رئيس التحرير
عصام كامل

أزمات في شرق أفريقيا وغربها.. فتش عن أمريكا

بطول العالم وعرضه، لا تكاد منطقة تخلو من أزمة أو صراع.. روسيا – أوكرانيا، الصين – تايوان، باكستان – إيران، إيران – العراق، القرن الأفريقي، غرب أفريقيا.. أما عن المنطقة العربية، فحدث ولا حرج.. 

 

فبعد أن أجهزت الولايات المتحدة، ومَن وراءها، على العراق، ثم سوريا، وتركت لبنان نهبة للكيان الصهيوني، بعد أن دمر غزة، وقتل أهلها، اتجهت إلى اليمن لتنفذ مخططا تخريبيا جديدا.. في كل النزاعات والأزمات على وجه الأرض، سيما القارة الأفريقية، تظهر بوضوح البصمات الأمريكية.

أصبحت أضع يدي على قلبي، مع كل تحرك للرئيس الأمريكي بايدن، أو وزير خارجيته بلينكن، أو أحد مسئولي الإدارة الأمريكية.

Advertisements

 

جولة بلينكن في غرب أفريقيا

وأمس، أُعلن أن الوزير الأمريكي سيقوم بجولة أفريقية تشمل كابو فيردى وكوت ديفوار ونيجيريا وأنجولا، تستغرق 6 أيام.. الهدف المعلن هو الإسراع بعجلة الشراكة الأمريكية الأفريقية.. 

 

حيث ذكرت الخارجية الأمريكية، أنه من المقرر أن يركز بلينكن طوال جولته على كيفية استثمار الولايات المتحدة فى البنية التحتية فى أفريقيا، لتعزيز التجارة البينية وخلق فرص العمل فى الداخل وفى القارة بأكملها، ومساعدة أفريقيا على المنافسة في السوق العالمية وسيؤكد أيضًا الشراكة الاقتصادية التي تركز على المستقبل.

والسؤال: منذ متى تهتم أمريكا بالبنية التحتية في أفريقيا؟! ولماذا هذه الدول بالذات؟!

انسحاب فرنسا

مع الانسحاب الفرنسي من تلك المنطقة، وما تردد من أن روسيا وراء الانقلابات التي شهدتها أكثر من دولة في غرب أفريقيا، بدأ التحرك الأمريكي غير النزيه، لإحلال محل فرنسا، وقطع الطريق على روسيا.

فنجد البيان يستكمل: سيعمل بلينكن على تعزيز الشراكات الأمنية القائمة على القيم المشتركة مثل احترام حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية وتوسيع نطاق سيادة القانون.

 

وسيؤكد من جديد التزام الولايات المتحدة تجاه شركائها الساحليين في غرب أفريقيا من خلال استراتيجية منع الصراعات وتعزيز الاستقرار، وشراكة الولايات المتحدة مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ECOWAS) لمعالجة التحديات الإقليمية، وجهود الولايات المتحدة لدعم القيادة الأفريقية في وقف التصعيد والتوترات وتبني حلول دبلوماسية للصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

 

باختصار، أمريكا تسعى لخلافة فرنسا في بلدان يعتبرها الغرب مستعمرات.. فرغم زوال الاحتلال عن قارة أفريقيا بأكملها، إلا أن أمريكا والدول الأوروبية لا تزال تنظر إلى القارة السمراء، باعتبارها مناجم للثروات الطبيعية، ويجب استنزافها تحت مسميات الشراكة الاقتصادية.. ومعالجة التحديات الإقليمية.. أو تعزيز الديمقراطية.. وتعزيز القيم المشتركة.

 

بعض القادة الأفارقة يفهمون المعاني الخفية، ويبرمون اتفاقات مشبوهة من تحت الطاولات، ومن خلف ظهور مواطنيهم، ولا يهمهم أن شعوبهم تتضور جوعا.

 الأفعى الأمريكية في القرن الأفريقي

في ذات الوقت، تتحرك الأفعى الأمريكية نحو القرن الأفريقي، لتثير المزيد من القلاقل التي تضمن استمرار وجودها هناك، حيث يقوم مبعوثها الخاص إلى القرن الأفريقي مايك هامر بعدة جولات تشمل يوغندا وإثيوبيا، والذي سيحضر القمة الاستثنائية الثانية والأربعين لرؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "الإيجاد"، والتي تركز على الوضع الراهن بين إثيوبيا والصومال والسودان.

 

 

لا خلاص للعالم من الكوارث والنكبات والحروب إلا بزوال أمريكا.. نهاية الولايات المتحدة تعني نهاية إسرائيل، وتحرر فلسطين.. البقعة الوحيدة على وجه الأرض التي ترزح تحت احتلال فاشي منذ أكثر من 67 عاما.

الجريدة الرسمية