية، وفقًا لرؤية وتطلّع واشنطن إلى تحقيق هدف استراتيجى من هذا الصراع وهو ضمان عدم فوز أى من الطرفين. وتحقق ذلك عبر إعلان الطرفين وقف إطلاق النار بناءً على قرار مجلس الأمن رقم 598 فى يوليو 1988.
تطور الموقف الأمريكى خلال الغزو العراقى للكويت فى عام 1990، عندما سعت بغداد لضم أراضى الكويت وثروتها النفطية، ما يؤثر فى مصالح واشنطن، مما دفعها لتشكيل تحالف واسع أمريكى عربي، تبعه شن هجوم جوى وبرى على القوات العراقية فى الكويت.
لم تحقق أمريكا فى العراق سوى الفشل الاستراتيجى العسكري، وكانت تفتقر إلى استراتيجية واضحة فى العراق والمنطقة المحيطة به، وأدت خطة أمريكا الفاشلة عسكريًا إلى عراق مقسم وغير مستقر.
ومن هزيمة أمريكا فى العراق، اتجهت لهزيمة أخرى فى أفغانستان، ويذكر الخبير فى مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية أنتونى كوردسمان فى دراسته “أن الحرب الأمريكية فى أفغانستان بين عامى 2001 و2021 تعتبر نموذجًا لهزيمة أمريكا الكبرى، فى واحدة من أكبر حروبها، التى خرجت منها دون تحقيق أى مكاسب، حيث جاءت الحرب كرد فعل على هجمات 11 سبتمبر 2001، دون أن يكون هناك تفكير استراتيجى بشأن إعلان الحرب ضد حركة “طالبان”.
ومع تفاقم تكلفة الحرب انسحبت واشنطن من أفغانستان دون تحقيق أهدافها فى السيطرة على أفغانستان، أو فرض مشروعها هناك، حيث أكملت أمريكا انسحاب قواتها المسلحة من أفغانستان، بعد 20 عامًا من الحرب، تعاقب خلالها 4 رؤساء أمريكيين على البيت الأبيض.
أما معركة مقديشو، فقد أوقعت أمريكا فى هزيمة كبيرة، وكانت البداية عندما أدخلت أمريكا نحو 30 ألف جندى للعاصمة الصومالية، تحت مظلة الأمم المتحدة، فى فترة الجفاف (1992/ 1993)؛ معلنة أنها ستتدخل إنسانيًا لمواجهة الجفاف والمجاعة، لكن الغرض الأساسى لدخول الجيش الأمريكى للصومال كان التدخل عسكريًا، معتقدة أن مهمتها ستكون سهلة وسريعة، لكنه ثبت فى النهاية أنها كانت ورطة عسكرية.
قتل الصوماليون عشرات الجنود الأمريكيين، ودمروا العديد من السفن الحربية، ومروحيات الجيش الأمريكى فى هذا التدخل، وكان مصير أمريكا فى الصومال الهزيمة كما حدث فى فيتنام والعراق وأفغانستان، وأصبح المستنقع الصومالى يشكل هاجسًا للأمريكيين، فمعركة مقديشو، عُرفت بمعركة “سقوط الصقر الأسود”.
فى دراسة لمؤسسة “هيرتاج” الأمريكية، صدرت فى يناير 2024، صنفت الجيش الأمريكى بأنه ضعيف، وغير قادر على خوض صراعات كبرى كالتى يتخيلها الرئيس دونالد ترامب فى خياله الواسع الطامح بلا حدود وبلا سقف أخلاقي!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
