رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد طوسون الفائز بجائزة «كتارا»: للقصة القصيرة فتنة وهى العشق الأول.. والبعض يستسهل الكتابة للطفل (حوار)

أحمد طوسون،فيتو
أحمد طوسون،فيتو

>> رواية «بائع المناديل» تتناول قضية أطفال الشوارع
>> العمل الأدبى له حياة منفصلة تماما عن كاتبه 
>> الحرية المطلقة تتحول إلى شيء من الفوضى وتبقى خطرا على الكاتب

>>روايات الفتيان أو اليافعين ليست للسن الصغيرة فى العالم كله
>> الكيان الصهيوني منذ نشأته اعتاد على الجرائم
>> اعتدنا على تأييد أمريكا المطلق لأفعال الكيان الصهيوني وضد الحقوق العربية والفلسطينية
>> كيف تغير ضمير العالم وكيف هان العرب؟.. مأساة لا أجد لها تفسيرا
>> مهما فعلت القوة الغاشمة للكيان الصهيونى سينتصر الدم الفلسطيني فى النهاية


 

منذ عدة أيام فاز الكاتب أحمد طوسون بجائزة كتارا فى دورتها التاسعة لعام 2023 فرع (الفتيان) عن روايته “بائع المناديل”.
وأحمد طوسون ليس كاتبا لليافعين فقط، بل إنه جمع بين الفنون السردية الثلاثة القصة القصيرة والرواية وأدب الطفل، حيث حاز على عدة جوائز عبر مشواره الأدبى، أبرزها جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب عام 2013 عن رواية للفتيان بعنوان “أحلام السيد كتاب”،  
كما فاز بجائزة بجائزة أفضل نص مكتوب للأطفال تحت 12 سنة ضمن جوائز ساويرس الثقافية في دورتها 17، عن كتاب من يعيد الدفء للمدينة.
وقد بدأ مشواره فى الكتابة فى أواخر التسعينيات، كما أنه عضو لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو اتحاد كتاب مصر.
"فيتو" حاورته بعد فوزه بالجائزة.. وإلى نص الحوار:

 

*بداية حدثنا عن شعورك وقت استلام جائزة كتارا؟


كان شعورا متناقضا، فإدارة الجائزة كانت حددت قوائم لأول مرة هذا العام، كان هناك قوائم الستين للروايات المنشورة والروايات المخطوطة ولم يكن فيها روايات اليافعين، ثم فوجئنا فى القوائم القصيرة أنهم يصدرون قوائم لليافعين، واعتقدت أنهم اتصلوا بالفائزين وانتهى الأمر ولكن فوجئت بأحد يتصل بى ويبلغنى بالفوز فكانت سعادة بالغة خصوصا لحظة حضور السفير المصرى وقت استلام الجائزة وكذلك لحظة تجمع المصريين الفائزين على خشبة المسرح الذين حصدوا تقريبا نصف الجوائز هذا العام لالتقاط صورة تذكارية لنا.

Advertisements


*روايتك الفائزة بجائزة كتارا فرع الفتيان “بائع المناديل” حدثنا عن فكرة العمل.


العمل يتناول قضية أطفال الشوارع وهى ظاهرة منتشرة فى المجتمع المصرى، وناتجة عن عدة أسباب منها الخلافات الزوجية وإنجاب عدد كبير من الأبناء ودفعهم للعمل فى سن مبكرة لمساعدة الأسرة، وهروب الأطفال بخاصة فى الريف والمدن البعيدة واللجوء للشارع لاكتساب قوت يومهم.

*وهل يتناسب طرح قضية أطفال الشوارع مع السن الصغيرة للأطفال؟


روايات الفتيان أو اليافعين ليست للسن الصغيرة فى العالم كله، فأول تصنيف رسمى يصدر له تصنيف عمرى من سن 12- 20 سنة سن اليافعين كان عام 1960، وقبل ذلك كانت الروايات تصدر لكافة المؤلفين، ولكن كان يتم انتقاء أعمال منها لتكون مناسبة لهم.
وروايات اليافعين وبخاصة للمرحلة الثانية منها فى عمر 20 عاما، هى روايات للكبار لكنها ليس بها التابوهات الثلاثة (الجنس والدين والسياسة)، وتتناول قضايا اجتماعية مهمة خصوصا ما يرتبط بسن المراهقة وتساعد الشاب فى البحث عن الذات والتعرف على آماله وطموحاته.

