رئيس التحرير
عصام كامل

الخسارة والمكسب في قمة مصر للسلام

انتهى مؤتمر قمة السلام الدولي الذي دعت إليه مصر على عجل، وفي العاصمة الإدارية، ليكبح حمم النار والقتل، وحضرته أربع وثلاثون دولة.. انتهى، دون بيان ختامي. حضر ملوك وأمراء ورؤساء حكومات، ووزراء خارجية، من العرب والإقليم والغرب، أوروبا، وأمريكا، ويمكن القول إن الكلمات التى ألقتها الوفود هي كلمات من نفس النوع الذي يلقى عادة في مجلس الأمن الدولي!

 

بعبارة أخرى عكست كلمات الأطراف ما كان يمكن قوله في مجلس الأمن الدولي، فالعرب يريدون قرار إدانة والغرب لا يدين إسرائيل مهما قتلت وذبحت. يتعاطف مع القتلى والمذبوحين ببضع ملايين من الدولارات وعشرات بيانات وهمية عن وجوب إقامة دولة فلسطينية فحسب.

Advertisements


لكن هل عقدت الدولة المصرية هذا الؤوتمر لتحصل على بيان يدين إسرائيل، بيان توافق عليه أمريكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا؟ نستبعد إسبانيا لأنها مارست إنسانيتها باحترام وبلا نفاق.. وصرخت وشارعها في إسبانيا ضد الهولوكست الفلسطيني علي يد إسرائيل يوميا، بل كل دقيقة.
نعود للسؤال: هل أرادت القاهرة بيان إدانة لإسرائيل من الأربع وثلاثين دولة التى حضرت؟

سيناء ليست وطنا بديلا


بطبيعة الحال، فإن الخبرة الدبلوماسية المصرية لم تتوقع ولم تنتظر بيان إدانة من أمريكا ودول الظل الأوروبية، وحقيقي أنه وقع خلاف عربي غربى حول البيان الختامي، عجزت معه الدول عن التوافق على اصدار كلمة تكبح المذابح الاسرائيلية ضد شعب أعزل، يقتل أطفاله ونساؤه وشيوخه وشبابه على مدار الساعة من آلة حرب جبانة.


في المداولات النهائية تحول المؤتمر إلى جلسة من جلسات مجلس الأمن.. بالرفض الغربي المشين، الداعم لاسرائيل ظالمة أو مظلومة.. ماذا كان الهدف إذن من عقد مصر العاجل لقمة السلام في العاصمة الادارية؟


يمكن القول أن الهدف الأول والاخير القاطع المانع هو إعلان مصر الحاسم بأن سيناء محرمة على أي خطط ومخططات تهجير القضية الفلسطينية إلى مصر، تتحول معها سيناء الغالية إلى مستوطنة فلسطينية، تغير عليها إسرائيل من غزة، ويغير منها علي غزة الفلسطينيون..  ونحن نتفرج علي أحقر وأسخف وضع ممكن يحدث لدولة ذات سيادة. والهدف الثاني بيان موقف عربى إقليمى حازم بخصوص القضية الفلسطينية ورفض التصفية بالتهجير إلى الأردن وإلى مصر.


بالطبع كان من رؤى القاهرة فتح أفق للسلام يمنح الأمل للفلسطينيين، لكن الكلمات الانشائية الغربية تظل مملة وممجوجة ومكررة عن وجوب حل الدولتين.. إذ لا يصدقها أحد حتى القائلون بها. يذكرنا تكرار قولها بوفود الدول عما كانت تقوله عن تنفيذ القرار 242 الخاص بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة في عام 1967..


قمة مصر للسلام كانت بقدر ما هي كاشفة للأدوار، بيان منصة حاسما للموقف المصرى، من أن سيناء ليست وطنا بديلا. ولا للبيع أبدا.. لماذا يكرهوننا؟ بل لماذا يروننا أقل منهم في المرتبة الانسانية على حد قول الملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن؟ وهل كانت المواقف العربية، وراء الكواليس، شريفة شرف القضية، أم متحسبة للعواقب؟

 


بالنسبة لاسرائيل التى رفض الغرب إدانتها وأكد على حقها في الدفاع عن نفسها، وحق الفلسطينيين في الأكل والشرب قبل قتلهم بسلاح الغرب علي يد إسرائيل.. فإن تل ابيب حصلت على تفويض غربي مجددا لحرق غزة كاملا.. الموقف ينذر بدخول أطراف تراقب وتتأهب..
ونتابع..

الجريدة الرسمية