رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بقر مجاني!

وحشتنا اللحمة ومذاق مرقة اللحمة! نراها الأن في قوائم الأسعار، دخلت تصنيف الاربعمائة جنيه، وذلك يذكرنا بكلمة مصرية قديمة شهيرة اسمها الظفر. كان المصريون في المواسم فقط يأكلون الظفر، دكر بط.اوزة.لحمة. وكان يوم أكل الظفر يشبه فرحة المرء بالحصول على مكافأة لم تكن في الحسبان.


ومع استعادة ذكريات أكل اللحوم، كنت أتصفح الصحف العالمية ومنها الجارديان وتليجراف، فصدمنى وهزني الخبر التالي: وزارة الزراعة في حكومة ايرلندا تبحث إعدام ٢٠٠ الف بقرة حلوب! لماذا يريدون إعدام بقر بهذا العدد المهول الهائل، بينما أمم مثلنا تفتقد مذاقها منذ شهور وربما سنوات؟ المطلوب إعدام هذه البقرات -ال ٢٠٠ الفا- لأنها تتجشأ!

Advertisements


تجشؤ البقر الايرلندي بأعداده الوفيره ينتج عنه غاز الميثان، وغاز الميثان يضر بالبيئة. سبب جوهرى لتغير المناخ بشكل درامي في ايرلندا، وبالتالي لابد من وقف التجشؤ الجماعي لسبعة ملايين ومائتى الف بقرة، حفاظا علي المناخ! عدد الابقار هذه يفوق عدد السكان، خمسة ملايين تقريبا، فهنالك إذن وفرة في اللحوم وفي الالبان ومنتجاتها ومشتقاتها من زبدة وقشطة وأجبان وغيرها.

إعدام البقر الايرلندى


حين تضطر حكومة مسئولة واعية إلى اتخاذ قرار خطير من هذه النوعية الدموية، فلابد أن تكلفة الخسائر الناجمة عن التغير المناخي في ايرلندا أعلى من عوائد لحوم والبان وزبدة دبلن، العاصمة. على اية حال ؛ وحيث أن حكومتنا مطلعة طول الوقت على الدنيا ومافيها من أحداث وقرارات، فإننى اتوقع، أو اقترح، سرعة التواصل مع حكومة ايرلندا وابلاغها أن تعفي نفسها من مشقة إعدام هذه الأبقار..

 

وأن تترك مهمة التخلص منها لنا خصوصا أن عملية الاعدام ستكلف دافعي الضرائب هناك مايزيد علي ٦٠٠ألف يورو، ونظن ان هذا الاقتراح سيعد معروفا، وصفقة بلا مقابل، نحصل بها علي بقرات مذاق لحومها مختلف لأنه من أجود المراعي في ايرلندا الزراعية.
 

ليس هذا الأمر هزلا ولا يمكن أن يكون، فقرار الإعدام للبقر بسبب التجشؤ الجماعي وانتشار غاز الميثان، ملزم لايرلندا باعتبارها عضوا في الاتحاد الاوربي، يتعين عليها وقف الانبعاثات الضارة بالبيئة والمسؤولة عن تغير المناخ، وهو الأمر الذي يقاومه ويرفضه منتجو الألبان، وأصحاب المزارع.

 


لكن المعلومة الصادمة الإ قليلا حقا هي أن الاعدام سيكون علي ثلاث سنوات، يعني أكثر قليلا من ٦٥ألف راس كل سنة. رقم لا بأس به، ويمكن اعتباره بداية تعامل، بل يفتح باب البحث عن دول مماثلة عندها بقر كثير يتجشأ ويغير المناخ ونعرض عليها اعدامه بطريقتنا المصرية...فتة وهبرة ورشة توم محمرة!

Advertisements
الجريدة الرسمية