9 رمضان عام 297هـ، وفاة أبو بكر محمد بن داود مؤسس المذهب الظاهري

في مثل هذا اليوم، 9 رمضان عام 297هـ، توفي أبو بكر محمد بن داود، مؤسس المذهب الظاهري، وكان فقيهًا أديبًا شاعرًا، وخلف أباه في حلقته، وهو إمام من أئمة الفقه، ومؤسس مذهب الظاهرية، ذاع صيته، وانتشر مذهبه، وله آراء خاصة في الفقه والعقيدة.

عُرِف داود الظاهري بالأصبهاني وكان أبوه حنفيًّا، كتب ثمانية عشر ألف ورقة.

وُلد بالكوفة، وُلد سنة مئتين، وقيل سنة 202 من الهجرة.. وشب ببغداد.

منزلته بين العلماء

أثنى العلماء على الإمام داود الظاهري قديمًا وحديثًا، فقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: "صَنَّفَ الكُتُبَ، وَكَانَ إِمَامًا وَرِعًا نَاسِكًا زَاهِدًا، وَفِي كُتُبِهِ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ، لَكِنَّ الرِّوَايَة عَنْهُ عَزِيْزَةٌ جِدًّا".

وقَالَ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: "رَأَيتُ دَاودَ بنَ عليٍّ يردُّ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ يَرُدُّ عَلَيْهِ، هَيْبَةً لَهُ". 

كما قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ: "رَأَيْتُ دَاوُدَ بنَ عَلِيٍّ يُصَلِي، فَمَا رَأَيتُ مُسلِمًا يُشبهُهُ في حُسنِ تَوَاضُعه".

وقَالَ أَبُو العَبَّاسِ ثَعْلَبٌ: "كَانَ دَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ عَقْلُهُ أَكْبَرُ مِنْ عِلْمِهِ". 

وتسلم داود رئاسة العلم ببغداد، وَكَانَ زَاهِدًا، بل قيل: إِنَّهُ كَانَ يحضر في مَجْلِسِهِ 400 صاحبُ طيلسانٍ أخضر (الطَّيْلسانُ: شالٌ، وشاح، كساء أخضر يضعه بعض العلماء والمشايخ على الكتف)، وكان متعصبًا للشافعي، وللمذهب الشافعي.

 مذهب الظاهرية 

وبدأ المذهب الظاهري في القرن الثالث الهجري على يد داود بن علي الأصبهاني، وإليه نُسب، ونشره عن طريق مؤلفاته الكثيرة وغيرها؛ فاشتهر المذهب في البلدان الإسلامية كبقية المذاهب الكبرى.

وبعد فترة تراجع المذهب، وقل أتباعه حتى كاد أن يزول، إلى أن جاء مؤسسه الثاني، ومجدد معالم المذهب وأصوله، محمد بن حزم الظاهري في الأندلس، فأحيا المذهب مرةً أخرى.

أهل الحديث

وكان المذهب الظاهري محسوبًا على أهل الحديث؛ لأن داود الظاهري عاش في زمن انتشر فيه الاهتمام بالحديث، ويعد أحد رواة الحديث.

وتزامنت نشأة المذهب الظاهري مع العصر الذهبي للسنة النبوية في القرن الثالث، وهو عصر الكتب المصنفة، ووضع قواعد التصحيح والتضعيف، والجرح والتعديل وغيرها.

وأسس المذهب الظاهري، وسار ابن حزم الظاهري على خطى الإمام داود الظاهري؛ فقد كان له ميلٌ وتعظيمٌ للحديثِ وأهلِه.

أُسُسُ المذهب الظاهري

وتأسس المذهب على أربعة أركان كما نص عليه ابن حزم، وهي:

ونصُّ القُرآن.. نصُّ كلام رسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّم، الَّذي إنَّما هُو وحي من الله تعالى؛ ممَّا صحَّت روايته عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، ونقله الثِّقات بالتَّواتر. 

إجماع علماء الأمَّة.. وجود دليل منها لا يحتَمل إلاَّ وجهًا واحدًا

وقد بالغ الظاهرية في الاعتماد على حرفية ظواهر النصوص، دون الالتفات إلى المعاني والمناسبات والعلل؛ مما أدى بهم إلى الابتعاد عن القياس والتقليد والمصادر الأصولية الأخرى، بل جعلهم هذا يخالفون طريق أهل الحديث، ويأتون ببعض المسائل الشاذة التي قد يخالفون فيها إجماع الأمة أحيانًا، وجعلوا لنفسهم طريقة في تصحيح الحديث وتضعيفه؛ تختلف عن طريقة المحدثين، فصححوا الضعيف وضعفوا الصحيح، وهذا إنما أَصَّله ابن حزم.

مؤلفاته

ترك الإمام داود الظاهري كثيرًا من المصنفات، منها: الإيضاح.. الإفصاح.. الدعوى والبينات.. الأصول.. الحيض.. الطهارة.. الأذان.. الصلاة.. القبلة.. المواقيت.. السهو.. الاستسقاء.. افتتاح الصلاة.. ما يفسد به الصلاة.. الجمعة.. صلاة الخوف.. صلاة الخسوف.. صلاة العيدين.. الإمامة.. وغيرها.

وخالف الإمام داود الظاهري أهل السنة والجماعة في مسائل من الاعتقاد؛ منها قوله عَنِ القُرَآنِ: "أمَّا الَّذِي فِي اللَّوْحِ المَحْفُوْظِ: فَغَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَأَمَّا الَّذِي هُوَ بَيْنَ النَّاسِ فَمَخْلُوْقٌ".

وأنكر عليه ذلك عدد من الأئمة، وقاطعه الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله.

وفاته

وتوفي يوم 9 رمضان، سنة 297 هـ، وله اثنتان وأربعون سنة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.