رئيس التحرير
عصام كامل

خسرنا بطولة.. لكننا كسبنا فريقا واعدا نال احترام العالم!

منتخبنا الأولمبي نجوم فوق العادة بفضل مدرب كفء يعرف كيف يختار عناصر فريقه بعناية ويوظف كل لاعب في مكانه الصحيح حتى حقق نجاحا مبهرا خطف إعجاب العالم في نهائي أفريقيا تحت ٢٣ سنة رغم خسارته أمام المغرب بفارق هدف وحيد.


كانت خسارة بطعم الفوز.. خسرنا بطولة لكننا كسبنا فريقا واعدا وتوليفة محلية قادرة على إحراز البطولات إذا أحسنا الإعداد وتولى المهمة أكفاء.


كما كسبنا احترام العالم، وأظهر شبابنا، بما أبدوه من روح عالية وتنظيم جيد وتمسك بالأمل حتى آخر لحظة في عمر المباراة، المعدن الحقيقي للمصريين الذين تصهرهم الشدائد والمحن، وتخرج أفضل ما فيهم من طاقة تنتصر للحياة وتقهر المستحيل وتبني المجد وتصنع الخلود.   

Advertisements


ورغم ما صاحب المباراة من ظروف صعبة بعد طرد لاعب مؤثر جدًا في منتخبنا وضغط الجمهور المغربي المتحمس لفريقه.. لكن فريقنا بقيادة مديره الفني البرازيلي القدير روجيرو ميكالي الذي أدار النهائي باقتدار بالغ حتى خرجت المباراة بصورة هى الأروع فنيًا للكرة المصرية..  

أداء بطولي لمنتخب الأولمبي

حيث بادر أبطالنا بالتسجيل، وفرضوا أسلوبهم على المباراة بأداء غاية في الإتقان والإبداع والروح الجماعية التي عوضت النقص العددي، لولا هفوات دفاعية سمحت بتقدم الفريق المغربي بفارق هدف واحد.. لكن المدرب الواعي استطاع -رغم كل الظروف- أن يجعل أداء لاعبينا المحليين يفوق نظراءهم المحترفين بالفريق الخصم.


روح اللاعبين والتزامهم بتعليمات مديرهم الفني طوال مباريات البطولة عوض فارق الجودة، ومنح الأمل العريض بأننا نستطيع تعويض الفارق في كل مجال متى التزمنا بقواعد صارمة وتحلينا بالروح العالية والمثابرة والأمل والإصرار والعزم الذي لا يلين حتى بلوغ المراد.


ورغم خسارة النهائي فإنها كانت بطعم الفوز؛ ذلك أن أبناء مصر باتوا حديث القارة الإفريقية والعالم ومحط الإعجاب والاحترام، وزرعوا فينا الأمل بأن القادم أفضل، وأن هذا المنتخب يمكنه- إذا حافظنا عليه ونجحنا في تنمية وتطوير عنصره وإضافة مزيد من المتميزين- أن يحرز مزيدًا من البطولات والإنجازات.. 

 

ويكفينا أن مصر استحوذت على نصيب الأسد في التشكيل الأفضل لبطولة أمم أفريقيا تحت 23 سنة باختيار 4 من شباب الفراعنة ضمن التشكيل المثالي للقارة السمراء، وهذا دليل على قوة منتخبنا وجدارته واستحقاقه للقب الوصيف، وفي رأيي أنه البطل الحقيقي للبطولة.


وكان طبيعيًا بعد هذا الأداء البطولي لمنتخبنا أن ينتاب المدرب البرازيلي ميكالى حزن عميق لخسارة كأس أفريقيا؛ فاللاعبون كانوا أبطالا على قدر المسئولية وقدموا ملحمة كروية ولو أنهم فازوا لكان ذلك عدلًا لقاء ما بذلوه من جهد جهيد على مدى 120 دقيقة هي عمر المباراة والإكسترا تايم.

 


قال ميكالي في المؤتمر الصحفي بعد المباراة: "كانت مباراة كبيرة جدا، سيطرنا عليها منذ البداية أداء ونتيجة إلى أن تم طرد لاعب من فريقنا، واستطعنا المواصلة رغم النقص العددي، ولعبنا بشكل جيد وسيطرنا بعض الوقت، وذلك جعلنا نشعر بأننا حققنا جزءًا كبيرًا من هذه البطولة، وكنا نستحق أفضل من ذلك بكثير..

فهناك أمور حدثت في المباراة ليس لها علاقة بكرة القدم، ولا يمكن أن نتحدث عنها بشكل مباشر.. مبروك للمغرب التنظيم والبطولة.. ولكن أحيانا التحكيم لا يكون على ما يرام".
وللحديث بقية غدا إن شاء الله.

الجريدة الرسمية