رئيس التحرير
عصام كامل

طوفان تفكك يجتاح المنطقة.. سيناريوهات اليوم التالى للأمة العربية بعد حرب غزة.. تسونامى تطبيع برعاية ترامب.. الرئيس الأمريكى الجديد يتعهد بتوسيع “اتفاقات إبراهام”

ترامب، فيتو
ترامب، فيتو
18 حجم الخط

انتهت حرب غزة أو هكذا نتعشم وفق ما تشير الصفقة بين حماس والاحتلال الإسرائيلى حتى الآن، ربما توقفت آلة القتل عن إطلاق الرصاص من الأرض وإلقاء القنابل الحارقة من السماء، لكنها مثلما دمرت غزة وحولتها إلى أنقاض فإن الأمة العربية لم تسلم من شظايا الطلقات النارية، التى فككت جسدها وصدعت بنيانها المتهالك من الأساس، فقد انقشع دخان جنازير الدبابات وتكشفت العورات وظهر تعطل المواقف والقدرات.

الثروات النفطية الكامنة فى باطن الأرض لم تشفع لأصحاب التاريخ الطويل والحضارات، أمام مجرد كيان غاصب لأرض فرض كلمته على الجميع، وأصبح من المؤكد أن حال الأمة بعد حرب غزة لن يكون ولن يعود حتى إلى ما قبل 7 أكتوبر 2023، صحيح أن الحال حينها لم يكن بالمستوى المأمول، لكنه بالمعايير السياسية ربما كان أفضل حالًا مما نراه حاليًا.

السيناريو المسبق الذى رسمه ساكن البيت الأبيض -دونالد ترامب- للشرق الأوسط، ينبئ بما سيكون عليه الحال ويضعنا أمام سيناريو اليوم التالى للأمة العربية بعد حرب غزة، فالقائد الجديد لأمريكا لم يهدر الوقت، وتحدث عن استئناف اتفاقات التطبيع المعروفة بـ أبراهام (إبراهيم) بين العرب والاحتلال الإسرائيلي، فالجميع مدعو إلى حفلة التطبيع الكبرى ورفاهية الرفض غير متوفرة فى العرض الجديد بعد الحرب المدمرة لجزء عزيز من جسد الأمة.

مطلع الأسبوع الجارى خرج علينا الرئيس الأمريكى يدعو لتهجير أصحاب الأرض إلى الأردن ومصر، بهدف تصفية القضية المركزية وكتابة السطر الأخير لحلم الدولة الفلسطينية.. مستخدما مصطلح «تطهير غزة» من سكانها.

العرض الجديد للعرب الصادر من المكتب البيضاوى فى قلب واشنطن، والمتوافق مع خطط الموساد الصهيوني، يعيد إيران إلى مربع الأعداء بعد انتهاء وفاق السنوات الماضية برعاية موسكو وبكين بين العرب وطهران، يخلق عدوا وهميا يتكسب على سيرته سياسيًا لعقود مقبلة، فحديث المذهبية (السنة والشيعة) سيطر مجددًا على قاموس العلاقات، ودخل عليها مصطلحات الأذرع والهلال الشيعي، وقدم بنيامين نتنياهو نفسه كقائد للأمة السنية لمواجهة المشروع الشيعي.

وبطبيعة الحال مع بوادر تسونامى التطبيع، وخلق العدو الجديد، وانغماس كل دولة عربية فى همومها سواء العسكرية نتيجة الصراعات على الحكم، أو تلك التى تعانى من أزمات اقتصادية، سوف نصل فى نهاية المطاف إلى طوفان التفكيك وإعلاء الخلافات على التفاهمات وانتهاء أى فرصة كانت متاحة لخلق مشروع عربى يواجه المخطط الذى يحاك تجاه أمة رسم لها سيناريو الهوان منذ غزو العراق.. فإلى أين المصير؟ سؤال صعب تسعى فيتو للإجابة عنه على لسان نخبة من الخبراء فى كافة الملفات.

 

بالرغم من انطلاق عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر 2023 وما لها من تداعيات وتأثيرات على منطقة الشرق الأوسط بأكملها ثم امتدت لمختلف قارات العالم أجمع، إلا أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تحدث خلال حملته الانتخابية عن اعتزامه عقد اتفاقيات سلام جديدة فى هذه المنطقة الملتهبة وتوسيع “اتفاقات إبراهام” بين تل أبيب وعدد من الدول العربية، ما أثار العديد من التساؤلات حول مدى إمكانية نجاحه فى هذا الشأن خاصة فى ظل المجازر التى ارتكبتها دولة الاحتلال خلال الـ 15 شهرًا الماضية وحالة الغضب الشعبى تجاه هذا الكيان المحتل فى كافة أرجاء الوطن العربى والإسلامي.

الاتفاقيات الإبراهيمية

من جانبه قال الدكتور أحمد فؤاد أنور الخبير فى الشأن الإسرائيلى فى تصريحات لـ “فيتو” إن هناك حالة هوس لدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن استمرار الاتفاقيات الإبراهيمية، مرجحًا أن يكون السبب هو بحث سيد البيت الأبيض الجديد عن تحقيق مجد تاريخى وشخصى له خلال ولايته الثانية والأخيرة، بالإضافة إلى بدء حالة من التحول والتغيير الكبير تؤدى إلى خلق منطقة شرق أوسط جديدة.

وأعرب الخبير فى الشأن الإسرائيلى عن اعتقاده بأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سيواجه فى النهاية “شرق أوسط قديم”، مشددًا على أن أحلام ترامب بشأن تجاوز حالة الغضب العام لدى شعوب الوطن العربى والإسلامى بسبب حرب الإبادة وانتهاكات الاحتلال والمذابح ضد المدنيين والعزل والنساء والأطفال فى قطاع غزة طوال الـ 15 شهرًا الماضية لن تتم بسهولة.

