فن التغافل الذي نفتقده!
أكثر ما يؤذي الناس هو تدهور العلاقات الاجتماعية، وكثرة الجدل والاختلاف والقيل والقال وكثرة السؤال والغيبة والنميمة.. وظني أن كل هذه أمراض اجتماعية يقف وراءها عيب خطير وهو تدخل الناس فيما لا يعنيهم والسؤال كيف نعالج هذا المرض الخطير؟!
والجواب: بالتغافل نتفادى كثيرا من المشاكل ونداوى كثيرا من الأمراض المستعصية، فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه..
والتغافل زينة للعاقل، فهو كدرع للمقاتل، تحمي به مشاعرك من أن تقتلها المواقف العابرة، واللحظات الطائشة.. نحن في حاجة لثورة على سوء معاملاتنا وسوء ظنونا والإفراط في عشمنا في بعضنا البعض، نحن في حاجة لإعادة هندسة تعاملاتنا وعلاقتنا الإنسانية.
التغافل مهارة يمكن اكتسابها بتدريب النفس عليها، مهارة أرباحها المعنوية أضعاف أرباح المهارات المادية.. التغافل في رأيي سلوك حكيم يعني ببساطة التصرف بليونة ولين وتجاهل الأمور السلبية أو الإساءات التي يواجهها.. أليس البر كما يقولون شيئا هينا.. وجه بشوش وكلام لين؟!
وسل نفسك حين تهم بالغضب ماذا فعل رسول الله حين بال (تبول) الأعرابي في المسجد وهم (بتشديد الميم) الصحابة حتى كادوا يفتكون به، لأنه في رأيهم اعتدى على قدسية بيت الله، وجاء فيه بفعل منكر..
لكن النبي يعلمنا الحلم والأناة والتغافل الحسن، فقال لهم دعوه، ثم بين للأعرابي أن المساجد لم تجعل لهذا، وطلب من صحابته أن يريقوا على بولته شيئا من الماء.. ترى لو عاد الأعرابي بفعلته تلك في أيامنا هذا.. ماذا كنا فاعلين به.. وأترك لكم الجواب.
خلاصة الأمر أن التغافل مطلوب في أمور معينة تأتي المؤاخذة واللوم فيها بنتائج عكسية بل كارثية.
التغافل العاقل أسلوب يستند إلى الحكمة والنضج العاطفي، ويعزز السلام الداخلي ويؤدي إلى الحفاظ على العلاقات الإيجابية.
عندما نتحدث عن التغافل، فإننا نشير إلى القدرة على التحكم في ردود الفعل العاطفية وتجاهل السلبيات المحتملة، التغافل استراتيجية تسمح لنا بالتعامل مع الصعاب والتحديات بطريقة هادئة وبناءة..
التغافل يجنبنا شرور الصراعات العقيمة والمشاحنات العاطفية التي قد تفسد العلاقات الشخصية والاجتماعية بل تحيلها إلى عذاب وعداوات وربما تشاحن وصدام ربما ينتهي بجرائم وحشية وليس معنى التغافل ابتلاع الإهانات والتجاوزات ولا يعني كذلك التخلي عن الرأي الشخصي أو تجاهل الظلم..
بل إن التغافل فن يتطلب التوازن والحكمة، ومن ثم يتعين علينا أن نتعلم كيفية التعبير عن أرائنا ومشاعرنا بلطف واحترام. مع الحفاظ على السلامة العاطفية لأنفسنا وللآخرين.
وهنا فإن الضرورة تؤتى بقدرها فمن استغضب ولم يغضب فهو حمار كما قال إمام الدعاة الشيخ الشعراوي رحمه الله.. فتغافل لأجل حفظ الود والحفاظ على هدوء الروح وسلامة الصدر، وإلا ما قال الله تعالى: “وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ”.. وما أكثرهم في زماننا..
تغافل وتجنب الجدل حتى لا تخسر أعصابك ونفسك وتعكر صفو حياتك بلا داع.. إن التغافل هو مفتاح السعادة في الحياة، عندما يكون الصمت هو الرد الوحيد، فإن التغافل يكون هو السلاح الأقوى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