*فى وجهة نظرك أيهما يمثل نجاحا أكبر للكاتب الحصول على جائزة أم ترجمة أعماله إلى لغات أخرى؟


متعة الكاتب وما يعانيه أثناء كتابة العمل تجعل ذهنه لا يفكر فى الحصول على جائزة أو ترجمة عمله، وربما ترد هذه الأفكار بعد الانتهاء من العمل، وبالطبع الحصول على جائزة فى بداية عمر الكاتب تكون مهمة جدا وخصوصا فى المجتمعات الشرقية لأن المؤلف هنا هو من يكتب ويسعى لنشر العمل والتعريف به، إنما فى الغرب هناك مدير أعمال يتولى كل شيء، وأيضًا فى ظل غياب فكرة النقد الذى يفرز الأعمال ويقدمها للقراء فهذا يضيف مسئولية أخرى على المؤلف. والكاتب فى بداية حياته يحتاج إلى الشرعية وحصوله على الجائزة يعطيه هذا.
أما بالنسبة للترجمة، أظن أن كثيرًا من الترجمات تكون محدودة وتوضع فى مكتبات الجامعات بالخارج لغرض البحث، وهنا لا تقوم بدورها لتوصيل ثقافتنا على نطاق واسع إلى شعوب العالم، والوحيد الذى نجا من هذا الأمر أديبنا الكبير نجيب محفوظ بفوزه بجائزة نوبل، وأصبحت دور النشر العالمية تتهافت على كتاباته لنشرها، ولكن كلاهما مهم.

*أنت تكتب الرواية والقصة القصيرة وأدب الطفل.. أيهم أقرب إلى قلبك؟


القصة القصيرة لها فتنة لا تعادلها فتنة أخرى، فكتابة القصة القصيرة هى العشق الأول لأى كاتب، وكنت قد أصدرت 4 مجموعات قصصية وقصة مشتركة كانت قد ترجمت إلى الإيطالية 1996، وفازت بأفضل قصة على مستوى البحر المتوسط والمجموعة الخامسة ستصدر فى معرض القاهرة الدولى للكتاب القادم وفازت بمسابقة روايات مصرية للجيب وستصدر ضمن سلسلة الجوائز فى المؤسسة العربية الحديثة للنشر، فالقصة القصيرة لها مكانة عن القاص لا ينافسها فيها شيئا.
وهناك مقولة تقول: “عندما يبلغ الرجل سن الأربعين يبدأ بكتابة الرواية”.. فالكتَّاب الآن اتجهوا لكتابتها من أجل المشاركة فى المسابقات الأدبية، لكن الفكرة هى من تفرض نفسها على المؤلف وشكل الكتابة.
أما الكتابة للأطفال فكتبت لها بالصدفة، ففى عام 1998 تقريبا قرأت مسابقة عن مئوية كامل الكيلانى، وكتبت قصة وكنت لا أعلم إذا كانت تناسب الطفل أم لا وأرسلتها للمسابقة وفزت بها، ولكن بعدما خضت غمار هذه التجربة آمنت أنها من الضرورى أن تعجب الكبار وتروق لهم لأنهم هو الوسطاء بالنسبة للأطفال، وأستعجب من الاستسهال عند البعض فى الكتابة للطفل.

*من يقرأ أعمالك يشعر أنك مشغول بهاجس الحرية بالمعنى الإنسانى.. فهل الحرية هى السؤال الذى تبحث عنه دائمًا؟


هناك فرق كبير جدا بين الرسائل التى يرغب الكاتب فى إيصالها للقارئ وبين ما تقدمه الأعمال نفسها، فالعمل الأدبى يكون له حياة منفصلة تماما عن كاتبه، وقضية الحرية سنجدها بإلحاح فى أكثر النصوص، سواء ظاهرا أو باطنا، لأن الحرية تتناول قضايا كثيرة فى حياة الإنسان فعلى سبيل المثال المرأة تعانى قهرا ليس فقط فى المجتمعات الشرقية، وإنما أيضًا فى المجتمعات الغربية، والرجل أيضًا يعانى، وأذكر أنى قلت إن الحرية المطلقة تتحول إلى شيء من الفوضى وتبقى خطرا على الكاتب لأن فى التقيد يسعى لنشر الأفكار لكن أحيانا الهمجية والفوضى التى تعيشها المجتمعات يروح ضحيتها الكتاب، وشهدنا ذلك كثيرًا بأن الجماعات المتطرفة تتهم الكتاب وتصدر فتوى على هواها تبيح قتل الكتاب، فليس هناك حرية مطلقة فى العالم فهى محكومة بالقانون الذى ينظمها.

*كيف ترى ما يحدث من عدوان على غزة الآن؟


الكيان الصهيونى منذ نشأته اعتاد على مثل هذه الجرائم، وأيضًا اعتدنا على التأييد السالف والمطلق من أمريكا لأفعال الكيان الصهيونى وضد الحقوق العربية والفلسطينية، ولكن كيف تغير ضمير العالم، وكيف هان العرب إلى هذا الحد، فالأغلبية فى مجلس الأمن تصوت ضد حقوق عربية يراها القاصى والدانى، ويصوت لصالح الجانى ضد المجنى عليه، فهى مأساة لا أجد لها تفسيرا، إلى جانب حالة الهوان الشديدة، على الرغم أن أننا نمتلك قدرات وإمكانات ضخمة جدا إذا استخدمناها لم يكن هذا حالنا، وأؤمن أن مهما فعلت القوة الغاشمة للكيان الصهيونى فالدم الفلسطينى فى النهاية سينتصر.
 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ “فيتو”. 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية