رئيس التحرير
عصام كامل

التأييد الأعمى لماكينة القتل.. الوجه القبيح للغرب، ٧ أكتوبر تاريخ كشف هشاشة الكيان وكذب العالم

اثار العدوان الصهيوني
اثار العدوان الصهيوني على غزة، فيتو

كشفت حرب غزة العوار الأخلاقى للمنظمات الأممية، التى اتضح أنها تحكم فى القضايا الدولية بناء على بوصلتها وأهدافها وتساند فقط من يتبع قيمها، وأثبت ذلك الموقف الضعيف للغاية تجاه ما يحدث فى غزة من مجازر، ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل شاركت بعرقلة أي محاولة لإيقاف ماكينة القتل، بما تملكه من تأثير على القرارات أممية.


قال فادى عاكوم، المحلل السياسى اللبنانى، إن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان فقدت مصداقيتها، بسبب فشلها فى إيقاف النزاعات خاصة العدوان الإسرائيلى الغاشم على المدنيين فى قطاع غزة.


وأضاف فادى عاكوم أنه مهما أجمعت دول العالم داخل منظمة الأمم المتحدة، ومهما اتخذت من قرارات ضد إسرائيل لن تكون فعالة طالما أن الدول التى لها ثقل سياسى وعسكرى لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، لم تتفق على الوقوف فى وجه الاحتلال الإسرائيلى وإجباره على وقف إطلاق النار فى غزة والقبول بإقامة الدولة فلسطينية على حدود ما قبل عام ١٩٦٧.


أضاف: كلما ابتعدنا عن دائرة الدول الكبار فإن أي قرار للأمم المتحدة لن يكون له أي تأثير على الأرض، مشيرا إلى أنه منذ نشأة إسرائيل وحتى الآن لم تنجح المنظمة الأممية فى إدانة تل أبيب.
وأشار المحلل السياسى اللبنانى إلى أن أي إدانة لإسرائيل ما هى إلا إدانة لأمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبى، لأنهم الداعم الأول والرئيسى لتل أبيب.


وأكد فادى عاكوم أن جميع دول العالم تعلم جيدا أن مهمة الأمم المتحدة تنفيذية فقط، وليست صاحبة قرار، لذلك لن تقدم أي حلول ولن يكون لها قدرة على إنهاء أي صراع ما لم يتفق الخمسة أعضاء الدائمين فى مجلس الأمن الدولى، حتى لا يتم عرقلة القرارات بحق الفيتو من قبل أي عضو.
واستشهد عاكوم بالنزاعات الدائرة فى سوريا وأوكرانيا وأفريقيا ولبنان والتى لم تحقق فيها الأمم المتحدة أي تقدم بسبب الخلاف بين الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن الدولى.


ونوه عاكوم إلى أن القوات الأممية المعروفة باسم “الهانوفيل” فى لبنان لم تمنع الصراع بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلى، بل بالعكس تعرضت مقارها للقصف من قبل إسرائيل أكثر من مرة ولم تستطع حماية نفسها.
 

Advertisements

وقال المحلل السياسى اللبنانى إن دور الأمم المتحدة صورى فقط، وليس له أي تأثير فى أي نزاع، موضحا أن الدعوات التى أطلقها قادة بعض الدول التى طالبت بإصلاح مجلس الأمن وتعديل قوانين حق الفيتو ليس لها أي تأثير أو أهمية، وتابع: “الجميع يعلم أن الأمم المتحدة قراراتها مسيسة للدول ذات النفوذ وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
 

واستطرد: “أنه حتى الأزمات التى تدخلت فيها الأمم المتحدة بشكل مباشر تكون لخدمة مصالح الدول الكبرى وليس لصالح أطراف النزاع”.


وذكر فادى عاكوم أن كل التصريحات التى أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن فقدان مجلس الأمن قدرته بعد فشله فى تبنى مشروع قرار وقف إطلاق النار فى غزة، ما هى إلا تصريحات كلامية لا تأثير لها على صناعة القرار داخل هذه المنظمات”.
 