وتابع أحمد فؤاد أنور: “ترامب يتطلع بشكل خاص لإقامة تطبيع فى العلاقات بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن قيادة المملكة لن تتحرك على إيقاع الرئيس الأمريكى فى هذا الملف خلال الفترة القريبة المقبلة خاصة بسبب حالة الغضب تجاه الكيان الصهيونى لدى الرأى العام الداخلي”.

وأضاف الخبير فى الشؤون الإسرائيلية: “قطار التطبيع بين الكيان الصهيونى ودول عربية جديدة لن يسير على وتيرة سريعة فى الفترة القادمة، وأعتقد أن مساعى توسيع اتفاقات إبراهام ستكون متعثرة”، لافتًا إلى أن هذا الوضع يعد من بين الخسائر الفادحة التى تكبدتها دولة الاحتلال بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر 2023.

وأوضح أحمد فؤاد أنور، أن دولة الاحتلال كانت قد وصلت فى عمليات تطبيع العلاقات إلى تشاد ودول فى أقصى غرب وأقصى شرق العالم العربي، ولكن فى الوضع الحالى وبعد انطلاق طوفان الأقصى وحجم المذابح والانتهاكات التى وقعت فى غزة، تقلصت الأمور وأصبحنا نرى مواجهات بين إسرائيل ودول لم تكن تخطر على بال أحد مثل أيرلندا وإسبانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل، وذلك بسبب سقوط الروايات والسرديات الإسرائيلية.

وشدد على أن أحلام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن توسيع “اتفاقات إبراهام” وتطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلى ودول عربية أو إسلامية جديدة ستواجهها عثرات كبيرة للغاية.

مشروع المؤسسات

فيما قالت الدكتورة هبة جمال الدين، الأستاذ بمعهد التخطيط القومى ورئيس قسم الدراسات المستقبلية والخبيرة فى الشأن الإسرائيلي، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ليس مهووسًا بالاتفاقيات الإبراهيمية، هو ينفذ مشروع دولة المؤسسات، لافتة إلى أن هذه الاتفاقات ناجمة عن المؤسسات المختلفة داخل الولايات المتحدة وأن واشنطن تعمل عليها وعلى إعدادها منذ التسعينات.

وأشارت هبة جمال الدين إلى أن الإعلان الرسمى فقط عن هذه الاتفاقات جاء خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مستشهدة بأن الرئيس السابق جو بايدن لم يتخل عن هذه الاتفاقات وعن نهج سلفه، فقد دخلت الهند وإندونيسيا فى الاتفاقات خلال عهده.

وكشفت الخبيرة فى الشأن الإسرائيلى أنه حال تسوية القضية الفلسطينية وإعلان إقامة الدولة الفلسطينية على النمط الإبراهيمى ودخولها فى “اتفاقات إبراهام” بشكل مغاير عن المبادرة العربية للسلام، عبر إقامة كانتونات تحت مسمى دولة تندمج فى اتحاد فيدرالى إبراهيمى برئاسة إسرائيل، فسنجد دولا عربية جديدة تدخل فى عمليات تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونى بحجة موافقة الفلسطينيين.

وأشارت هبة جمال الدين، إلى أنه ستكون هناك إغراءات قوية للدول المختلفة من أجل شروعها فى عملية تطبيع العلاقات مع الاحتلال والدخول فى “اتفاقات إبراهام” مثل ورقة الطاقة النووية والملفات الاقتصادية. لتندمج فى مشروعات ربط تيسر فيما بعد التحكم المركزى فى الموارد من قبل إسرائيل عبر الاتحاد الفيدرالى الإبراهيمي.

وتابعت الخبيرة فى الشأن الإسرائيلي: “هناك محاولات لإجهاض القضية الفلسطينية عن طريق ما يسمى بدولة فلسطينية ليس لها جيش أو عملة أو اقتصاد وليس لها علاقة بحدود 67 ويكون معترفا بها فى الأمم المتحدة ولكن تخضع لاتحاد فيدرالى إسرائيلي” مشددة على أن هذا السيناريو سيهدف فى النهاية لتفتيت الدول العربية.

الأوراق الإقليمية

وفيما يتعلق بالدور والحضور الإيراني وسط هذه المتغيرات قال الدكتور سامح راشد، الخبير فى الشأن الإيراني، أن أهداف إيران لا تتغير هى فقط تغير التكتيكات والأدوات بحسب قدراتها والمستجدات المحيطة بها، وقدراتها مع تطورات المنطقة أضعفتها وأفقدتها عددًا من أوراقها الإقليمية المهمة.

وأضاف أن إيران لن تظهر عداوتها للجميع، بل على العكس ستتبنى سياسة الكمون والتهدئة مع الجميع إلى أن تتجاوز مرحلة الضعف الحالية، ونقطة البداية ستكون مع واشنطن، وسنجد إيران مختلفة تمامًا وستفتح خطوط اتصال وحوار مفتوح مع إدارة ترامب، وستظهر بوجه جديد ومرن بأكثر مما كانت مع أوباما.

وتابع، كذلك الأمر مع دول المنطقة لكن بدرجات أقل، خصوصًا تركيا، وستحرص طهران بشدة على التمسك بما تبقى من أوراق ونفوذ (تحديدًا فى العراق واليمن)، لكن الخطر الحقيقى أنها ستحاول استعادة بعض نفوذها وأوراقها فى سوريا، حيث ستعمل على تأسيس ميليشيات ومجموعات مسلحة تابعة لها أو متوافقة معها، استغلالًا لحالة الفوضى والانقسام هناك، والذى سيتحول قريبًا إلى مواجهات بين الفصائل والمجموعات المسلحة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية