رئيس التحرير
عصام كامل

المجددون، عطاء بن أبي رباح فقيه مكة المكرمة

عطاء بن أبي رباح،
عطاء بن أبي رباح، فيتو
18 حجم الخط

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". 

ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني.

ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينة والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف.

 

وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين.

 

عطاء بن أبي رباح (تُوُفي عام 115 هـ)

عدَّهُ ابن الأثير الجزري أحد المجددين على رأس المائة الأولى بصفته أحد فقهاء مكة المكرمة.     

يعد الإمام عطاء بن أبى رباح، أحد أشهر فقهاء الإسلام، وهو فقيه وعالم حديث، وهو من الفقهاء والتابعين فى القرن الأول والثانى الهجري.

هو الإمام العلامة شيخ الإسلام ومفتى الحرم أبو محمد عطاء بن أبى رباح، أسلم بن صفوان المكي.

وُلِد سنة 27 من الهجرة أثناء خلافة عثمان، رضي الله عنه، نشأ في مكة وتعلم فيها.

كان مملوكا فأُعتِق، وكان من سادات التابعين علمًا وورعًا وفضلا.

أخذ عن أم المؤمنين عائشة، وأبى هريرة وعدة من الصحابة ومن التابعين.

وتلقى العلم عن عدد من فقهاء الصحابة، منهم عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وأبو هريرة، وأم المؤمنين عائشة، وأم سلمة، وجابر بن عبد الله وغيرهم.

قال عن نفسه: لقيت مئتين من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

وحدَّثَ عن عدد من الصحابة منهم: ابن عمر، وابن عباس، وعائشة، وأم سلمة، وجابر، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وغيرهم.

وأدرك 200 من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان وعاء من أوعية العلم، وكان عطاء بن أبي رباح موسوعة الحديث.

علمه وتواضعه

ومع سعة علمه كان ليِّن الجانب متواضعًا، فعن ابنه جوريج قال عن عطاء، قال: إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصتوا له كأنى لم أسمعه، وقد سمعته قبل أن يولد.

اتفق أهل العلم كلهم على أن عطاء بن أبي رباح، رحمه الله تعالى، كان تقيًا ثقة كثير العلم فقيهًا محدثًا عالمًا بالسنة أفقه أهل زمانه بأحكام الحج، من أهل الفصاحة والبلاغة، حسن البيان إذا تكلم، انتهت إليه الفتيا فى زمانه، فصار مرجع الناس وإمامهم.

وقد كان ابن عباس، رضي الله عنهم، إذا استفتاه أهل مكة يقول لهم: يا أهل مكة تجتمعون عليّ وعندكم عطاء؟! 

أثنى عليه كثير من العلماء، فقد كان حسن السيرة مشهودًا له بالفضل والعلم والفقه والورع والتقوى كثير الذكر والعبادة، ويكفيه فضلًا أن حبر الأمة وأعلمها بالتفسير عبد الله بن عباس، رضى الله عنهما، أحال الناس إليه فى الفتوى، فقد فاق أهل مكة كلهم في الفتوى.

وقد كان بمكة مع عطاء من أئمة التابعين مجاهد وطاووس وعبيد بن عمير الليثي وابن أبي مليكة وعمرو بن دينار وأبو الزبير المكي وآخرون.

تلقى عنه العلم والحديث عدد كبير من الناس، وروى عنه جمع غفير من رواة السنة من التابعين ومن بعدهم.

اتفق أهل العلم كلُّهم على أن عطاء بن أبي رباح، رحمه الله تعالى، كان تقيًا ثقة كثير العلم، فقيهًا محدثًا عالمًا بالسنة، أفقه أهل زمانه بأحكام الحج، فقد حج قرابة سبعين حجة.

من أهل الفصاحة والبلاغة حسن البيان إذا تكلم، انتهت إليه الفتيا في زمانه، فصار مرجع الناس وإمامهم.

وقد كان ابن عباس رضي الله عنهم إذا استفتاه أهل مكة يقول لهم: يا أهل مكة تجتمعون علي وعندكم عطاء؟!

إشادات العلماء

أثنى عليه كثير من العلماء، فقد كان حسن السيرة مشهودًا له بالفضل والعلم والفقه والورع والتقوى كثير الذكر والعبادة، ويكفيه فضلًا أن حبر الأمة وأعلمها بالتفسير عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، أحال الناس إليه في الفتوى، فقد فاق أهل مكة كلهم في الفتوى.

وكان زمن بني أمية ينادى في الناس أيام الحج: لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح.

وقال أبو حنيفة: ما رأيتُ فيمن لقيتُ أفضل من عطاء بن أبي رباح.

وقال محمد بن عبد الله الديباج: ما رأيتُ مفتيًا خيرًا من عطاء، إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر فإن سئل أحسن الجواب.

بين عطاء وعبد الملك بن مروان

يكفي لنعلم عزة نفسه وهيبته في النفوس قصةٌ رواها الأصمعي، حدثت بين عطاء وعبد الملك بن مروان.

قال الأصمعي: دخل عطاء بن أبي رَباحٍ على عبد الملك بن مروان وهو جالسٌ على السرير، وحوله الأشراف، وذلك بمكة، في وقت حجه في خلافته، فلما بصر به عبد الملك، قام إليه، فسلم عليه، وأجلسه معه على السرير، وقعد بين يديه، وقال: يا أبا محمدٍ، حاجتك؟

فقال: يا أمير المؤمنين، اتقِ الله في حرم الله، وحرم رسوله، فتعاهده بالعمارة، واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار؛ فإنك بهم جلست هذا المجلس، واتق الله في أهل الثغور؛ فإنهم حصن المسلمين، وتفقد أمور المسلمين؛ فإنك وحدك المسؤول عنهم.

واتق الله فيمن على بابك، فلا تغفُلْ عنهم، ولا تغلق دونهم بابك، فقال له: أفعل، ثم نهض، وقام، فقبض عليه عبد الملك، وقال: يا أبا محمدٍ، إنما سألتنا حوائج غيرك، وقد قضيناها، فما حاجتك؟ قال: ما لي إلى مخلوقٍ حاجةٌ، ثم خرج، فقال عبد الملك: هذا هو الشرف، هذا هو السؤدد.

مما حفظ عنه قال محمد بن سوقة: "ألا أحدثكم بحديثٍ لعله ينفعكم؟ فإنه نفعني، قال لنا عطاء بن أبي رَباحٍ: يا بن أخي، إنَّ من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعُدِّون فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى أن يُقرأ، أو أمرًا بمعروفٍ، أو نهيًا عن منكرٍ، أو تنطق في حاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها، أتنكرون ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَامًا كَاتِبِينَ). ﴿عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ* مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾.

أما يستحي أحدكم لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه؟".

وفاته

تُوفي فى مكة فى رمضان 114 هـ، عن 88 سنة.. وكان طاعنًا في السن، وكان أرضى أهل الأرض عند الناس، كما قال الأوزاعي.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية