رئيس التحرير
عصام كامل

"تاريخ العبودية من أقدم العصور إلى الوقت الحاضر" الأكثر مبيعا بالقومي للترجمة

 تاريخ العبودية من
تاريخ العبودية من أقدم العصور إلى الوقت الحاضر،فيتو

تصدر الإصدار الأدبي المعنون بــ"تاريخ العبودية من أقدم العصور إلى الوقت  الحاضر" لـ كريستيان دولا كامبان قائمة الأكثر مبيعا بجناح المركز القومي للترجمة..

تاريخ العبودية من أقدم العصور إلى الوقت  الحاضر

ويقول  المترجم  عمرو زكريا عبد الله عن الإصدار: إن كتابة تاريخ العبوديّة هي كتابة تاريخ الازدراء.. لا شكّ في أنّ العبوديّةَ هي المعادل الرمزيّ للقتل.. إذ يُعَدّ كتاب"تاريخ العبودية من أقدم العصور إلى الوقت الحاضر"Histoire de l’esclavage De l'Antiquité à nos jours 
‎محاولةً مثيرة لاستكشاف عميق لظاهرة العبوديّة التي لعبتْ دورًا مهمًّا لا يقلّ في أهمّيّته عن التاريخ السياسي والاقتصادي عبر التاريخ وعبر مختلف الحضارات والعصور منذ ما يقارب الخمسة آلاف سنة أو على وجه الدقة منذ ثلاثة آلاف عام، أي منذ اختراع الكتابة التي ساقت لنا القرائن الماديّة على قيام نظام الاستعباد. 
والغريب أنّ نظام العبوديّة لم يؤرّقْ الضمير الإنسانيّ إلا في أوروبّا منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر فحسب كما يَتّضح عَبْر فصول هذا الكتاب وصفحاته؛ فقد بدأتْ الإدانات تصدر على استحياء منذ ذلك الوقت، ممّا جعل التنويرَ الأوروبي ومناداته بالحرية يبدو زائفًا ومزيِّفًا للوعي
‎جدير بالذكر أن تجارة العبيد لم تتوقفْ في نهايات القرن التاسع عشر، رغم أنّها كانت قد بدأت تؤول إلى زوال، ولم يكن هذا راجعًا إلى استيقاظ الضمير الأوروبي خاصة والإنساني عامة، بل لأنها لم تَعُدْ تجارةً مربحة، ومن ثم كان إلغاؤها بصيغة قانونيّة في معظم بلدان الغرب. إلا أن إصدار قانون "إبطال العبودية" لم يمنع تجارة العبيد من مواصلة أنشطتها سرًّا، ولكن بصور جديدة تختلف اختلافًا جوهريًّا عمّا كان سائدًا ومعروفًا عبر التاريخ

