رئيس التحرير
عصام كامل

تغير المناخ أم قتل الإنسانية؟!

آفة العصر أن البشر فقدوا إنسانيتهم وإحساسهم بآلام الفقراء والمستضعفين والمقهورين، وطغت المادية فوق الإنسانية، وتحول الإنسان من كائن اجتماعي يميل بطبعه، إلى مخالطة الناس وإقامة العلاقات معهم؛ وهى علاقات تتفاوت قوة وضعفًا، ألفةً ونفورًا؛ إلى العزلة والتطرف في الشعور.


وليس ما يجري في غزة من قتل ممنهج للأطفال والنساء والأبرياء إلا صورة قبيحة من صور تحول الإنسان إلى كائن دموي فقد الضمير والإحساس الإنساني بالآخرين واستبدل التعايش والتسامح بالعنف والتدمير والقتل والتخريب..

Advertisements

 

وقد أصيبت العلاقات الدولية في مقتل، وانكشفت عورة الغرب وسقطت عنه ورقة التوت، وفقد المصداقية وسقطت الدعاوى الكاذبة والخادعة بالدفاع زورًا وبهتانًا عن الحقوق والحريات.. وهي حقوق الإنسان الأبيض أو إنسان الغرب ولتذهب حقوق الآخرين ولاسيما العرب والمسلمين إلى الجحيم.


ظنى أن طوفان الأقصى وما يجري من جرائم في غزة ستكون علامة فارقة في النظام الدولي الذي حتمًا سيعاد تشكيله على أسس جديدة ربما تكون بداية لعالم جديد تبزغ فيه شمس قوى جديدة وتأفل أخرى وتغرب شمسها رويدًا رويدًا.

تغييرات مناخية وتطهير عرقي


والسؤال: هل تعود للإنسانية وجهها البريء وضميرها الحي؛ فترفض الظلم والعدوان والقتل وتحاسب القتلة والمجرمين.


هل يتبارى قادة الفكر الحكماء والعلماء لاستعادة روح الإنسان، واحترام القانون وإعادة ترسيم العلاقات بين البشر، بحسبانها آدميين أصلهم واحد وكلهم لآدم وآدم من تراب.


الإنسان من مخلوقات الله؛ استخلفه في الأرض لعمارتها لا لهدمها وتخريبها والإفساد فيها، لكن ما حدث عكس ذلك تمامًا فقد عاثت القوى الصناعية الكبرى فسادًا فيها فخربت البيئة ودمرت المناخ ورفعت حرارة الأرض لمستويات غير مسبوقة، مستويات تهدد الكوكب كله بالفناء والدمار، ولا يزال بعض المفسدين في الأرض يصرون على تدمير الحياة بالحروب والانبعاثات الضارة التي تهدد الحرث والنسل..

 

وهو ما أشار إليها القرآ ن الكريم قبل أكثر من 1400 عام بقول الله تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ".. فهل تدرك أمريكا وإسرائيل أن استخدام الأسلحة المحرمة في غزة إفساد في الأرض وقتل لكل مظاهر الحياة!


هل تخرج قمة المناخ المنعقدة حاليًا بالإمارات بتوصيات جادة تضع المجتمع الدولي أمام مسئوليات وتلزم واشنطن وتل أبيب بوقف المجازر وتدمير كل أوجه الحياة في غزة بأسلحة وقنابل تعادل في أضرارها وربما تزيد عن مخاطر القنبلة النووية التي ألقتها أمريكا فوق هيروشيما.. 

 

أليس وقف تدمير البيئة في غزة والتطهير العرقي أخطر من التغيرات المناخية التي رصدت لها قمة المناخ cop28 نحو 30 مليار دولار لتعويض الأضرار والخسائر.. وهل ترصد قمة المناخ تعويضًا يعيد الحياة لقطاع غزة التي دمرها الاحتلال الإسرئيلي بغطاء ودعم وربما تحريض أمريكي وغربي لا يخفى.. 

 

 

المجتمع الدولى والإنسانية كلها في اخبار حقيقي لإنقاذ حياة أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم وقعوا في براثن احتلال بغيض واستعمار قديم يعود بوجه قبيح؟!

الجريدة الرسمية