رئيس التحرير
عصام كامل

هل تصبح أصالة صوت مصر.. ولاعزاء لأنغام وشيرين؟!

دارت ومازالت في الأيام القليلة الماضية معركة حامية الوطيس وصراع ملتهب عبر البرامج ووسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، بين المطربتين أنغام وشيرين عبد الوهاب عنوانه من أحق بلقب صوت مصر؟


ولا أحد يعرف السبب وراء طرح هذا الموضوع القديم الجديد في هذا التوقيت بالذات؟ وما الفائدة منه؟ واعتقادي أنها محاولة متجددة ومتكررة لإلهاء الناس عن الأوضاع الصعبة التي يعانون منها في كافة مجالات الحياة خاصةً الاقتصادية منها! والمثير للدهشة أن كل منهما حشدت جميع أسلحتها المشروعة وغير المشروعة وكتائبها الإلكترونية لحسم الصراع لمصلحتها وللظفر باللقب المراوغ والمنشود!

Advertisements

 

ونسيت أن مثل هذه الألقاب الشرفية الرفيعة قيمتها الحقيقية وعظمتها تكون عندما يمنحها الجمهور للفنان، أو حينما تأتي من كاتب أو ناقد كبير أو من جهة رفيعة المستوى والمكانة، تقديرًا لنجاح وتاريخ وتفرد ونبوغ هذا الفنان في مجال معين من مجالات الفن، ولا يكاد يكون لهذا اللقب أي بريق أو أهمية عندما يخلعه الفنان على نفسه فجأةً وبدون مقدمات أو أسباب موضوعية!


 كوكب الشرق أم كروان الشرق؟

للألقاب تاريخ طويل ومثير مع الفن والفنانين في مصر منذ أوائل القرن الماضي حتى الآن، ولكن مع فارق مهم هو أن معظم الألقاب زمان كانت تمنح من الجمهور أو من كتاب أو إعلاميين كبار وكانت عن استحقاق وجدارة رغم أنها بالأساس شرفية وليست رسمية، من أشهر هذه الالقاب.. كوكب الشرق التي أطلقه المذيع الكبير كروان الإذاعة محمد فتحي على أم كلثوم..

 

كروان الشرق وهو اللقب الذي منحه الشاعر الكبير كامل الشناوي لفايزة أحمد، السندريلا الذي نعت به الصحفي اللبناني الكبير محمد بديع سربية سعاد حسني، فنان الشعب - سيد درويش، موسيقار الأجيال- محمد عبد الوهاب، دلوعة السينما - شادية، سمراء الشاشة - مديحة يسري - الملك - فريد شوقي، العندليب الأسمر- عبد الحليم حافظ، الساحر محمود عبد العزيز.. 

 

الزعيم عادل إمام، الشحرورة - صباح، عميد المسرح العربي - يوسف وهبي، مارلين مونرو الشرق - هند رستم، نجمة الجماهير - نادية الجندي، نجمة مصر الأولى- نبيلة عبيد، أما في السنوات الأخيرة فصارت سداح مداح فكل من هب ودب يهب لنفسه اللقب الذي يريده بلا ضابط أو رابط.. مثل نمبر وان لمحمد رمضان، آميرة الشاشة ل إيمان العاصي، باشا مصر لأمير كرارة، السندريلا اللقب الذي تصر دوللي شاهين على أن يسبق اسمها حاليًا! إلخ.. 

 

وأخيرا صوت مصر الذي تتنازعه أنغام وشيرين بل وظهرت أصوات أخرى مثيرة للدهشة تتزعمها شام ابنة المطربة آصالة ترى أن المطربة السورية هي الأحق بهذا اللقب الرفيع لامتلاكها تاريخ فني أكبر وأقوى من الأخريتين على حد زعم هذه الأصوات! والتي وغيرها تتناسى أصوات عظيمة أخرى مثل آمال ماهر ومي فاروق التي لمعت بقوة في الآونة الأخيرة وصارت من مطربات الصف الأول.

 

لا أنغام ولا شيرين

لا خلاف على الموهبة الكبيرة والمتفردة التي تتمتع بها كل من المطربتين أنغام وشيرين وأنهما من أفضل الأصوات على الساحتين المصرية والعربية منذ سنوات عديدة، وأن كل واحدة منهما تمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة في مصر والوطن العربي، تم صناعتها عبر تاريخ جيد من النجاحات والإبداعات التي لا يمكن إنكارها بأي حال من الأحوال..

 

وأن لكل منهما طريقة وأسلوب خاص جدًا في الغناء يختلف تمامًا عن الأخرى، ورصيد لا بأس به من الأغاني الوطنية التي هي من المسوغات الأساسية لمن تحمل لقب صوت مصر وهو اللقب الذي حازته الراحلة الكبيرة شادية بعد عدد من الأغاني الوطنية كان من أهمها يا حبيبتي يا مصر، فلأنغام أغاني وطنية ناجحة منها.. معنى الوطن، مصر بتكبر، الصورة كاملة، بلدي التاريخ، متجمعين، كما هو الحال لشيرين بأغاني مثل.. عاشت مصر، مشربتش من نيلها وهي أشهرهم، بلدي، جنودنا رجالة..


وأنغام أبرز مايميزها إحساسها العالي المتدفق أما شيرين فتتفوق في الكاريزما والقبول أكثر وقد يرى كثيرون أن جماهيريتها أعلى من أنغام ولكن الأحداث الأخيرة ومشاكلها وسقطاتها المستمرة وإساءاتها لنفسها ولبلدها أكثر من مرة، سحبت كثيرًا من رصيدها ومن جمهورها، في حين أن أنغام مازالت تحافظ على مكانتها ورصيدها بذكائها وقوة شخصيتها.. 

 

ومن ثم لا تمتلك أي من الإثنتين عوامل تفوق حاسمة على الأخرى، ولهذا أرى أن لقب صوت مصر لم يحسم بعد لأيًا من الإثنتين حتى الآن وأن كل منهما لم تقدم مايشفع لها لنيل هذا اللقب الشرفي المرموق فمازال أمام كل منهما الكثير من النجاحات والاستمرارية وتقديم مزيد من الأغاني الوطنية الملهمة والمحفزة..

 

 

مثل يا حبيبتي يا مصر لشادية وأغاني عبد الحليم ووردة وغيرهما من نفس النوعية، وقد تعود مرة أخرى صاحبة الصوت الأقوى والأكثر غزارة في غناء الأغاني الوطنية آمال ماهر بعد سنوات التجميد التي تعيشها! أو تستمر الرائعة مي فارق في مشوار التألق والإبداع الكبير الذي بلغ ذروته مؤخرًا فتخطف اللقب الذي أرى أن الجمهور هو صاحب الحق الوحيد والأصيل في منحه للفنان ولا أحد غيره؟!

الجريدة الرسمية