رئيس التحرير
عصام كامل

على رأسها الدولار.. تعرف على العملات الرئيسة الخمس في صندوق النقد الدولي.. وخبراء يوضحون كيفية تخلصنا من التبعية الاقتصادية

عملات، فيتو
عملات، فيتو

تعتمد عملية التبادل التجاري لجميع السلع والمنتجات على مستوى العالم بين جميع الدول على خمس عملات رئيسية، تصدرها البنوك المركزية لهذه الدول الخمس، حيث أقر صندوق النقد الدولي هذه العملات في سلة حقوق السحب الخاصة والتي يتم مراجعتها كل خمس سنوات للنظر فيها وتقييم العملات هذه العملات الموجودة بها، وتتوقف قوة كل عملة ومدى تأثيرها على باقي العملات على الظروف الاقتصادية لكل دولة، حيث تأتي عملة الدول ذات الاقتصاديات القوية في المقام الأول، تليها باقي عملات الدول الأخرى.

أقوى عملة في عملية التبادل التجاري

يعد الدولار الأمريكي هو العملة الرئيسية والأولى على مستوى العالم في عملية التبادل التجاري، باعتبار الولايات المتحدة صاحبة الاقتصاد الأقوى حتى وقتنا الحالي، لكن اختلفت وجهات النظر خلال الفترة الأخيرة حول استمرار سيطرة الدولار على عملية التبادل التجاري، أم سيكون هناك عملات منافسة تحد من هذه السيطرة، خاصة بعد الظروف الاقتصادية التي مر بها العالم خلال الفترة الأخيرة، حيث أنها أثرت على الولايات المتحدة نفسها وأدت لارتفاع معدلات التضخم بها وإعلان العديد من البنوك إفلاسها ببعض ولاياتها.

الدولار الأمريكي، فيتو

 

تاريخ سيطرة الدولار على السوق العالمي 

بدأت السيطرة الدولارية على السوق العالمي تظهر خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبعد قرار الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة بين عامي 1946-1971م باستبدال عملتها بـ الذهب، مما جعل البنوك المركزية بمختلف دول العالم تزيد بقدر الإمكان الاحتياطي لها من الدولار الأمريكي، حتى فاجئت الولايات المتحدة العالم بإنهاء هذا التحويل عام 1971م، ليصبح الدولار هو العملة الاحتياطية حتى وقتنا الحالي.

عملات أخرى بسلة حقوق السحب بصندوق النقد

يأتي بعد الدولار الأمريكي من حيث الأهمية على مستوى النظام النقدي الدولي "اليورو" وهو العملة الرسمية المشتركة لدول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 19 دولة، يليه باقي العملات والتي تتمثل في الجنيه الاسترليني، واليوان الصيني، والين الياباني، فهذه العملات هي عملات الاحتياط الدولي الخمس، والتي يتم التعامل بها على مستوى العالم في عملية التبادل التجاري على حسب قوة كل عملة، والتي تتوقف على مدى قوة الاقتصاد لهذه الدول.

محاولات لتقليل سيطرة الدولارعلى الاقتصاد العالمي

تتصاعد وتيرة محاولات إنهاء السيطرة والهيمنة الدولارية على اقتصاد العالم، حيث شهدنا تكتلات تم إنشاؤها لمحاولة تحقيق هذا الهدف، وأبرزها مجموعة "بريكس" والتي تهدف بالأس إلى التخلص من فكرة التبعية الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، من خلال الاستغناء عن الدولار في تجاراتها مع غيرها من الدول الأعضاء واستبداله بعملتها المحلية، وهو ما أشار إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال كلمته المسجلة أثناء مشاركته في قمة "بريكس" بجنوب إفريقيا حيث علق قائلا: هدف إنهاء الاعتماد على الدولار في علاقاتنا الاقتصادية لا رجعة فيه، فيما دعى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا قادة التكتل لإنشاء عملة مشتركة لاستخدامها في التبادل التجاري.

