رئيس التحرير
عصام كامل

توسيع البريكس صفعة على وجه الغرب.. انضمام مصر والدول المحورية يعيد رسم الخريطة السياسية في الشرق الأوسط

قمة بريكس، فيتو
قمة بريكس، فيتو

صفعة على وجه الغرب وأمريكا، هكذا يمكن وصف ما حدث في قمة بريكس الأخيرة التي أقرت تغييرات سياسية واقتصادية ستنعكس قريبا على منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، بعد إقرار انضمام مصر والسعودية والإمارات وإيران، بالإضافة إلى إثيوبيا.

قمة مجموعة البريكس

واستضافت جنوب إفريقيا علي مدار ثلاثة أيام قمة مجموعة البريكس في نسختها رقم 15، وأسفرت عن إعلان دعوة 6 دول جدد للانضمام إلي عضويتها بدءًا من 1 يناير 2024 ليزداد بذلك عدد الدول الأعضاء إلى 11 عضوا، بعدما كانوا 5 أعضاء فقط، روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا  في خطوة تهدف لتوسيع عضوية المجموعة لتصبح تكتل اقتصادي كبير.

Advertisements

ومن جانبه قال الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية: إن انضمام دول من الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة ومصر لمنظمة بريكس هو انعكاس لتغيرات سياسية كبيرة أهمها خروج دول المنطقة من عباءة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية.

 وأضاف: إن العالم وليس الشرق الأوسط فقط سيشهد تغييرات كبرى خلال الفترة القادمة خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش فترة ما قبل السقوط سياسيا واقتصاديا، وكذلك أوروبا التي تعيش مرحلة ما قبل التفكك، منذ خروج بريطانيا من الاتحاد وتولي حكومات يمينية مقاليد الحكم في القارة العجوز، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تعاني منها دول الغرب

وأكد سعد الزنط أن السعودية والإمارات أدركتا أنهما يمتلكان قوة اقتصادية كبيرة، ولديهما دور أكثر تأثيرا في المنطقة والعالم، لذلك قررتا الخروج من العباءة الأمريكية، والبحث عن تحالفات جديدة تتمكن من لعب هذا الدور من خلالها، وهذا ما يمكن تحقيقه من خلال الانضمام لمجموعة البريكس.

تغير تجاه أمريكا

وأشار الزنط إلى أن الدليل على التغير في سياسة السعودية والإمارات تجاه أمريكا، ظهر من خلال رفض العديد من الإملاءات والضغوطات التي سعت واشنطن لفرضها عليهما، مثل زيادة إنتاج النفط وإنشاء تحالف عسكري مع إسرائيل لضرب إيران، وبدلا من ذلك أصبح هناك سعي لتطبيع العلاقات مع طهران بوساطة صينية، الأمر الذي شكل ضربة قاصمة لنفوذ واشنطن في المنطقة.

وأوضح مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية أن مسالة انضمام إيران لمجموعة بريكس هو نكاية في دول الغرب، مؤكدا أنه يستغرب هذا القرار، نظرا لأن الأيديولوجية الإيرانية مازالت تحمل العداء لدول السنة.

وشدد سعد الزنط على أن الشرق قادم وبقوة خاصة مع وجود الصين القوة الاقتصادية الثانية إن لم تكن هي الأقوى في العالم، بجانب وجود روسيا التي تمثل قوة عسكرية ضخمة استطاعت الصمود في حربها ضد أوكرانيا، والدعم الكبير الذي قدمه لها حلف الناتو، وأشار إلى أن خطوة ضم دول مثل السعودية والإمارات وإيران شكل قوة اقتصادية كبيرة لبريكس، وأصبحت المجموعة تتحكم في قرابة ٨٠ % من النفط العالمي.

واستطرد إن الصين وروسيا استطاعتا زيادة نفوذهما في مواجهة دول الغرب وأمريكا من خلال زيادة عدد الدول الأعضاء في مجموعة بريكس، وبذلك يمتد نفوذهما لجميع مناطق العالم، متوقعا أن تصبح الدول الأعضاء في المجموعة خلال العام القادم ٤٥ دولة

قارة إفريقيا

وقال الزنط: إن بريكس تركز في خطواتها القادمة على تعزيز نفوذها داخل القارة الإفريقية، وظهر ذلك من خلال ضم ٣ دول محورية في القارة السمراء وهي جنوب إفريقيا ومصر وإثيوبيا، ودعم مشاريع استثمارية ضخمة في القارة،  لتضييق المناطق على النفوذ الأمريكي والأوروبي هناك، وعدم السماح لهم بالسيطرة على موارد إفريقيا.

وحول المشاريع التي ستدعمها مجموعة بريكس في إفريقيا، أكد الزنط أنه يستبعد قيام المجموعة بدعم مشاريع صناعية في القارة، مؤكدا أنها ستطور البنية التحتية والأسواق التجارية بهدف عرض منتجاتها في القارة السمراء خاصة أن الصين تعتبر أكبر شريك تجاري لدول إفريقيا.

 وتابع الزنط إن الأسواق التجارية الحرة التي تسعى بريكس لتنفيذها في إفريقيا هدفها الاستفادة من المواد الخام الوفيرة المتواجدة في القارة السمراء مثل المعادن والأخشاب والذهب والبترول، وذكر مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية أن أحد أهم أسباب قبول عضوية مصر في البريكس أنها بوابة منفذ المنتجات من وإلى إفريقيا

وفي السياق ذاته، قال محمد الجزار، الباحث في الشأن الإفريقي إن زيادة عدد أعضاء مجموعة بريكس يمنح روسيا فرصة لتخفيف ضغط العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الغرب، وذلك من خلال الالتفاف عليها وكسرها عن طريق زيادة معدلات التعاون مع شركائها الجدد بالبريكس.

 في إطار جماعي وكذلك تعزيز تواجدها في الشرق الأوسط، والقيام بدور أكبر في المنطقة وتسوية أزماتها بما يصب في مصالحها الخارجية.

وأكد محمد الجزار أن انضمام الأعضاء الـ 6 الجدد لمنظمة بريكس سيحدث تغييرا سياسيا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط، خاصة علاقة إيران مع الدول العربية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستعزز وتقوي الاتفاقات التي أبرمتها السعودية والدول العربية مع إيران، الأمر الذي يدفع نحو التهدئة في منطقة الشرق الأوسط المتوترة.

ونوه إلى أن انضمام إيران والسعودية والإمارات لبريكس في وقت واحد، سيحسم الكثير من النقاط الخلافية بينهم، وسينعكس ذلك على الأزمة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، مؤكدا أن هناك بعض النقاط التي ستظل عالقة بينهم، من بينها الخلاف الإماراتي الإيراني حول الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران، والدعم المقدم لحزب الله في لبنان، وكذلك الدعم الإيراني لميليشيات الحوثي في اليمن،  والتدخل في سوريا والعراق، والملف النووي الذي لا يزال مزعجا لدول الخليج.

ويرى الجزار أن قبول إيران في عضوية البريكس يعد بمثابة مكافأة لها، بعدما عززت علاقاتها الاقتصادية مع الصين خلال الفترة الماضية، وموافقتها على إقامة شراكة أمنية وعسكرية عميقة مع روسيا.

 وأكد الباحث في الشؤون الإفريقية أن انضمام السعودية والإمارات إلى بريكس سيفتح لهما الباب لزيادة نفوذهما في إفريقيا، وخاصة منطقة شرق القارة  والقرن الإفريقي بحكم التقارب الجغرافي مما قد يزيد من آفاق التعاون بينهما، وبين دول القارة السمراء، وخاصة في مجال الاستثمار بقطاع الموانئ بعد نجاح شركة موانئ دبي في الاستثمار بالعديد من موانئ القارة الأفريقية.

وأكد الجزار أن مجموعة بريكس ستجعل هناك دور خليجي أكثر فعالية لتسوية الأزمات السياسية المندلعة في القارة الإفريقية، وعلي رأسها الصراع المسلح في السودان والانقسام السياسي في ليبيا، والحرب علي الإرهاب في الصومال، بل وكذلك السعي إلي تسوية عادلة لأزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، خاصة بعد زيارة محمد بن زايد لأديس أبابا.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)،  تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم،  أسعار الدولار،  أسعار اليورو،  أسعار العملات،  أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد،  أخبارالمحافظات،  أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي،  الدوري الإيطالي،  الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا،  دوري أبطال أفريقيا،  دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية