رئيس التحرير
عصام كامل

العيد فرحة

العيد فرحة وسعادة وانشراح وسرور ومن فضل الله تعالى وكرمه شرع لعباده المؤمنين عيدان. عيد الفطر وهو بعد أداء فريضة الصوم، وهو ركن من أركان الإسلام، وعيد الأضحى وهو عقب أداء فريضة الحج وهو خامس أركان الإسلام.. وهما يأتيان على أثر إقامة ركنين عظيمين من أركان ديننا الحنيف، ومفهوم العيد عند الصالحين وفرحتهم به لاستجابتهم وطاعتهم لله تعالى وإقامة أركان دينهم ودخول جنة ربهم سبحانه وتعالى هذا بالنسبة لعامة المسلمين..

Advertisements

 

أما أهل محبة الله عز وجل وخاصة أهل الإيمان فلهم أعياد كثيرة منها.. عندما ينتصرون على أنفسهم وأهوائهم ويتم تزكيتها.. وعندما ينتصرون على الدنيا بالزهد فيها وطرحها من القلب.. وعندما ينتصرون على الشيطان ويسلموا من شروره.. وعندما يجاهدون أنفسهم ويسقطون الأنا ويشفوا من أمراضها، والتي منها الكبر والعجب ورؤية النفس والنفاق والرياء والحسد والبخل والشح والحرص والأنانية وسائر الأمراض المبطونة في النفس. 

العيد الحقيقي

هذا عن عيدهم الأصغر.. أما عيدهم الأكبر هو يوم أن يتم لهم الوصل والوصال والاتصال بربهم عز وجل على أثر إيمانهم واستقامتهم على منهجه وشريعته الغراء، وهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ويوم أن يقاموا في حضرة القرب على بساط الأنس.. 

 

والعيد عندهم أيضا يوم أن تلتقي الرباعية المقامة علها ممالكهم وهي النفس بعد تزكيتها والقلب بعد تطهره من العلائق والأغيار وحب الدنيا. والعقل بعدما يرشد ويخلو من دخنة أهواء النفس. والروح بعدما تتحرر من سجنها الترابي وهو الجسد وتصبح تلك الرباعية -النفس والقلب والعقل والروح- وحدة واحدة وعندها يصح توحيد العبد ويتحقق بالعبودية، ويشرف بالانتساب بها إلى بارئها سبحانه وتعالى.. 

 

ويشرق الحق عز وجل عندها بأنوار صفات ربوبيته سبحانه، تجود بمنحه وعطاياه على أثر تجليه تعالى بصفات ربوبيته عليهم  بأنوار وعلوم ومعارف وحقائق وأسرار أسمائه تعالى وصفاته ويخصهم بالفهم الرباني، وهو الفهم به عز وجل منه سبحانه وعنه تعالى.  

 

 

ويؤتيهم الحكمة ميزان النور الرباني ويصبحون عبادا ربانيين متصفين بصفات ربهم ومولاهم جل في علاه. هذا هو مفهوم العيد الحقيقي عند أهل محبة الله تعالى والذي على أثره يقاموا في السعادة الحقة التي يبحث عنها كل البشر والتي تكاد أن تكن مفقودة والتي تعني هدوء النفس وانشراح الصدر واطمئنان القلب وراحة البال. 

ثم أن عيدهم الأكبر يوم أن يأذن محبوبهم باللقاء.. بلغنا الله تعالى وإياكم هذا العيد وجعلنا من أهله بجاه سيد الأولين والآخرين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.. وكل عام وأنتم بألف خير..

الجريدة الرسمية