رئيس التحرير
عصام كامل

المجددون، أبرز المحطات في حياة عامر الشعبي "فقيه الكوفة"

عامر بن شراحبيل الشعبي..
عامر بن شراحبيل الشعبي.. فقيه الكوفة، فيتو
18 حجم الخط

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". 


ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني.
ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينة والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف.


وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين.

 

 

عامر الشعبي (21 هـ - 100 هـ) 

اعتبره ابن الأثير الجزري أحد المجددين على رأس المائة الأولى بصفته أحد فقهاء الكوفة
هو عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار الشعبي الكوفي؛ يذكر أن "ذي كبار" من أبناء وأحفاد ملوك اليمن.
أصله من حمير، كان يكنّى أبا عمر، وهو من التابعين الذين عرفوا بجلالة قدرهم وسعة علمهم، وقد شهد له ابن عمر، رضي الله عنه، بذلك.
رُوي أنّه أدرك خمسمئة من الصحابة، وروى عن الكثير منهم، مثل: عليّ بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وأسامة بن زيد، وأبو هريرة، وأمّ المؤمنين عائشة، رضي الله عنهم جميعًا، وغيرهم.
وقيل إنّه كان من أعلم الناس، كما أنّه ارتحل إلى دمشق وحدّث عن علماء كثيرين.

 

منزلته العلميّة

كان عامر الشعبي عالمًا جليل القدر. لقي العديد من الصّحابة الكرام وحدّث عنهم.
ورد أنّه كان أفقه أهل عصره، وأنّ الناس كانت تلتفّ حوله يسألونه ويطلبون منه الفقه من العصر إلى المغرب، وأنّه كان يجمع حوله حلقةً عظيمةً تنتهل من علمه، وذلك على الرغم من أنّه عاصر العديد من الصحابة.
وكان الشعبي يعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز والآفاق وكان متقنًا حافظًا للحديث.
كما كان الإمام عامر الشعبي متمسِّكًا بفقه الصحابة الكرام والسّير على نهجهم، وقيل إنّه كان يحدّث بالمغازي كمن شهدها حقًّا لشدّة إتقانه لها.
وإلى جانب الفقه والحديث والمغازي تعلّم الحساب من الحارث الأعور، وكان ذكيًا كثير الحفظ لا يكتب شيئًا.
وقد سئل يومًا: من أين أتى بعلمه؟ فقال: "بِنَفْيِ الاغْتِمَامِ، وَالسَّيْرِ فِي البِلاَدِ، وَصَبْرٍ كَصَبْرِ الحَمَامِ، وَبُكُوْرٍ كَبُكُوْرِ الغُرَابِ".

صفاته

اتّصف عامر الشعبي بالعديد من الصفات الحميدة، مثل: الاهتمام الكبير بالعلم؛ فقد كان يسافر من المشرق إلى المغرب للحصول على كلمةٍ تفيده. 
الذكاء والفطنة؛ وقد شهد له بذلك ملك الروم في حادثةٍ حصلت مع عبد الملك بن مروان (حيث نجا من القتل بسبب ذكائه وأمانته). 
التواضع؛ فعلى الرغم من العلم الواسع الذي كان يملكه إلّا أنّه كان يخجل من أن يناديه أحدٌ بالعالم أو الفقيه. 
الابتعاد عن الفتن؛ وقد ظهر ذلك جليًّا عندما سُئل المفاضلة بين عليّ وعثمان، فكره أن يكون خصيمًا لأحدهما يوم القيامة. 
الحلم؛ فقد روي أنّ رجلًا شتمه، فلم يقل له إلا: "إن كنت صادقًا فيما تقول فغفر اللهُ لي، وإن كنت غير صادقٍ فغفر اللهُ لك". 
نصرة المظلومين؛ وقد ظهر ذلك في قصته مع أمير العراقَين عمر بن هبيرة الفزاري عندما حدثه في قوم حبسهم. 
عذبٌ يحبّ المزاح؛ فقد دخل عليه رجلٌ مرَّةً وهو يجلس مع زوجته؛ فقال: "أيكم الشعبي"؟، فقال مازحًا: "هذه". 
الكرم؛ فقد كان يقضي الدين عمّن مات من قرابته وعليه دين.

 

شيوخه

عاصر الإمام عامر الشعبي العديد من الصحابة والتابعين، وحدّث عن الكثير، ومنهم:
علي بن أبي طالب، والحسن بن عليّ، والنعمان بن بشير، وعدي بن حاتم، وأبو سعيدٍ الخدري، وسمرة بن جندب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وجابر بن عبد الله، وأسماء بنت عميس، وفاطمة بنت قيس، وجرير بن عبد الله، والأشعث بن قيس. 

تلاميذه

روى عن عامر الشعبي جمعٌ كبيرٌ، منهم: أبو إسحاق.. إسماعيل بن أبي خالد.. عاصم الأحول.. عطاء بن السائب.. الحكم.. داود بن أبي هند.. مغيرة بن مقسم.. أبو حنيفة.. أبو بكر الهذليّ.

قالوا عن عامر الشعبي

كان الشّعبي تابعيًّا جليل القدر واسع العلم، وقد ورد عن السلف أقوالٌ كثيرةٌ عنه، منها: ورد عن ابن عيينة أنّه قال: "كانَ في النَّاسِ ثَلاثةٌ بعدَ أصحابِ النَّبيِّ، صلى اللَّه عليه وسلم: ابنُ عباسٍ، في زمانِهِ، والشَّعبيُّ في زمانِهِ، والثَّوريُّ في زمانِهِ".
قال سلمة بن كهيل: "ما اجتمع الشَّعبي وإبراهيم النخَعي إلا سكَت إبراهيم".
وقال الحسن البصري ناعيًا عامر الشعبي عندما مات: "كَانَ والله كبير العلم، عظيم الحلم، قديم السلم، من الإسلام بمكان".


قَال أبو مجلز: "مَا رأيت فيهم أفقه من الشَّعْبِي".

وفاته

توفّي عامر الشعبي، وكان يبلغ من  العمر سبعا وسبعين سنةً، وقيل: توفّي في الثمانين من عمره، وقد اختُلف في العام الذي توفّي فيه؛ فقيل إنّه مات عام 105هـ، وقيل: 104هـ، وقيل: 103هـ، وقيل غير ذلك.
وكانت وفاته مفاجئةً.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية