رئيس التحرير
عصام كامل

من غير زعل (8)

*  رئيس الوزراء

مؤسسة جولد بيليون، أصدرت منذ أيام تقريرًا يحوي أرقامًا مُرعبة عن حجم مشتريات المصريين من السبائك والعملات الذهبية خلال الـ5 سنوات الأخيرة، في محاولة للبحث عن استثمار آمن في ظل الارتفاعات غير الطبيعية في أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري.

 

المؤسسة العالمية المتخصصة في شؤون أبحاث الذهب بالعالم، أكدت أن مشتريات المصريين من السبائك والعملات الذهبية حققت قفزات غير مسبوقة في عام 2023 وبداية 2024، إذ وصلت في العام الماضي إلى 57 طنًا، مقابل 51.5 طن في عام 2022، و34.1 طن في عام2021، و23.5 طن في عام 2020، و29.1 طن في 2019.

Advertisements

 

معالي رئيس الوزراء.. رأس المال سواء كان وطنيًا أو أجنبيًا يبحث دائمًا عن الأمان، والأرقام السابقة تقول، إن المصريين اشتروا خلال 5 سنوات ما يزيد على 204 أطنان من الذهب بحثًا عن الاستثمار الآمن.. "تخيل لو أن مجموع تلك الأموال الوطنية قد تم ضخها في استثمارات زراعية وصناعية، كان شكل البلد بقى إيه".

*  وزير التموين

هناك اتهامات متداولة في الشارع المصري، تشير إلى قيام أغلب التجار المشاركين في معارض أهلا رمضان بطرح جزء قليل للغاية من كميات السكر الضخمة التي يحصلون عليها داخل تلك المعارض بالأسعار الرسمية، في حين يتم بيع الجزء الأكبر في السوق السوداء، وهي اتهامات لا أستطيع الجزم بصحتها، غير انها تطرح عشرات الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة من معاليك شخصيًا.

 

في مقدمتها، لماذا يتم منح هؤلاء التجار بالتحديد كل تلك الكميات الضخمة من السكر دون غيرهم، ما معنى تمييز حزب سياسي بعينه ومنحه كميات كبيرة من السكر والسلع لبيعها للمواطنين، ولماذا لا تطرح الوزارة كل تلك الكميات من السكر والسلع في آلاف المجمعات الاستهلاكية منعًا للتلاعب والشبهات؟.

 

وماذا ستفعل معالي الوزير بعد أن انتهت الثلاثاء الماضي، مهلة الـ3 أشهر التي حددتها لإلزام الشركات والمصانع بكتابة السعر على المنتج، ولم يلتزم سوى عدد محدود منهم، وما يزال بيع كل السلع في مصر يخضع للهوى والعشوائية.. "يا ترى حتجاوب ولا حتنتظر دعوات الغلابة في صلاة التراويح".

*  وزير الآثار

قمت منذ عدة أيام بزيارة غير معهودة من سابقيك لمقابر الصحابة بمنطقة جبل المقطم، واتخذت قرارًا بتشكيل لجنة للبدء في تحديد المواقع التي تضم رفات الصحابة، تمهيدًا للبدء في تنفيذ مشروع طموح لتطوير المنطقة، وإقامة مسار سياحي ديني يسمح بزيارة تلك المواقع المهمة.

 

معالي الوزير.. المشروع المزمع إقامته مهم وطموح ويشكل مع مجموعة المساجد والأضرحة التاريخية التي انتهيتم من تطويرها، برنامجًا واعدًا ومُتكاملًا يغري الملايين من عشاق تلك النوعية من السياحة الدينية في الخارج، وقد يفوق مردوده الاقتصادي مختلف أنواع السياحات في مصر، في حاله عدم تحفظ الحكومة.. "أعتقد أن كثير من المفاهيم والمواقف السياسية قد تغيرت، والظروف باتت تسمح، ومصر أولى".

 

*  مجلس الشيوخ

خلال الجلسة العامة التي عقدها مجلسكم الموقر منذ أيام، لمناقشة استراتيجية تطوير قطاع النقل، طالب عدد من النواب والمسؤولين بتقنين أوضاع التوك توك، على اعتبار أنه أمر واقع، ويوفر فرص عمل، واقتصاد موازي من الممكن أن يحقق عوائد اقتصادية كبيرة لخزينة الدولة.

 

السادة النواب.. تقنين وتوفيق الأوضاع في كثير من الأحيان لا يعني إصلاحًا بل ترسيخ واعتراف رسمي باستمرار الخطأ في مقابل أموال، ومنظومة التوك توك ثبتت بالدليل القاطع خطئها وعشوائيتها وانحرافها -بشهادة آلاف محاضر الشرطة الرسمية- وهو ما دفع الحكومة لإيقاف استيرادها.. "والنبي بدلًا من ترسيخ الخطأ بتشريع، ابحثوا عن حل حضاري يوفر الأمان للمواطن، ولا يضر بأصحاب التكاتك".

*  وزير المالية

ذكرت خلال مشاركتك في اجتماعات وزراء مالية مجموعة العشرين منذ أيام: "إن مصر لديها تجربة مهمة في الحد من الفقر، حيث اتبعت استراتيجية متكاملة للحماية، تمثلت في حزم استثنائية مثلت حماية للمصريين من الأزمات العالمية والآثار السلبية للارتفاعات غير المسبوقة في معدلات التضخم، وترتكز على برامج أكثر استهدافًا للفئات المستحقة للدعم".

 

 

معالي الوزير.. لقد بت مُطالب أمام الشعب بالإفصاح عن حقيقة التغيير الذي أحدثته تلك التجربة التي وصفتها بـ المهمة في ظل الواقع الذي يقول: إن حجم الفقر في مصر يتزايد يومًا بعد يوم بفعل التضخم والارتفاعات المتصاعدة في أسعار كل السلع، لدرجة وصلت إلى تآكل الطبقة المتوسطة، وتراجعها بالكامل إلى شريحة الفقراء، الذين هبطوا بالتبعية إلى شريحة الأكثر فقرًا، لدرجة أن اللحوم باتت لديهم مجرد ترف.. "مش قولت لمعاليك قبل كدة الصمت أفضل".

الجريدة الرسمية