وفى السياق ذاته قال محمد الجزار، الباحث فى العلاقات الدولية، أنه مما لا شك فيه أن استمرار العدوان الصهيونى على غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة منذ أكثر من شهرين حتى الآن وسط تخاذل المنظمات الدولية والأممية والحقوقية والتى لم تستخدم سوى عبارات الشجب والإدانة بالرغم ما تراه من جرائم حرب وإبادة جماعية فى غزة، جعل العديد من الحكومات والشعوب تتحدث عن عدم حياد المنظمات الدولية القائمة.


وأضاف محمد الجزار أن عجز المنظمات الدولية فى التعامل مع العدوان الإسرائيلى على غزة، وعجز مجلس الأمن الدولى عن قيامه بوظيفته بسبب الفيتو الأمريكى وعدم قيامه بوقف العدوان على غزة، أظهر الوجه القبيح لهذه المنظمة الأممية بأجهزتها المختلفة التى كانت على مدار تاريخها داعمة للصهيونية ومتحالفة معها استجابة لضغوط اللوبى الصهيونى المتغلغل داخل أجهزة ودول العالم.


وتابع محمد الجزار: “هذه المنظمات الدولية كالأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة وعلى رأسها مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، بل وحتى العديد من المنظمات الإقليمية أصبحت صورتها سلبية فى نظر أغلب شعوب العالم، والعديد من الحكومات والدول التى تبينت أن المنظومة الدولية الحالية ما زالت تتبنى فكرة إعلاء مصالح الغرب والرجل الأبيض”.


واستطرد: “أن الأمم المتحدة أدانت بأغلبية ساحقة ما أسمته العدوان الروسى على أوكرانيا خدمة لمصالح أمريكا وحلفائها الغربيين، بينما تغض النظر عن الجرائم والمذابح التى ترتكب تجاه الشعوب العربية”.


وتابع: “هذه الازدواجية يمكن أن تعزز من تصاعد الأفكار المنادية بإصلاح المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن وإلغاء حق الفيتو أو توسيعه ليكون أكثر عدالة فى التعامل مع الأزمات العالمية”.


وأشار محمد الجزار إلى أن المنظومة الدولية تحتاج إلى إعادة فك وتركيب بحيث تكون أكثر عادلة لكافة الدولة إعلاء لمبدأ سيادة الدول جميعا وحماية مصالحها وأمنها القومى، وليس حماية لمصالح القوى الدولية التى هيمنت على إدارة العالم نتيجة لفوزها فى الحرب العالمية الثانية.


وقال الجزار إن هذه المنظومة المتهالكة ثبت ظلمها خلال الحقبة الماضية، ولهذا فإن هناك عدة مواقف يمكن أن تقوم بها الدول للتعامل مع المنظومة الدولية الحالية أولها الاستمرار فى محاولات إصلاح هذه المنظمات وجعلها أكثر حيادية واستقلالية ومصداقية وإنهاء الهيمنة الغربية الأمريكية عليها.


وتابع: “وثانى تلك الأمور هو دعم التحولات الجارية فى النظام الدولى للخروج من تحت عباءة النظام أحادى القطبية، وخلق نظام دولى جديد متعدد الأقطاب تولد فيه منظمات دولية جديدة قد تكون أكثر عدالة من المنظمات الدولية القائمة”.


واستطرد: “وثالث هذه الأمور هو لجوء الدول المتظلمة من المنظمات الدولية القائمة إلى القوى الدولية الصاعدة كروسيا والصين ومجموعة البريكس مثلا لتسوية الأزمات والخلافات الدولية تحت مظلتها مثلما حدث من مصالحة سعودية إيرانية مؤخرا برعاية صينية”.


واختتم الجزار حديثه قائلا: الدول النامية أو الفقيرة تسعى إلى إحياء المنظمات الدولية الإقليمية وإصلاحها وجعلها تقوم بدور أكبر فى تسوية الأزمات الإقليمية، ولكن ذلك مشروط بكسر الهيمنة الغربية داخل هذه المنظمات الإقليمية، بما يمكنها من لعب دور فى تسوية القضية الفلسطينية.

الجريدة الرسمية
عاجل