رئيس التحرير
عصام كامل

ألا يستحق أن يطلق اسمه على محطة مترو!

أتعجب من إغفال جهود المهندس سليمان متولي أيقونة النقل والمواصلات والاتصالات في مصر لأكثر من 20 سنة، عمل خلالها وزيرًا مع 10 رؤساء وزارة؛ فلم يتم إطلاق اسمه على أى محطة مترو أنفاق؛ رغم أن هذا المرفق الحيوي وُلِد على يديه ، متخطيًا ما واجهه من اعتراضات شديدة وقتها حتى أن محافظ القاهرة رفض الفكرة من أساسها قائلًا “على جثتى”..

 

معللًا رفضه بأن مسار مترو القاهرة يعوم على بحيرة مياه جوفية تهدد المشروع كله بالفشل، ونسى أن التكنولوجيا الحديثة تعزل مسار المترو عن أي مياه جوفية أو غيرها.. والحق أننا ينبغي أن نعيد النظر في إعادة اسم الرئيس مبارك لمحطة مترو رمسيس، لكون هذا المشروع الحضاري العملاق نشأ في عهده وبدعم منه.. وهذا إنصاف  للتاريخ قبل أن يكون إنصافًا للرئيس مبارك نفسه!

Advertisements


سليمان متولى "إكسبريس النقل" في مصر كما يحلو للبعض أن يطلق عليه؛ هو أول من أدخل خدمة التليفون المحمول.. والسنترالات الحديثة للمحروسة.. وقد غيّبه الموت عن عالمنا عن عمر يناهز التسعين عامًا.. تاركًا سجلًا حافلًا بالعطاء والإنجاز.

 فقد شغل عددا من المناصب الحكومية، بداية من ضابط مهندس بسلاح المهندسين بالقوات المسلحة مرورًا بعمله مديرا للمكتب الفني لوزير المواصلات منذ عام 1956 حتى 1960، ثم وكيل هيئة النقل النهري من 1961 حتى 1967، ثم مدير عام مؤسسة النقل الداخلي، ورئيس مؤسسة الطرق والكباري.

أشهر وزير نقل


عرفته عن قرب وزيرًا ذا همة عالية يحب عمله ويتفاني فيه مخلصًا لأداء مهامه.. وعرفه الناس  كأشهر وزير للنقل والمواصلات، وربما طغت شهرته على من خلفه في هذا المنصب.. لكن الناس ربما لا يتذكرون أنه كان قبل ذلك وزيرًا للدولة للحكم المحلى، ووزيرًا للدولة لشئون الأزهر، ووزيرًا للدولة للشباب والرياضة، ووزيرا للمتابعة والرقابة، ووزيرًا للإعلام، ومحافظًا لبنى سويف ثم محافظا للمنوفية، ثم وزيرًا للنقل من عام 1980 حتى 1999.


في عهده جرى شراء قطار التوربيني، وإنشاء كوبري السلام، كما جرى إطلاق المرحلة الأولى لمترو الأنفاق (حلوان- رمسيس).. وقبيل مغادرته لوزارة النقل تم إصدار أول شبكة للمحمول في مصر، في أواخر التسعينيات.


سليمان متولى كان وزيرًا فريدًا؛ يجمع بين خصال الوزير السياسي الفاهم الذي يعرف مقتضيات منصبه والوزير التكنوقرطي الكفء الذي يعرف تفاصيل أعمال وزارته دون أن يغرق فيها، محجوبًا عن الرأي العام وهموم المواطن الحقيقية.. 

 

كان -رحمه الله- يتابع بدأب دون كلل أو ملل تنفيذ المشروعات بجولات ميدانية واجتماعات متواصلة مع مرءوسيه، لمتابعة معدلات الإنجاز في مشروعات ضخمة تمت فى عهده، فى مجالات النقل البحرى والسكك الحديدية والمترو والطرق والكبارى والموانئ البرية والمطارات، والاتصالات.. 

 

كان مكتبه خلية نحل لا تهدأ، مزدحمًا بمساعديه ورؤساء الهيئات، فى عهده نشأت أكبر شبكة طرق فى مصر، وأدخل القطار التوربينى السريع الخدمة، ونفذ مشروع ازدواج خط سكة حديد الصعيد، وأنشأ خطًا يربط ميناء سفاجا مع قنا، وأنشأ مترو الأنفاق، وأدخل خدمات التليفون المحمول لمصر، وأنشأ مئات السنترالات فى القرى، وحقق طفرة فى مجال الاتصالات.

 


رحم الله الوزير سليمان متولى أشهر وزير نقل ومواصلات واتصالات عرفته مصر.. والسؤال بعد كل هذا الجهد.. ألا يستحق سليمان متولى أن نطلق اسمه على أي محطة مترو في مصر التي خدمها بإخلاص؟!

الجريدة الرسمية