رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات نجاح مؤتمر السعودية لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية

بوتين وزيلينسكي،
بوتين وزيلينسكي، فيتو

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، في تصريحات خاصة لفيتو تعليقا على  الاجتماع المزمع عقده في السعودية في أغسطس الجاري بشأن السلام في أوكرانيا: في الواقع مؤتمر السلام المقرر أن تستضيفه المملكة العربية السعودية حول أوكرانيا يأتي في سياق الجهود السعودية والمحاولة لإحداث حلحلة في الأزمة الروسية الأوكرانية والحرب المستعرة منذ أكثر من عام ونصف، وتأتي أيضا في السياق الدور السعودي حيث تم دعوة الرئيس زيلينسكي خلال القمة العربية  التي استضافتها السعودية العام الماضي  في محاولة  للسعودية بتبني سياسة الحياد الايجابي  وأنها منفتحة علي كل الأطراف سواء روسيا او أوكرانيا أو الدول الغربية.

Advertisements

وتابع الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية: "ـعتقد أن هذا المؤتمر يأتي في محاولة او يستهدف بالأساس  تهيئة البيئة السياسية أمام الأزمة لكنه لن يقدم حلول او مقترحات، وربما سيدعو الأطراف المباشرة روسيا وأوكرانيا إلى  الانخراط في تسوية سياسية تبدي الي حل سياسي  توافقي يراعي مصالح الجانبين ".

وأشار إلى مشاركة دول كأوروبا وأمريكا  وكذلك دول عربية واسيوية لأن هناك الآن مصلحة سواء للسعودية أو للدول المختلفة من إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية التي  أدت إلى تداعيات سلبية في الاقتصاد العالمي  وعلى الدول المختلفة خاصة ارتفاع أسعار الطاقة وأسعار الغذاء عالميا.

ولفت الي أن هناك محاولات عديدة لمحاولة دفع الطرفين الي المفاوضات  رغم انها باءت بفشل في الفترات السابقة خاصة  ان كل  المبادرات التي طرحت سواء الصينية او الافريقية الاخيرة  لم تنجح في إحداث اختراق حقيقي رغم أن بعض الأطراف أبدت تجاوبًا وذلك لأمرين الأول أن طرفي الأزمة مازال يراهن علي  الحل العسكري  لفرض الحل السياسي  وأن الدول الغربية تقوم بدعم أوكرانيا بشكل غير محدود في الاسلحة  وهو دعم عسكري نوعي من اسلحة  وطائرات ودبابات وحتى ذخائر عنقودية  محرمة  دوليا مثلما قامت أمريكا بتزويد أوكرانيا ، فهي  رسالة واضحة انها تستهدف  الحرب ومن ثم استنزاف روسيا في أوكرانيا.

 الأمر الثاني:  أن اوكرانيا ومن ورائها الغرب طرحوا شروط تعجيزية لأي مفاوضات قبل ان تبدأ مثل انسحاب روسيا كاملا من شرق أوكرانيا، ومحاكمة المسؤولين العسكريين  الروس بجرائم حرب  وهو ما رفضته روسيا مما أدى الي فشل كل المبادرات السابقة.

واستكمل: في اعتقادي قبل ان نعول كثيرا علي أن يساهم مؤتمر السلام في السعودية في انهاء الحرب  أو إحداث إختراق كبير  لكنها اقل يمثل خلخلة في حالة الجمود  السائدة في الأزمة نظرا لعدة اعتبارات أولا دور السعودية  وثقلها الاقتصادي  والسياسي المهم ومجال أمن الطاقة إضافة الي علاقاتها المتميزة والمهمة مع أطراف الأزمة،  أما العامل الثاني وجود دعم دولي  وربما ترحيب دولي بهذا المؤتمر وخاصة من جانب أوكرانيا، وروسيا ايضا ابدت انفتاحها علي هذا التفاوض لكن يظل المعضلة التفاوض وفق اي مرجعيات  واي شروط، فروسيا تعتبر ان الاقاليم الاربعة التي سيطرت عليها  في اوكرانيا هي اراضي روسيا أجرت بها استفتاءات وبالتالي  اصبحت جزءًا من السيادة الروسية ولن تتنازل عنها  واوكرانيا لن تقبل بذلك ومن ثم يظل هناك تناقض وتضاد ما  بين رؤية روسيا  واوكرانيا للمفاوضات والسلام وتظل العقبة تحول  دون تقديم التقدم.

ولا يمكن القول ان السعودية ستنجح في ايجاد او فرض  حل، لكن يمكنها وضع جدول زمني لدفع الطرفين لمحادثات غير مباشرة  وغيرها من الاحتمالات،لكن تظل هناك عقبات وتحديات كبري في ظل  استمرار الجانبي ورهانهم علي الحل العسكري خاصة ان امريكا والغرب يضغطان علي  اوكرانيا وزيلينسكي لتبني سياسات متشددة تجاه روسيا، وفي نهاية المطاف يمكن القول بأنها خطوة اضافة الي الخطوات السابقة.

وقبل عدة ايام أكد أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، عقد اجتماع في السعودية قريبا لمستشاري الأمن القومي من عدة دول بشأن خطة أوكرانية مقترحة للسلام مع روسيا.

 اقرأ ايضا: «أفريقيا - روسيا» تحالف من أجل البقاء.. خبراء: القارة السمراء الخاسر الأكبر من تراجع موسكو عن اتفاق تصدير الحبوب.. والدول الفقيرة تعلق آمالها على نتائج القمة

 

وقال يرماك عبر حسابه على موقع “تويتر” إن كييف تعمل الآن على إشراك أكبر عدد ممكن من الشركاء الدوليين في الاجتماع المزمع، مشيرا إلى أن اجتماعا مماثلا كان قد عُقد في كوبنهاجن في يونيو الماضي.

وفي وقت سابق اليوم، أكد مستشار وزير الخارجية الأوكراني يفهين ميتنكو، انفتاح كييف على كل مبادرات السلام، مشيدا بدور السعودية في مواصلة تقديم مبادرات للسلام، معربا عن  أمله في الوصول لوجهة نظر موحدة في المحادثات المقبلة، متوقعا تأكيد مشاركة عدة دول بمحادثات جدة خلال يومين.

 وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” أفادت بأن السعودية ستستضيف محادثات تتعلق بأوكرانيا تشارك فيها كييف ودول غربية ودول نامية رئيسية من بينها الهند والبرازيل، في أوائل أغسطس الجاري.

وأضافت الصحيفة، نقلا عن دبلوماسيين مشاركين في المناقشات، أن الاجتماع المقرر في مدينة جدة السعودية يومي 5 و6 أغسطس، سيضم مسؤولين كبارا من حوالي 30 دولة.

جدير بالذكر انه في 27 فبراير الماضي، قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الشكر للسعودية على دعم السلام في أوكرانيا وسيادتها، واستقبل الرئيس الأوكراني وقتذاك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مقر الرئاسة بالعاصمة كييف.

وجدد الأمير فيصل بن فرحان خلال ذلك الاستقبال التأكيد على حرص المملكة ودعمها لكافة الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة (الأوكرانية - الروسية) سياسيًا، ومواصلتها جهودها للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها.
كما التقى الأمير فيصل بن فرحان خلال تلك الزيارة وزير خارجية أوكرانيا ديميترو كوليبا، وجرى خلال اللقاء، مناقشة مستجدات الأزمة في أوكرانيا، مع التأكيد على دعم المملكة لكل ما يسهم في خفض حدة التصعيد وحماية المدنيين والسعي الجاد نحو الحلول السياسية التفاوضية، ودعم كافة الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سياسيًا.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)،  تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم،  أسعار الدولار،  أسعار اليورو،  أسعار العملات،  أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد،  أخبارالمحافظات،  أخبارالسياسة، أخبارالحوادث،  ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي،  الدوري الإيطالي،  الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا،  دوري أبطال أفريقيا،  دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


 

الجريدة الرسمية