Advertisements

وتابع مترجم العمل: يمكن تقسيم تاريخ العبودية في مُجْمله إلى ثلاثة عصور رئيسيّة
‎العصر الأول هو العصر القديم وحتى القرون الوسطى. العصر الثاني هو عصر تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي منذ نهايات القرن الخامس عشر حتى نهايات القرن التاسع عشر مع تصاعد الرأسماليّة الأوروبية. أمّا العصر الثالث، فهو الذي بدأ بإلغاء العبوديّة إلغاء رسميًّا عام ١٨٦٥ في الولايات المتحدة الأمريكية. ولا شك في أن هذا الإلغاء وإن كان بشكل رسمي إلا أنّ العبودية لا تزال تُمارَس بصور مختلفة يجب أن يَنْدَى لها جبينُ الضمير الإنسانيّ إن كان لا يزال حيًّا
‎كان التاريخ السياسي هو التاريخ المنوط بكونه "النوع النبيل بامتياز"، والذي كان المؤرّخون يرون ضرورة تدوينه، فكيف، والنظرة هذه، ستكون النظرةُ إلى العبيد والتأريخ لهم؟ لم يكنْ العبيد يستحقون، من وجهة نظر "مؤرِّخي الماضي" أدنى اهتمام. ألم يكن مقدَّرًا لهم أن يعيشوا في "بدرومات" حضارات الماضي "الرائعة"؟
‎ونتيجةً لذلك لم تظهر أيّةُ دراسة عن العبيد إلا في عام ١٦٠٨، عندما ألَّفَ المؤرّخُ البريطانيّ موسيز آي. فِينلي "كتاب أعمال العبيد"، ويدور حول المهن التي احترفها العبيد الرومان، وأعقب ذلك بإيراد بعض الاقتباسات من المؤلفين اللاتينيّين. وإن كانت مثلُ هذه المؤلَّفات قد أخذت تنتشر، لكن أهمَّها كان كتاب "تاريخ العبودية في العصور القديمة" Histoire de l’esclavge dans l’Antiquité للأكاديمي الفرنسي "الملتزِم" هنري ڤالون Henri Wallon، ونشره عام ١٨٤٨، وذلك بعد عام من إصدار كتيِّب يُدين العبودية أيّما إدانة في المستعمرات الفرنسية خصوصًا.
‎يتألَّف كتاب كريستيان دولاكامبان من مقدمة واثنَيْ عشر فصلًا بالإضافة إلى خاتمة. ويرى الكاتب أنّ نظام العبودية قد بدأ في الشرق، حيث قامت حضارةُ بلاد ما بين النهرين والحضارة المصرية الفرعونية وحضارات بعض شعوب "الهلال الخصيب". كما يتكلّم عن "الوجه الخفيّ" للمدن الإغريقيّة التي لم يكنْ فيها أيّةُ حقوق تكاد تُذكَر للعبيد، في حين كان ساداتُهم يتمتّعون بكافة امتيازات الإنسان الحُرّ أو المواطِن الحر. وقد وصلت النظرة الدونيّة إلى العبيد حدًّا جعلتْ "السيد" لا يقدَّم للمحاكمة إذا تسبب في إصابة عبده أو مقتله. وكان العبيد في "جمهوريّة" République أفلاطون محكومًا عليهم بالبقاء محصورين في دورهم كعبيد، لا لشيء إلا بحكم طبيعتهم. أمّا نظرة أرسطو للعبد فقد كانت أسوأ من ذلك، حيث يكمن جوهر العبوديّة بالنسبة له في الولادة (وهو ما نسمّيه اليوم "الصفة الچينيّة")، أي التدنّي النفسيّ الذي يُعَدُّ قصورًا وراثيًّا غيرَ قابلٍ للتعافي منه بأيّة حال. وإذا كان الإنسانُ مركَّبًا من جسد وروح، فالعبد بالنسبة لأرسطو محكوم بجسده، وتسيِّره شهواتُه وأهواؤه تمامًا كالحيوانات، بخلاف الإنسان الحُرّ الذي تتغلب روحُه على جسده وأهوائه
‎ويكشف الكتاب أن الكنيسة لم تُبْدِ احتجاجًا يُذكَر بشأن العبودية والاستعباد، فقد كانت المهمة التي تحتلّ المقام الأول بالنسبة لها هي التبشير، لا سِيّما بين "أبناء الطبقات العُلْيا من المجتمع"، ولهذا امتنعتْ الكنيسةُ عن انتقاد النظام الراسخ الذي كان قائمًا، وكان الحذر بشأن الحديث عن العبوديّة "متأصلًا في عقول رجال الدين"، ولا عجب في ذلك، فقد كانت "عقيدتهم تستند بشكل أساسي على التقليل من شأن الدنيا وقيمتها، فالحياة الحقيقية بالنسبة لهم هي الحياة الروحيّة وليست الحياة الماديّة"
‎أمّا العبودية في العالم الإسلاميّ فقد كانت تُمارس بشكل شائع حتى منذ الجاهلية، ويرى الكاتب أنّ المجتمع العربي الإسلامي كان مجتمعًا استعباديًّا، لكن استعباديّتَه هذه لم تكن أكثر من المجتمع المسيحيّ في ذلك الزمان، و"لم يتعرضْ العبيد في العالم الإسلاميّ لسوء المعاملة أكثر مما كانوا يتعرضون له في الغرب المسيحي" (الكتاب، ص ١٠٣)
‎بدأت تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلنطيّ مع استكشاف السواحل الأفريقيّة عام ١٤٣٤ ميلاديًّا؛ حيث كان التجار الإيطاليون والإسبان منذ القرن الثاني عشر الميلادي يبتاعون البضائع من المناطق الأفريقيّة في موانئ شمال أفريقيا، وكانوا مفتونين بهذه الأراضي التي يلفّها الغموض، والتي كان يُهيَّأ إليهم أنها غنيّة بالذهب. وكان المسلمون هم الذين يحتكرون التجارة في هذه السواحل، وكان البرتغاليون هم أول من فكر في أفريقيا لا بدافع حيازة العبيد بل الذهب والقمح الذين كانوا في أَمَسّ الحاجة إليه نظرًا لشُحِّ أراضيهم الصالحة للزراعة. وكان الشغف بالسكر أحد أسباب تمسك البرتغال بالاستيلاء على أفريقيا بشكل غير مشروع، ومن هنا بدأ التفكير في حيازة عبيد من أفريقيا عبر التجار المسلمين الذين كانوا يعملون على الطرف الجنوبي من الصحراء منذ القرن السابع الميلاديّ. وكان البرتغاليون يشترون حوالي ثلاثة آلاف عبد سنويًّا، وكانوا يفضّلون إنزالَهم في جزر المحيط الأطلنطيّ وفي لشبونة نفسها.
‎وبينما كان البرتغاليّون يبحثون عن طريقٍ أسهل إلى الهند عبر ساحل أفريقيا، رأى البعضُ أنّ الوصول إلى الهند ربما يكون أقصرَ عبر الإبحار غربًا بدلًا من الإبحار جنوبًا ثم شرقًا، وكانت هذه هي فكرة كريستوفر كولومبوس التي عرضها على جان الثاني ملك البرتغال في عام ١٤٨٣. ومن هذا الخطأ كان اكتشاف القارة الأمريكية التي غَيّرت مسار العالم بدخولها إلى ساحة التاريخ


نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية