رئيس التحرير
عصام كامل

قمة كامب ديفيد.. مخلب قط أمريكي في وجه الصين وكوريا

أمريكا والصين، فيتو
أمريكا والصين، فيتو

تعرف الولايات المتحدة الأمريكية كيف تخلق مخلب قط فى وجه منافسيها الذين يشكلون خطرا عليها، فى أصعب التحديات نجحت واستطاعت خلق ظهير لها سواء حليف أو شريك فى المصالح ينوب عنها فى الصدام وقيادة معاركها.

آخر مظاهر هذه الثقافة الأمريكية قمة كامب ديفيد بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية المقامة فى ولاية ماريلاند الأمريكية التى أسست لتحالف جديد على غرار الناتو ولكنه موجه لأسيا وشبه الجزيرة الكورية.

Advertisements

القمة الثلاثية 

تقول الدكتورة نادية حلمى، الخبيرة المصرية فى الشئون السياسية الصينية والآسيوية وأستاذة العلوم السياسية بجامعة بنى سويف، إن اجتماع الرئيس الأمريكى جو بايدن بكل من رئيس الوزراء اليابانى فوميو كيشيدا ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك فى قمة ثلاثية تعقد لأول مرة قد تعنى وضع الدولتين الآسيويتين فى مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.

أضافت أن القمة تشكل أيضًا استعراضًا للقوة وكشف التحركات الأمريكية لإعادة رسم خارطة التحالفات الدولية فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ أو الإندو-باسيفيك لمواجهة كوريا الشمالية.

واستكملت: تعتبر قمة كامب ديفيد نقطة فاصلة فى الأمن الآسيوى، فرغم تعقيد جدول أعمالها وما يعكسه من أجواء مشحونة إقليميا وعالميا، إلا أن حكومات الدول الثلاث المشاركة فى تلك القمة تعمل على توفير شروط نجاحها من خلال الاتفاق على عقد العديد من الاجتماعات الثلاثية رفيعة المستوى بين صناع السياسات الخارجية والدفاعية والأمنية والاقتصادية.

ولفتت إلى أن القمة بمنزلة عهد جديد فى التعاون الثلاثى لاسيما أنها الأولى من نوعها بين زعماء الدول الثلاث والحدث الدبلوماسى الأول منذ قمة كامب ديفيد للسلام فى الشرق الأوسط عام ٢٠١٥.

وأكدت أن القمة تسعى لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية بإنشاء دفاعات قوية مشتركة لاكتشاف وردع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والأنظمة العسكرية الهجومية الأخرى، فضلًا عن مناقشة تشديد العقوبات الاقتصادية على بيونج يانج لتحديها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مع تأكيد قمة كامب ديفيد على ضرورة دعم النظام الدولى القائم على قواعد فى مواجهة كوريا الشمالية.

استطردت أستاذة العلوم السياسية: مع أن هناك قضايا أخرى سواء اقتصادية وسياسية، وفق أجندة طموحة، لكن الأمن يبقى هو الخيار الأول لقمة كامب ديفيد، وسط وضع جيوسياسى عالمى مليء بالمخاطر، وهذا سبب الاتفاق بين قادة الدول الثلاث على فتح خط ساخن ثلاثى جديد وإجراء تمارين عسكرية منتظمة وعقد قمم ثلاثية سنوية، لإضفاء الطابع المؤسساتى على تحركاتهم.

قمة كامب ديفيد والخطر الصينى

لم تقف قمة كامب ديفيد عن مشكلات كوريا الشمالية، بل امتدت إلى التشاور فى كيفية كبح نفوذ الصين، وتقييد مناوراتها العسكرية المنتظمة فى المنطقة، وخاصة حول جزيرة تايوان التى تقول بكين إنها جزء لا يتجزأ من أراضيها.

تقول «حلمى» إن الضغوط التى تمارسها الصين أدت إلى تدهور كبير فى مستوى التأييد لها فى اليابان وكوريا الجنوبية، المتحفظتين تقليديا أكثر من الولايات المتحدة فى تصريحاتهما.

أشارت نادية حلمى إلى أن قمة كامب ديفيد تأتي كركيزة لتوفير الأساس لقوة ردع نووى أمريكى مع حلفائها ضد التهديد الصينى أو الكورى الشمالى وفق السياق العام لها، مع وجود توجه أمريكى يابانى كورى جنوبى لإنشاء حلف بضمانات استراتيجية، حيث يشكل الاعتداء على أحد أطرافه اعتداءً على الباقين، بما يجعله أقرب إلى مشروع "ناتو آسيوى" قيد الإعلان.

الصين من ناحيتها ترى أن هناك حدودًا لما يمكن أن تحققه قمة كامب ديفيد، إذ تعتبر كوريا الجنوبية مترددة فى مواجهة الصين، لا سيما أنها أكبر شريك تجارى لها، لكن فى المقابل يخلق القلق المتزايد لكوريا الجنوبية من تصاعد النفوذ الصينى مجالًا لتعاون ثلاثى أكبر مع أعداء بكين.

حسب «حلمي» تحاول الصين تبنى عدد من المبادرات التنموية والاقتصادية والدبلوماسية الجديدة فى إطار مبادرتها للحزام والطريق بمنطقة آسيا، بهدف محاصرة وتقييد النفوذ الأمريكى مع التشديد الصينى على أحقيتها فى السيادة على المناطق البحرية المتنازع عليها فى بحر الصين الجنوبى بمواجهة اليابان وكوريا الجنوبية، لذا أجرت مناورات كبيرة قرب مضيق تايوان للتأكيد على سيطرتها على مناطق نفوذها الإقليمية.

من جانبه قال الخبير فى الدراسات الدولية الدكتور أشرف سنجر، إن قمة كامب ديفيد تعد "ناتو آسيويا"، لافتا إلى أن واشنطن تسعى إلى محاصرة الصين من خلال التضييق عليها والتكثيف من تصدير المشكلات إليها.

معدلات البطالة

وأوضح سنجر أن الآلام التى تسببها أمريكا للصين اتضحت آثارها بشدة، لافتا إلى تزايد معدلات البطالة بفعل سحب الاستثمارات الأمريكية من بكين، مشددا على أن التضييق الاقتصادى أعقبه تضييقات من خلال التحالفات العسكرية والاستراتيجية، مضيفا: "أمريكا تسعى لإنهاك الصين حتى لا تتحد مع روسيا وتهدد الهيمنة الأمريكية".

وتابع خبير السياسات الدولية: "الولايات المتحدة فى الوقت الحالى تركز على تحدياتها مع الصين وروسيا"، مشددا على أن واشنطن استخدمت الحرب الأوكرانية، حتى تثبت لبكين أن ما يحدث فى كييف مع روسيا من الممكن أن يحدثها معها أيضًا حال شروعها فى غزو تايوان.

واستطرد: فى تحليلات السياسات الدولية لا مكان للعواطف أو المشاعر، موضحا أن الولايات المتحدة بما تملكه من قدرة إنفاق دفاعى تتجاوز الـ 800 مليار دولار تقوم بإعادة رسم السياسات الدولية عن طريق تدشين تحالفات إقليمية بسياسات استفزازية ناجحة.

واختتم: الولايات المتحدة نجحت فى جر التنين الصينى إلى معركة استنزاف اقتصادى، وإذا لزم الأمر سيكون هناك مرحلة استنزاف عسكرى دون إقحام جندى أمريكى واحد، بل قد يكون أستراليا أو تايوانيا أو يابانيا أو من كوريا الجنوبية، فالولايات المتحدة تدير ولا تنخرط.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)،  تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم،  أسعار الدولار،  أسعار اليورو،  أسعار العملات،  أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد،  أخبارالمحافظات،  أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي،  الدوري الإيطالي،  الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا،  دوري أبطال أفريقيا،  دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية