رئيس التحرير
عصام كامل

الفشل المحتوم لخطة ترحيل سكان غزة

18 حجم الخط

 بعدما ظلت خطة ترحيل الغزاويين مجرد تكهنات لنحو عقد من الزمان، حسمها الرئيس ترامب بنفسه بعد إعلانه عن مجموعة اقتراحات لترحيل الغزاويين، بدأت بحديثه المفاجئ عن استقبال مصر والأردن لهم، ثم انتقل إلى موضوع مثير آخر وهو احتلال أمريكا للقطاع، ثم إلى موضوع آخر أكثر غرابة وهو تحويل غزة إلى ريفيرا الشرق الأوسط، ثم تراجع، ثم أكد، ثم تراجع نهائيا. وتبقى لديه سيناريو استقبال مصر والأردن للغزاويين.


وفى شأن الأخيرة، تضاربت تصريحاته بصورة عجيبة، إذ تارة يؤكد على استعداد الدولتين لذلك، وتارة أخرى ينفى، وأخيرا هدد بقطع المساعدات الاقتصادية عنهم. مما يؤكد رفض مصر والأردن القاطع لذلك، وقد أعلنتا الدولتين رسميا رفض المقترح، واقتراح خطة إعمار غزة كخطة بديلة.


يقود ترامب خطة الترحيل بالنيابة عن إسرائيل، ويعتقد اعتقادًا جازمًا بسهولة تحقيها أو حسمها عبر "العصا والجزرة"، أى التهديد باستخدام القوة، أو الإغراءات المليارية. ولعل هذا الاعتقاد نابع من اعتقاد أعمق لديه بهشاشة الشرق الأوسط ودوله التي لا تخشى أي أحد سوى الولايات المتحدة كما يتصور.


ونرى أن ترامب في ذلك الموضوع تحديدًا مخطًا، وأكد على ذلك سياسيين أمريكيين كثر منهم جمهوريين، وزعماء دول كبرى كفرنسا وألمانيا. 


بادئ ذي بدء، يعد ترحيل الغزاويين بمثابة الإعلان الختامي للقضية الفلسطينية. فقطاع غزة مع الضفة الغربية يشكلان الأراضي الفلسطينية التاريخية المحتلة التي من المفترض أن يقام عليهما دولة فلسطين المستقلة بموجب قرارات الشرعية الدولية، وبموجب أيضا حل الدولتين الحل المتوافق عليه من جميع الأطراف. 


وبالتالي، فمن ضرب الخيال إفراغ القطاع تماما من سكانه لإسرائيل، ناهيك عن أن نجاح سيناريو تفريغ غزة، سيعقبه مباشرة إفراغ سكان الضفة لكن ربما بوسائل أخرى وعلى مدى زمنى أطول نظرا لوضع الضفة الخاص. وعلى إثره تنسف القضية الفلسطينية بالأساس لأنه لم يعد لها موضوع للتفاوض عليه أصلًا. 


ولعل ما يؤكد ذلك السوابق التاريخية لترحيل الفلسطينيين، إذ مع المدة الزمنية الطويلة للتهجير، قد أصبح من الصعوبة بمكان عودتهم لفلسطين حتى مع افتراض التوافق على عودة اللاجئين وهو بالطبع افتراض خيالي. 


وعلى بيان ذلك، فمن غير المتصور قبول دولة خاصة مصر والأردن لخطة الترحيل، فالموضوع بالأساس غير مقبول بالمرة تاريخيا وأخلاقيا وقانونيًا وأمنيًا، فعدد سكان غزة يزيد عن 2 مليون مواطن.


وفى شأن ذلك، يجب إثارة تساؤل رئيسي مغفل دائما، هل يقبل سكان غزة التهجير طوعا، حتى ولو في دول غربية كبرى كما هو مقترح؟. ونتصور أن الإجابة القاطعة "لا" بكل تأكيد رغم ما يعانون منه من ظروف معيشية وأمنية شديدة السوء. 

 

ويكفى هنا القول بالإحالة إلى التاريخ الذى يؤكد أن تخلى الشعوب عن أوطانهم ضربا من المستحيل، وبعض من هذه الشعوب دفعت أثمانًا باهظة للمحافظة على أوطانهم أو استعادتها من يد محتل. بالإضافة إلى ذلك أن قبول دولة أو عدة دول حتى غربية لاستقبال قرابة 2 مليون مواطن، أمر محل شك كبير وعمليا يصعب تنفيذه. 


وبطبيعة الحال، أن حالة الرفض والصمود خاصة من جانب مصر والأردن لخطة الترحيل، ستواجه بضغط مستمر من جانب ترامب المصر على تنفيذ الخطة في ظل إدارة صهيونية شديدة التطرف. وهذا بدوره سيؤدى بعواقب وخيمة لعل أبرزها إمكانية مواجهة عسكرية بين مصر وإسرائيل، خاصة في ضوء التهم الأخيرة المزيفة التي يكيلها نتانياهو لمصر.


ولعل إمكانية اندلاع حرب بين مصر وإسرائيل من الموضوعات التي ستخرج عن نطاق سيطرة ترامب، فما يسمى بالدولة العميقة في أمريكا والتي تتحكم في زمام الأمور شديدة الحساسية، سترفض رفضا قاطعًا تجدد الصراع الطويل بين مصر وإسرائيل، لما له من تداعيات وخيمة. ونتصور أيضا أن كثير من ساسة إسرائيل سيرفضون ذلك. 

 

وعلى جانب آخر شديد الأهمية، قد يؤدى ضغط ترامب بشأن تنفيذ خطة الترحيل إلى تنامى التطرف والإرهاب ضد المصالح الأمريكية، وزيادة التوترات مع حلفاء واشنطن في العالم والمنطقة.

 


قصارى القول، يواجه مخطط الترحيل عقبات وتحديات لا حصر لها، مما يجعله محتوم بالفشل. وبالتالي، على إدارة ترامب التخلي فورا عن هذا المخطط المجنون، وانتهاج خطة بديلة قائمة على إعادة إعمار غزة، والعودة السريعة للتفاوض على أساس حل الدولتين. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية