رئيس التحرير
عصام كامل

التغيرات المناخية تهدد الأمن الغذائي العالمي.. مخاوف من تراجع إنتاجية المحاصيل.. وكيف يتفادى العالم تأثيرها وارتفاع الأسعار؟

مشاكل التغيرات المناخية،
مشاكل التغيرات المناخية، فيتو

ارتبط تأثر الاقتصاد العالمي بمختلف دول العالم بـ التغير المناخي، والتدهورالذي شهدته البيئة العالمية، والتي أثرت بالسلب على الإنتاج المحلي الزراعي لكثير من دول العالم حتى الدول الاقتصادية الكبرى، بسبب تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية، الأمر الذي أضر بالعديد من المحاصيل الزراعية والتي تدخل في معظم الصناعات، مما يضر بعجلة الإنتاج ومعدلات النمو الاقتصادي العالمي.

 

Advertisements

 

ارتفاع أسعار الخضار والفاكهة متأثرة بالتغيرات المناخية

ومحليًا؛ شهدت مصر خلال الشهور القليلة الماضية، تغيرات مناخية أثرت سلبًا على نمو ونضج عدد من المحاصيل الزراعية، الأمر الذي أدي إلى ارتفاع أسعار بعض أنواع الخضار والفاكهة، حيث أثرت ارتفاعات وانخفاضات درجات الحرارة منذ الشتاء الماضي على نضج الثمار كما حدث لثمار المانجو قبل موعد حصادها.

تساقط ثمار المانجو من الأشجار متأثرة بالتغيرات المناخية في أواخر مارس الماضي، فيتو

فاكهة المانجو أكثر المحاصيل تضررًا بالتغيرات المناخية

ووفقًا لمركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، كانت فاكهة المانجو أكثر المحاصيل تضررًا بالتغيرات المناخية؛ نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، حيث تساقطت ثمار المانجو من الأشجار بنهاية مارس وأبريل الماضي.

 

ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية وعلى رأسها الطماطم والتين متأثرة بدرجات الحرارة

ومع ارتفاع درجات الحرارة، تأثرت ثمار الطماطم والفلفل والجزر والخيار، كما تأثر محصول التين البرشومي والرمان، وعليه انخفضت إنتاجية هذه المحاصيل، الأمر الذي أدى إلى قلة الكميات المعروضة من هذه الأنواع في الأسواق، لتشهد الأسواق ارتفاع أسعار الطماطم لتصل إلى 25 جنيهًا، والفلفل تخطت أسعاره الـ 15 جنيهًا، أما التين البرشومي والرمان فتخطت أسعارهم الـ 25 جنيهًا، لأول مرة مقارنة بالمواسم السابقة.

 

فما هو تعريف التغيرات المناخية..وكيف يتفادى العالم تأثيراتها السلبية على المحاصيل؟، وفى السطور التالية نستعرض التفاصيل:

 

معنى التغير المناخي العالمي

 تغير المناخ هو عبارة عن التغيرات في درجات الحرارة وأنماط الطقس والتي قد تمتد لفترات طويلة، حيث كانت هذه التغيرات في الماضي تعود للعديد من العوامل الطبيعية نتيجة للنشاط الكوني، مثل الانفجارات البركانية الكبيرة والتغيرات في نشاط الشمس، ومع مطلع القرن التاسع عشر، تدخل العنصر البشري في هذه التغيرات المناخية، من خلال العديد من الأنشطة التي يقوم بها، وتتمثل أبرزها في حرق الوقود الأحفوري بمختلف صوره وأشكاله مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي مما يزيد من انبعاث غاز الميثان، وزيادة ثاني أكسيد الكربون في الجو من خلال قطع الكثير من الغابات.

 

أضرار تغير المناخ على البيئة الزراعية

يؤثر التغير المناخي على البيئة الزراعية العالمية، حيث يؤدي إلى ارتفاع درجات الحراة وندرة المياه وحدوث جفاف شديد، إضافة إلى العديد من التغيرات الأخرى، مما يضر بالكثير من الحاصلات الزراعية، حيث تتأثر مناطق العالم الزراعية بمختلف محاصيلها سلبا نتيجة لهذه التغييرات، وانخفاض غلة المحاصيل الزراعية وكمياتها التي تنتجها الدول، وبالتالي تؤثر على حجم التبادل التجاري العالمي.

التغير المناخي، فيتو

أبرز المحاصيل التي تأثرت وتوقع منظمة الفاو

تتأثر محاصيل القمح والذرة وفول الصويا سلبا بارتفاع درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية، باعتبارها من المحاصيل شديدة الحساسية للحرارة المرتفعة، كما تتأثر محاصيل المانجو والزيتون بمختلف أنواعها بهذه التغيرات، حيث توقعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" انخفاض الإنتاج الزراعي العالمي بنحو 15% بحلول عام 2050، نظرا لارتفاع درجات الحرارة بشكل مستمر والطقس غير المستقر. 

 

أكبر الدول انتاجا للوقود الأحفوري

تتصدر الصين قائمة الدول التي تنتج الوقود الأحفوري، حيث تضاعفت انبعاثات الصين أربع مرات خلال العشرين عاما الأخيرة، لتصل نسبة انبعاثاتها من الكربون إلى 28%  من الانبعاثات العالمية باعتبارها أكبر منتج ومستهلك للفحم، تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثانية بعد الصين من حيث نسبة الانبعاثات الكربونية المنبعثة وفقا للأكاديمية الوطنية للعلوم، حيث تعتمد في طاقتها المستخدمة في مختلف الصناعات على حوالي 81%  من الوقود الأحفوري ومشتقاته من الفحم والنفظ والغاز الطبيعي، وتعد الهند ثالث أكبر دولة متسببة في الانبعاثات الكربونية العالمية، حيث وصلت نسبتها إلى 7%، تليها روسيا والتي تجني المليارات من صادراتها من الوقود الأحفوري، خاصة في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.

 

تحذيرات صندوق النقد من كوارث تطيل الشرق الأوسط

حذر صندوق النقد الدولي من زيادة حجم الأضرار التي ترتبط بالتغير المناخي على النمو الاقتصادي بمنطقة الشرق الأوسط، حيث قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، في 30 مارس من العام الماضي الماضى، إن تواتر وشدة الكوارث المرتبطة بالمناخ تتزايد فى الشرق الأوسط ووسط آسيا على نحو أسرع من أى مكان آخر فى العالم، ما يشكل خطرًا كبيرًا على النمو والرخاء فى المنطقة.

المشاكل المناخية، فيتو 

حجم تأثير مشكلات المناخ على النمو الاقتصادي

تعمل المشكلات المناخية على تقليل النمو الاقتصادي السنوي بنسبة تتراوح بين 1 إلى 2 نقطة مئوية للفرد، كما تسببت هذه المشكلات أيضا فى خسائر بمناطق القوقاز وآسيا الوسطى دون الإقليمية بنسبة 5.5%كما أنه على المدى الطويل من المتوقع أن يضعف التغير المناخي النشاط الاقتصادي العالمي، وذلك بسبب الأضرار المترتبة على العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية مثل الزراعة، والأضرار فى الممتلكات والبنى التحتية، إضافة إلى ارتفاع تكاليف التأمين، وضعف الإنتاجية، والتهجير. 

 

مساعي الاتحاد الأوروبي لخفض الانبعاثات

أقر الاتحاد الأوروبي قانون المناخ، والذي حدد خلاله تحقيق هدف مشترك للعمل على خفض هذه الانبعاثات الصادرة عن الوقود الأحفوري بكافة أشكاله وصوره، لتصل إلى النسبة المستهدفة بواقع 55 % بحلول عام 2030، لكي تحقق أوروبا فكرة الحياد المناخي بحلول عام 2050، حيث قام الاتحاد الأوروبي بتخصيص 30 % من ميزانيته الممتدة للعمل على تحقيق هذا الهدف، خلال الفترة الزمنية المستهدفة.

 

حلول أخرى

تتمثل أبرز الحلول الأخرى التي تتبعها جميع دول العالم للحد من انبعاثات الوقود الأحفوري وتأثيره على المحاصيل الزراعية، في استبدال هذا الوقود بمصادر الطاقة المتجددة والتي تتمثل في الطاقة الشمسية والرياح، لمنع العواقب التي تترتب على حرق هذا الوقود فيما بعد، والتي تؤثر أيضا على الثروة الحيوانية وليس الزراعية فقط، ولتحقيق هذه الأهداف يجب تطبيق الخطة الموضوعة من قبل الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الجهات المتخصصة الأخرى.

حلول مشاكل التغيرات المناخية، فيتو

 

تحذير الأمم المتحدة من هذه المشكلة

وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور صلاح الدين فهمي الخبير الاقتصادي أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، إن السبب الرئيسي لزيادة مشاكل الغذاء، والتي تهدد الأمن الغذائي العالمي خاصة للدول النامية، هو التغير المناخي، والذي تحذر منه  الأمم المتحدة منذ عشر سنوات ماضية.

 

الهندسة الوراثية ودورها الإيجابي 

وأشار خلال تصريح خاص لـ فيتو، أن عدم استغلال التطور التكنولوجي الهائل الذي نشهده يزيد من هذه المشكلة، لافتا إلى أنه من الممكن استخدام الهندسة الوراثية في العملية الزراعية، وهو ما تتبعه العديد من الدول المتقدمة من الناحية التكنولوجية خلال الفترة الحالية، لافتا إلى أنه لا بد من نقل هذه التكنولوجيات إلى الدول النامية للاستفادة منها.

 

تبادل الخبرات بين دول العالم 

وأكد فهمي على أنه يجب أن يتم التعاون بين جميع دول العالم، لتحقيق الاستفادة المتبادلة والوصول إلى الأهداف المنشودة لهذه الدول، فهناك دول نامية تتمتع بمساحات زراعية كبيرة، حيث أنه يمكن استغلال هذه المساحات من خلال التكنولوجيات الحديثة التي تتمتع بها الدول المتقدمة، وإدخال هذه التكنولوجيات للدول النامية وتعريفهم بها.

 

2.4  مليار شخص يعانون من الجوع 

تجدر الإشارة إلى أن منظمة الأغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة، قد أوضحت في بيان صادر لها يوم 15 من الشهر الجاري، أن هناك ارتفاعا ملحوظا في انعدام الأمن الغذائي العالمي، حيث يوجد 2.4 مليار شخص بمختلف أنحاءالعالم يعانون من الجوع وتهديد أمنهم الغذائي منذ العام الماضي، مما يعيق أهداف الأمم المتحدة التي تسعى إليها للقضاء على مشكلات الغذاء العالمي وتحقيق الأمن الغذائي لكافة دول العالم بحلول عام 2030. 

 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية