رئيس التحرير
عصام كامل

أسرار مثيرة من داخل أهم محطة لرصد الأقمار الصناعية وحطام الصواريخ فى مصر.. توفر مليارات الدولارات وتعد الأكبر فى الشرق الأوسط وأفريقيا

مرصد حلوان الفلكي،فيتو
مرصد حلوان الفلكي،فيتو

من سماء حلوان وبتليسكوبات صينية يستطيع  علماء الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائى، حيث تملك مصر ثانى أكبر محطة رصد للأقمار الصناعية والحطام الفضائى فى العالم من حيث قطر التليسكوب بعد الصين.

محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائى تم افتتاحها فى النصف الأول من فبراير، ومهمتها  مراقبة الأقمار الصناعية والحطام الفضائى ضمن استراتيجية البحث العلمى للمعهد التى ترتكز على حماية مصر من الحطام الفضائى، وهو المخلفات الناتجة من إطلاق الصواريخ  والأقمار الصناعية وذلك لأن اقتراب الحطام من الأرض قد يشكل خطرًا حال وقوعه على منطقة مأهولة بالسكان.

Advertisements

تواجدت «فيتو»، داخل المحطة التى تعد الثانية من نوعها دوليًا والأولى فى الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يتواجد 2 تلسكوب أحدهما قطره 120 سم، وهو التلسكوب الكبير والمتخصص فى رصد الحطام الفضائى، كما توجد قبتان  قطر كل منهما 8 أمتار، وتستطيع المحطة رصد الأجسام الفضائية ذات الارتفاعات المختلفة والتى قد يصل مداها إلى 36 ألف كيلو متر.

الدكتور جاد القاضى، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أكد لـ»فيتو» أن المحطة تم إنشاؤها بالتعاون مع مراصد الفلك بالصين والتى تملك أكبر محطة لرصد الأقمار الصناعية الحطام الفضائى فى العالم من حيث قطر التلسكوب، وتم توقيع اتفاقية للتعاون الثنائى فى مايو 2017 تضمنت قيام الجانب الصينى توفير جميع الأجهزة المستخدمة  فى عمليات الرصد وتزويد المحطة بقطع الغيار والأجهزة  اللازمة لمتابعة واستمرار عمليات الرصد، مقابل تشييد المبنى بمعرفة  الجانب  المصرى.

وأضاف رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن المحطة تعمل عن طريق الرصد البصرى وبالليزر موضحا أن لكل منهما مميزات وعيوبا، والعمل بهما معا يزود من كفاءة الرصد، كما أنه يمكن الرصد من خلال الليل والنهار  مشيرا إلى أن أى برنامج  فضائى يعتمد على التصنيع والإطلاق وحسابات المدارات التى تطلق بها الأقمار الصناعية وهى الأهم، لذلك تعد المحطة إنجازًا جديدًا فى رصد الأقمار الصناعية بعد إطلاقها ومراقبتها للتحكم والسيطرة بها.

أما عن الحطام الفضائى، يقول القاضى: مع الكثافة النوعية والعددية لإطلاق الأقمار الصناعية كان لابد من متابعة الحطام الفضائى، موضحا أن محطة الرصد التى تم افتتاحها هى الأولى من نوعها فى الشرق الأوسط وأفريقيا من حيث التكنولوجيا الحديثة المستخدمة للرصد.

وأشار إلى أن هناك محطة تعمل بالليزر أنشئت سنة 1981 بالإضافة إلى المحطة التى افتتحت فى 2019، حيث تمكن التقنية الحديثة المستخدمة فى المحطة من توفير الدراسات والأرصاد الخاصة بتتبع الأقمار الصناعية والحطام الفضائى ومعرفة مواقع المدارات المزمع إطلاق الأقمار الصناعية بها وتقييمات مخاطر اصطدام الأقمار العاملة مع تلك النفايات الفضائية بصفة دائمة.

وقال القاضى إن خطورة الحطام الفضائى تتمثل فى أكثر من احتمالية، الأولى حال تفتته عند اختراقه للغلاف الجوى للأرض ويكون بمثابة شظية صغيرة عند وقوعها على الأرض يكون بمفعول قنبلة كبيرة، ولكن هناك تقنيات جديدة تقلل من خطورة الحطام الفضائى عند اختراقه لغلاف الأرض، أما فى حال أن يسبح دون تحكم فهناك احتمالية  الاصطدام بأحد الأقمار الصناعية العاملة، وستكون حينها خسارة مالية فادحة للجهة صاحبة البرنامج الفضائى والتى تقدر بملايين الدولارات، لذلك تأتى محطة رصد الحطام الفضائى لحماية الأرض وحماية برامج الفضاء.

 

الجريدة الرسمية