رئيس التحرير
عصام كامل

عن دعوة أسامة الأزهري لمناظرة يوسف زيدان!

 قبل سنوات.. جمعت إحدى الندوات على منصتها بين الدكتور يوسف زيدان -ولا نعرف كيف جمعت- والعلامة الدكتور محمود مكي.. تحدث زيدان عن الأندلس وراح يسخر من مقولة طارق بن زياد الشهيرة "العدو من أمامكم والبحر من خلفكم"، وكعادته هاجم قادة المسلمين هناك واتهمهم بالذهاب إلى هناك جريا ولهثا خلف السبايا والغنائم وليس للجهاد، أو لإرضاء الله وكيف أن عبد الرحمن الداخل قتل عشرات الآلاف من المسلمين الخ الخ! 


تكهرب الجو في القاعة، وتطلعت العيون والعقول إلى الدكتور محمود مكي.. وقد وصفته مؤسسات وهيئات بأنه "أعلم أهل الأرض" بهذه الحقبة.. فالرجل حصل على الدكتوراه من أسبانيا، وأرسلته مصر عقب عودته عام 1956 ملحقا ثقافيا لها، وظل في موقعه حتى عام 1965 ضاربا رقما قياسا في سنوات التمثيل..

 

 وهو من حصل على وسام الجمهورية نهايات الستينيات لحصوله على جائزة الدولة التشجيعية والتقديرية في التسعينيات وجوائز عالمية أخرى، منها الملك فيصل من السعودية ووسام فارس الإسباني وعشرات التكريمات والأوسمة الأخرى!


وآلت الكلمة فعلا إلى مكي -مع حفظ الألقاب- لينسف كل ما قاله زيدان.. كله كله.. فلا طارق بن زياد حرق أسطوله ولا هو قال العبارة المنسوبة إليه، وأنها ليست إلا شائعة خاطئة انتشرت وتركت للمبالغة، ثم شرح اختلاف الأمراء المسلمين هناك مما أدى للتقاتل بينهم، وبالتالي سقط ضحايا في القتال، وليس قتلى في عمليات إعدام جرت، وإن كل هذه الفترة شهدت مبالغات كبيرة في أعداد القتلى من كل الأطراف منهم من يريد أن ينسب لنفسه بطولات، ومنهم من أراد وصم عدوه بالوحشية!
 

 

كيف كان حال زيدان وهو يتلقي رد العلامة مكي؟! التسجيل -لدينا نسخة منه- يغني عن الكلام خاصة متخصصي علم لغة الجسد ولو كنا منه احترمنا الرجل وتاريخه ومكانته ولتركناه يتحدث.. ما يعنينا رغبة زيدان الدايمة أن يعزف منفردا.. 

خصوصا مع بعض الإعلاميين الجهلة.. ممن لم يقرأوا شيئا فيه أو عن التراث.. ولا يعرفون في الإسلام الفرق بين السنة والسيرة.. ولا في علوم القرآن بين الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول.. ولا في علوم الحديث بين المتن والسند ولا معني علم الجرح والتعديل.. ولا في الشعر بين بانت سعاد وسعاد الصباح، وهكذا يهرب من أي مناظرة حقيقية أو حتى شبه حقيقية.. وسيهرب من أي مناظرة حقيقية.. أو شبه حقيقية!

الجريدة الرسمية