مجموعة بريكس، فيتو 

 

هل تنجح مجموعة بريكس في إلغاء التبعية الاقتصادية؟

تسبب مجموعة "بريكس" مصدر إزعاج للولايات المتحدة الأمريكية،حيث يوجد ضمن أعضاء المجموعة دول اقتصادية كبرى ولها ثقل كبير على كافة المستويات، مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، حيث تمثل هذه الدول فقط نحو 25% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، إضافة إلى انضمام العديد من الدول الأخرى مثل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات، وغيرهم من الدول الأخرى التي انضمت لهذه المجموعة للعمل على زيادة فاعليتها وقوتها. 

المجموعة تحقق المصالح المشتركة للدول الأعضاء 

وفي هذا الصدد قال الدكتور محمود السعيد عميد كلية السياسة والاقتصاد السابق بجامعة القاهرة نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، إن خطوة الانضمام لمجموعة "بريكس" تعتبر من أهم الخطوات التي اتخذتها الدولة، لما لها من أثر إيجابي في مختلف النواحي الاقتصادية وتحقيق المصالح المشتركة للدول الأعضاء.

التخلص من التبيعية الاقتصادية بهذه الطريقة

وأضاف خلال تصريح خاص لـ فيتو، إنه في حال تفعيل دور المجموعة بالشكل الصحيح، سيكون هناك حل لمشكلة المعروض والمطلوب من الدولار التي نعاني منها خلال الفترة الحالية، بسبب العديد من الأحداث الجارية منذ بدء جائة "كورونا" وحتى الوقت الحالي الذي نشهد فيه استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والتي أثرت هي الأخرى على جميع دول العالم،وذلك من خلال إحلال العملات المحلية للدول الأعضاء محل الدولار في عملية التبادل التجاري بينهم، والسعي للتخلص من فكرة التبيعية الاقتصادية، وارتباط باقي العملات بالدولار والتأثر به.

عملات، فيتو

نشهد منافسة جادة خلال الوقت الحالي

من جانبه، أوضح الدكتور علي الإدريسي الخبير الاقتصادي، إننا نشهد نوعا من المنافسة الجادة، خاصة مع انضمام دول اقتصادية كبيرة لمجموعة بريكس، على رأسهم الصين وروسيا والهند، وإنشاء بنك التنمية التابع للمجموعة، إضافة إلى العمل على انضمام الدول ذات النفوذ على مستوى العالم، لزيادة فاعلية وتأثير المجموعة، لافتا إلى أن الصراع الاقتصادي قد بدأت ذروته خلال الفترة الحالية، خاصة بعد هذه التحركات التي تسعى إليها المجموعة.

الدولار يظل صاحب الكلمة الأولى

وأشار خلال تصريح خاص لـ فيتو، أن الولايات المتحدة، تظل على رأس الاقتصاد العالمي، ففي حال تأثر الدولارالأمريكي لفترة ما  فإنه يعاود التعافي مرة أخرى، حيث بلغت حجم التعاملات الدولية بالدولار 89% تقريبا، كما أن التصنيف الائتماني للولايات المتحدة هو الأعلى عالميا، فانهيار الاقتصاد الأمريكي أمر غير وارد وفقا للمؤشرات الاقتصادية على أرض الواقع فالدولار الأمريكي هو صاحب الكلمة الأولى.  

توقعات بنمو الاقتصاد الأمريكي

تجدر الإشارة إلى أن وكالة موديز للتصنيف الائتماني قد أصدرت تقارير تفيد بزيادة توقعاتها لنمو الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة القادمة بنسبة تصل إلى 1.9% بعدما وصلت إلى1.1% في مايو الماضي، كما أشار التقرير إلى انخفاض معلات النمو الاقتصادي الصيني خلال الفترة القادمة بسبب العديد من التحديات التي يواجهها، وقد أرجعت سبب خفض توقعاتها لمعدلات نمو الاقتصاد الصيني، إلى المشكلات التي تواجه الصين في قطاع الاستثمار العقاري وكذلك حالة عدم الثقة التي تشهدها الصين من جانب الشركات الاستثمارية بسبب عدم اليقين في القرارات السياسية والاقتصادية، بجانب المشكلات السياسية والاقتصادية الأخرى.  

 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

       

الجريدة الرسمية