رئيس التحرير
عصام كامل

الملعون المشئوم!

يحتفى الدستور المصرى بيوم الخامس والعشرين من يناير2011، باعتباره ثورة، وهو في الأصل يوم البطولة والجهاد الوطنى والعزة المصرية للشرطة المصرية في موقعة الإسماعيلية وقت الاحتلال البريطاني.

 

ونظرا لأن الخامس والعشرين ثورة كان حرقا وتخريبا وإهدارا لقدرات الشرطة المصرية لإسقاط هيبة الدولة، فإن الدولة مضت تحتفل بيوم الشرطة في الرابع والعشرين ويوم المؤامرة في الخامس والعشرين، احتراما للدستور، رغم أن كل مسئول وطنى في البلد يعلم أنها مؤامرة كبرى، لم تنته.

Advertisements

 

ولايزال المتربصون كالغربان يحومون، ويحاولون استغلال الظروف المالية القاسية جدا لتأليب الشعب على الدولة وإطلاق موجة تخريب، وبث الفتنة، لتدخل مصر في بحر الظلمات لعقود قادمة، لا سمح الله.


نقول الحق؟ نقول الحق أننا جميعا ندفع فاتورة الخراب والتخريب وشعارات الغوغاء. والدهماء والطغمة الغبية المثقفة، نسدد 450 مليار دولار من لحم الشعب، من خرج ومن لم يخرج، ونسدد 120 مليار جنيه خسائر الإرهاب الذي تغول بسبب مؤامرة يناير.

 

فوضى يناير

جاءت يناير علينا بالفوضى والخراب وكلفت الاقتصاد المصرى مليارات، وأغلى من هذا كله الدماء الطاهرة للأبرياء من شهداء التفجيرات في الشوارع، فضلا عن دماء الألوف من جنودنا وضباطنا في الشرطة المصرية الباسلة وفي جيشنا العظيم.


المرار الذي نحن فيه سببه الأساسي الانصياع للحماقة، وكثيرون يعضون الأصابع ندما، ومع الغليان العام في العالم، وفي الإقليم، والنار تحدق بالحدود الاستراتيجية الأربعة لمصر، فإن الناس في صبرهم على السعرة الرهيبة من اللصوص السبعة محتكري السلع الاستراتيجية إنما يعكسون إدراكهم للمخاطر المضاعفة إذا ما هبوا وانفجروا.

 

يعلمون أن المستفيد الأول من أي غضب شعبي ليسوا هم بل الخونة، قتلة الأوطان.. من ناحية أخرى فإن الرئيس في كلمته أمس بمناسبة عيد الشرطة تحدث عن دور الدولة في ضبط الأسواق، ويحزننى يا سيادة الرئيس أن الحكومة لا تضبط الأسواق، وغير صحيح أنها تضبط الأسواق، وما يقال هو كلام وليس فعلا.

 

فكل بياع هو سوق في حياته، يرفع السعر كل يوم، ولا رقيب ولاحسيب، بل أن تسعير السلع كسلع الاستراتيجية لم يحدث، ويمكن لجهاز رقابي محايد أن ينزل شرفاؤه إلى الأسواق وسوف يرون الفوضى التسعيرية، ولا نذهب بعيدا فكل العائلات المصرية تشكو من مزاجية التسعير.

 

وكلما تحدث رئيس الحكومة عن ضبط الأسعار وتشديد الرقابة تابعه المصريون بالأسى، فهم لا يصدقونه، رغم أنه رجل صادق، ولكن لعل التقارير التى ترد إليه غير أمينة في العرض.
الغلاء الفاحش نتحمله، لكن علي الدولة أن تضرب بحزم وحسم من يستنزفون الناس ويمصون دماءنا.

 


مهما حدث فإن الوطن أبقى.. وعلينا جميعا أن نحافظ على أغلى الأوطان مصر الحبيبة، وأن نصبر، وأن نتماسك وأن نتعاون، وأن تساعدنا الحكومة في تطهير وزاراتها من لصوص وفاسدين صنعوا شبكات فساد مع المحتكرين.. لنتحمل المزيد من الآلام طالما تقوم بدورها ولا تتفرج علي من ينهشون فينا.
ونتابع..

الجريدة الرسمية