مسجد أحمد بن طولون.. أيقونة التاريخ الإسلامي على قمة جبل يشكر بالقاهرة.. زخارف ونظام هندسي نادر يلفت الأنظار.. وهذا سر تسميته بـ«الجامع المعلق»
على قمة جبل يشكر، في قلب القاهرة، يتربع مسجد أحمد بن طولون شامخًا كأحد أقدم المساجد الباقية في مصر وأكبرها مساحة.
بُني هذا الصرح التاريخي عام 876 ميلادية على يد أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية، ليعكس مكانته كأول حاكم مستقل لمصر والشام.
نشأة مسجد ابن طولون
منشئ المسجد هو أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام، وتعود أصوله إلى قبيلة التجزجز التركية، وكانت أُسرته تقيم في بخارى، وكان والده (طولون) مملوكًا لنوح بن أسد الساماني عامل بخاري وخراسان، فأرسله هدية إلى الخليفة المأمون مع من أُرسل من المماليك الترك.
واسم طولون مشتق من كلمة تركية معناها البدر الكامل، وأنجب طولون عددًا من الأبناء من بينهم أحمد الذي يكنى بأبي العباس وولد في بغداد بالعراق من جارية تدعى قاسم، فنشأ مختلفًا عن أقرانه من أولاد العجم، حريصًا على الابتعاد عن جو العبث واللهو والمنكرات، واشتهر بالتقوى والصلاح والشدة والقوة والبأس.
أرسله الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى ثغر طرسوس فقضى فيه عدة سنوات أخذ خلالها العلم والحديث والآداب عن كبار العلماء، بدأ بزوغ نجم أحمد بن طولون عندما كان في العشرين من عمره بعد وفاة والده حيث فوض إليه الخليفة العباسي المتوكل ما كان لأبيه من الأعمال العسكرية.




موقع مسجد ابن طولون
وشيد المسجد فوق ربوة صخرية كانت تعرف بجبل يشكر، ويُعتبر من المساجد المعلقة، وهو أحد أكبر مساجد مصر حيث تبلغ مساحته مع الزيادات الخارجية حوالي ستة أفدنة ونصف الفدان، وقد بُني على شكل مربع مستلهمًا من طرز المساجد العباسية الذي استلهم منه المنارة الملوية.
يقع المسجد حاليًا بميدان أحمد بن طولون بحي السيدة زينب، ويمتاز المسجد بطراز معماري فريد يعكس الفن الإسلامي في عصره، ويُطلق عليه اسم "المسجد المعلق" بسبب ارتفاعه عن مستوى الشوارع المحيطة به، حيث بُني على قاعدة مرتفعة، ويمتد المسجد على مساحة شاسعة تزيد عن ستة أفدنة، ما يجعله أحد أكبر المساجد في العالم الإسلامي.






ساحة مسجد بن طولون
عند دخول المسجد، تُدهشك هندسته البسيطة والمتناسقة، ويتكون من صحن مفتوح تحيط به أروقة واسعة مغطاة بقباب خشبية، مما يسمح بدخول الضوء الطبيعي وتهوية المكان بطريقة مبتكرة.
ويتميز المحراب بزخارفه الجصية المتقنة، التي تعد مثالًا حيًا على براعة الفن الإسلامي في ذلك الوقت.
وأحد أبرز معالم المسجد هو مئذنته الشهيرة ذات السلم الخارجي الحلزوني، التي تُعتبر الوحيدة من نوعها في مصر.
وتمنح المئذنة إطلالة بانورامية على القاهرة، ما يجعلها محطة مفضلة للزوار الذين يرغبون في استكشاف جمال المدينة من علو.
المسجد لم يكن مجرد مكان للعبادة، بل كان مركزًا اجتماعيًا وثقافيًا يضم مرافق متعددة، مثل بئر الوضوء والمستشفى المجاور، وتصميمه الهندسي يعكس رؤية بن طولون في الجمع بين الوظيفة والجمال، وهو ما جعل المسجد يصمد عبر القرون.
اليوم يُعد مسجد أحمد بن طولون تحفة معمارية ومزارًا سياحيًا يزوره الآلاف سنويًا، يحكي هذا الصرح الفريد قصة دولة كانت في أوج ازدهارها، ويظل رمزًا للتراث الإسلامي الغني الذي تحتضنه القاهرة القديمة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
