رئيس التحرير
عصام كامل

المجد للشهداء.. المجد للمقاومة

ما يحدث في فـلسطين حدث ايقظ العالم من سباته، ولكن هذا الحدث جاء ليؤكد على كل الثوابت التى أؤمن بها منذ السبعينات، الثوابت التى تقول مستحيل العالم والغرب بالتحديد ممكن أن يساند الحق العربى، مستحيل الغرب أن يكون صاحب قيم نبيلة كما يدعى، مستحيل الغرب يحترم إلا القوة، وقوة المستغنى عنهم، وهذا يحتاج قوة إرادة، رجال أمناء للوطن يحملون المسئولية أمام شعوبهم.. 

 

ما حدث ان المقاومة الفلسطينية قامت بحادث زلزل الارض تحت أقدام العدو، الحدث كشف عن هشاشة النمر الورقى المسمى بالجيش الصهيونى، الحدث فضح كل خطط العدو الصهيونى، فكان الرد ليس مواجهة المقاومة الفلسطينية ولكن بالعدوان على المدنيين، رد الصهاينة بقتل الاطفال، أما مواجهة المقاومة التى صفعته وافقدته صوابه، فهو لا يعرف الوصول إليها..

Advertisements

 

هو خسر النخبة من ضباط وجنود الذين يعرفون جغرافيا غزة، العدو لا يقوى على مواجهة الرجال، ولكنه يقصف كل شىء الانسان والمنازل والمستشفيات وقتل الاطفال فقط! بل وحصار لغزة منذ أكثر من خمسة عشر سنة، واليوم تمنع حتى المدد الانسانى من أدوية وغذاء، وهذا يخالف كل القوانين الدولية والانسانية أيضا.

 

ما حدث فى غزة ليس جديدا في شىء، ولا اعرف لماذا الاندهاش؟، مذابح العدو في فلسطين لاتزال حاضرة حتى الآن، مذبحة بلدة الشيخ 1947،  مذبحة دير ياسين 1948، مذبحة قرية أبو شوشة 1948، مذبحة الطنطورة 1948، مذبحة قبية 1953،مذبحة قلقيلية 1956، ومذبحة كفر قاسم 1956..

 

ثم مذبحة خان يونس في نفس السنة 1956، مذبحة تل الزعتر 1976، مذبحة صبرا وشاتيلا 1982، مذبحة المسجد الأقصى 1990، مذبحة الحرم الإبراهيمي 1994، مذبحة مخيم جنين 2002، وهل نسينا قصف مدرسة بحر البقر وقتل الاطفال، مذبحة قانا، ضرب بيروت بدلا من مواجهة حزب الله، وحتى غزة نالت الكثير من القصف المدمر..

المجد للمقاومة

ما يحدث من العدو لا جديد فيه، والعجيب يقف رئيس الكيان الصهيونى ويقول إن هذا الكيان يحارب من أجل العالم الحر، والإرهابى النتنياهو يتحدث ويقول إنه يحارب الإرهاب! الكيان الصهيوني الذي يحتل وطنا كاملا ويقتل ويعتقل كل يوم قبل وأثناء طوفان الأقصى يتحدث عن الإرهاب الذي يتعرض له الكيان الصهيوني.

 

ومن عجب أن يتم دعم هذا العدوان على الإنسانية من كل الدول التى تتحدث عن الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان، يأتى فى مقدمة هذه الدول أمريكا التى تتحدث عن حقوق الإنسان ليل نهار، فرنسا دولة الثقافة والحريات، وإنجلترا أم الديمقراطية والتى تعد القاعدة التى تأوى الإخوان المجرمين وكل جماعات الإرهاب، وألمانيا صاحبة التاريخ النازى..

 

كل هؤلاء يدعمون قتل الفلسطينيين، يؤيدون هدم المنازل على أهلها، وضرب المستشفيات وقتل المرضى والمصابين والأطفال، هذه الدول التي تضحك على السذج والمنبطحين والمطبعين بسيمفونية الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وتمول جمعيات وأشخاص وتجندهم بدعوى الحرية ويكونون شوكة في ظهر أوطانهم.

 

قناعاتي منذ السبعينيات أنه لا يمكن الغرب أن يتمنى لنا الخير، بايدن يقول إنه أرسل حاملات الطائرات إلى إسرائيل وذلك حماية للأمن القومي الأمريكي، ونفس التصريحات صدرت عندما تم إرسال القوات الأمريكية إلى أفغانستان والعراق وسوريا... إلخ والغريب أن هذه الدول تم تدميرها بدعوى حماية الأمن القومي الذي يبعد عشرات الآلاف من الكيلومترات من هذه الدول.

 

وقبلها دكت أمريكا اليابان بالقنابل الذرية وقتلت مئات الآلاف وأصابت مئات الآلاف بأمراض مميتة، وبدعوى السلاح النووي والمحرم تم تدمير العراق وخرج توني بلير طفل أمريكا المدلل ورئيس مجلس الوزراء في بريطانيا الأسبق بعد تدمير العراق وقتل وإصابة وتهجير الملايين ليقول كانت المعلومات خاطئة، هذه هي الدول التي تريد أن تعلمنا حقوق الإنسان والقيم النبيلة!

 

 

على السذج والمطبعين والمنبطحين وعملاء دكاكين حقوق الإنسان أن يصمتوا، لقد أيد بايدين وعصابته من فرنسا وبريطانيا وألمانيا قتل الأطفال والنساء العزل، فماذا بقي لديهم من إنسانية؟ دول لا تعرف الإنسانية أو العدل أو القانون الدولي يأتون إلى بلادنا لتعليمنا إياها، فهل هذه دول تستحق الاحترام؟!

المجد للشهداء.. المجد للمقاومة.. وتحيا فلسطين حرة عربية.

الجريدة الرسمية