على أد رجليك مد لحافك!
من أمثالنا الشعبية الرائعة "على أد لحافك مد رجليك"، واللحاف هنا لا يعني فقط ما نمتلكه من أموال، وإنما من قدرات وإمكانات عقلية وتنظيمية وإدارية ورؤية إبداعية.. لو طبقنا هذا المثل تطبيقًا أمينًا واعيًا، ما وجدنا خيبة قوية في عديد ممن يصلون إلى مراكز لا ترقى إليها قدراتهم الفعلية.
المثل الشعبي يعكس في ظاهره فكرة التكيف مع الواقع وعدم العيش فوق الإمكانيات، ويدعو للاقتصاد والعيش وفق الموارد المتاحة، فلا ينفق الإنسان أكثر مما يملك، حتى لا يتعرض لمشكلات، لكنه يعكس في باطنه ثقافة الإنصاف والرضا والقناعة، وعدم المجازفة غير المحسوبة، سواءٌ في المعيشة أو في الدفع بأشخاص غير مؤهلين لمناصب ومراكز ليسوا أهلًا لها..
وهذا هو المعنى الأعمق للمثل؛ فإذا وسِّد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة، فهنا تضيع الأمانة، وتذهب قوة المجتمع ويفقد فرصه الحقيقية في التطور والتقدم، والمنعة والقوة ويحصد الضعف والتخلف، ويصبح لقمة سائغة في أفواه الأمم!
إسناد المسئوليات لغير أهلها، واتخاذ قرار صحيح في توقيت خطأ تضييع للمجتمعات، وإهدار للكفاءات والموارد، وإشاعة للإحباط وإهدار لتكافؤ الفرص.. وتلك جريمة ما بعدها جريمة!
وفي المقابل فإن المخاطرة المدروسة والتفكير خارج حدود اللحاف قد يؤديان أيضًا إلى فرص أفضل وتطوير للأوضاع المادية أو الاجتماعية، لكن لا بد من التفكير في العواقب قبل اتخاذ أي قرار؛ فالواقعية لا تعني الجمود أو الاستسلام للظروف، بل يمكن اعتبارها دافعًا لتطوير الذات والإمكانيات بطرق محسوبة دون تهور..
والذكاء الحقيقي يكمن في مدّ اللحاف نفسه قبل مدّ الرجلين، أي العمل على توسيع الموارد أولًا قبل زيادة الالتزامات؛ فرحم الله امرأً عرف قدر نفسه وأدرك حدوده فلا يتجاوزها فيغرّ بنفسه، ولا يقلل من شأنها فيحجم عن تحقيق طموحاته.
الاعتدال والتوازن مطلوب، فمعرفة الإنسان بقدراته الحقيقية تمكنه من اتخاذ قرارات حكيمة بناءً على وعيه بإمكانياته وحدوده، مع تجنب الغرور والتكبر الذي يؤدي إلى الفشل عندما يحاول الإنسان تجاوز إمكانياته بلا وعي.
ولا يعني ذلك أبدًا التقليل من الذات، فمن يجهل قدر نفسه قد يحرم نفسه من تحقيق النجاح الذي يستحقه والمكانة التي تليق به، فأنت حيث تضع نفسك بين الناس، ولن يرفعك إلا عملك وما تحسنه في الحياة.
كثير من الناس للأسف يسرف في تقدير ذاته، ولا يحكم بموضوعية على قدراته ربما جهلًا أو كبرًا لكن العاقل حقًا من عرف قدر نفسه فأنزلها ما تستحق من مكانة وأدرك نقاط ضعفه فقواها وتجنب مزالق الخطأ ولم يقبل بمنصب أو مسئولية تفوق قدراته حتى لا يخون أمانته!
الطموح مطلوب لكن يجب أن يكون واقعيًا ومدعومًا بقدرات حقيقية، مع حرص متواصل على تطوير المهارات والتعلم المستمر لرفع مستوى تلك القدرات بدلًا من العيش في وهم الإمكانيات غير الموجودة. من عرف قدر نفسه، استطاع أن يسير في الحياة بخطى ثابتة، محققًا النجاح دون غرور، ومتجنبًا الفشل الناتج عن الجهل بالذات.. وما أكثر من يجهلون ذواتهم في زماننا!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
