رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تعليق مشاركة الجيش السوداني في مفاوضات جدة، رسالة تحذيرية من واشنطن، وهذا موقف الأطراف الدولية من استمرار الاشتباكات

مستقبل غامض ينتظر
مستقبل غامض ينتظر السودان بعد تعليق المفاوضات، فيتو

صدمة هائلة أحدثها إعلان الولايات المتحدة، والسعودية،

تعليق مفاوضات جدة لإحلال السلام في السودان، بعد فشل الدولتين في إقناع  طرفي الصراع بالالتزام بالهدنة التي تم الاتفاق عليها.

وجاء إعلان الجيش السوداني عن تعليق مشاركته في المفاوضات، ليكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير  في  المفاوضات التي كانت دائرة  على قدم وساق.

أيضا فقد فشلت العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية التي اتخذتها الولايات المتحدة في إجبار الطرفين على التوقف عن انتهاك الهدن.

Advertisements

أصوات تعالت من هنا وهناك بضرورة تحرك الاتحاد الأفريقي للتدخل في النزاع المسلح الذي اندلع منذ منتصف شهر أبريل الماضي، وأسفر عن تشريد مئات الآلاف، وسقوط ما  يقارب ربع المليون.

بينما  نادى آخرون بضرورة تطبيق المعايير التي استخدمها الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا على السودان.

 

عقوبات على طرفي النزاع في السودان

وقد رأى محللون وخبراء أن فرض واشنطن عقوبات وقيودا على طرفي النزاع في السودان قدم رسالة تحذيرية بأنه لن يتم السكوت على الاستمرار في النزاع وارتكاب التجاوزات والانتهاكات من أي طرف.

لكنهم في الوقت ذاته اتفقوا على أن هذه العقوبات لن تترك أثرا مباشرا على النزاع، ولن تدفع الطرفين للرجوع إلى طاولة المفاوضات أو الالتزام بمطلب وقف إطلاق النار، مبدين تخوفهم من السيناريوهات المتوقعة نتيجة هذه المستجدات.

اقرأ أيضا: السودان: واشنطن والرياض تعلنان تعليق محادثات جدة

وفي الوقت الذي تواجه فيه محادثات وقف إطلاق النار في السودان خطر الانهيار بعد قرار تعليقها، فرضت الولايات المتحدة قيودا على التأشيرات؛ تشمل مسؤولين من الجيش السوداني والدعم السريع، كما فرضت عقوبات على شركات مرتبطة بهما اتهمتها بتأجيج الصراع في السودان.

وأيا ما كانت مواقف كل من السعودية والولايات المتحدة، فإن الاستمرار في النزاع لن يتم السكوت عليه، لكن المفاوضات التي تقودها الدولتان لا تكفي لوقف النزاع، بل يجب تدخل أطراف  دولية وإقليمية أخرى، مثل مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي.

كما أن الإجراء التحذيري لن يكون كافيا، والاقتصار على العقوبات لن يكون حلا مفيدا لحمل الطرفين على الرضوخ والاستماع للمطالب الدولية، وتنفيذ ما يمكن تنفيذه للمضي قدما لواقع أفضل.

وربما يرجع موقف الجيش لحسابات ربما تتعلق بشعوره بأن ساعة الحسم قد اقتربت، ومن ثم فهو يريد الاستمرار في المواجهات من ناحية، ورفع الغطاء الأخلاقي عن الطرف الآخر من ناحية أخرى، عبر اتهامه بارتكاب تجاوزات على الأرض.

قدرة الجيش على الحسم العسكري ممكنة، لكن التكلفة ستكون باهظة جدا على صعيد الضحايا المدنيين.

اقرأ أيضا: أول تعليق من البيت الأبيض على قرار الجيش السوداني بتعليق مشاركته في محادثات جدة

إن السيناريو الأسوأ هو ما يعيشه السودان الآن من حرب مفتوحة في ظل توقف كل الجهود والهدن، وتداعيات ذلك ستكون مأساوية على الشعب السوداني.

تعليق مفاوضات السلام

وكان بيان مشترك بين كل من الولايات المتحدة والمملكة السعودية، قد أعلن عن تعليق مفاوضات السلام في جدة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع.

النزاع في االسودان، فيتو

وانتقد البيان بشدة أفعال طرفي الصراع في السودان واتهمهما بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار وعرقلة جهود الإغاثة والتهدئة.

إلا أن البيان أشار إلى استمرار التواصل بين الدولتين الراعيتين للمحادثات، الولايات المتحدة والسعودية، وطرفي النزاع من أجل بناء الثقة واستئناف المفاوضات.

 

عقوبات دبلوماسية واقتصادية

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات دبلوماسية واقتصادية على طرفي الصراع في السودان يوم الخميس، وجددت دعمها للشعب السوداني وحرصها على إنهاء الصراع والسعي إلى تأسيس حكومة مدنية.

اقرأ: عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات في السودان

وفرضت واشنطن عقوبات على شركات اتهمتها بتأجيج الصراع في السودان، وشددت الضغط على الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بغية وقف المعارك الدائرة في الخرطوم ومناطق أخرى.

وأوضحت وزارة الخزانة الأمريكية أنها استهدفت شركتين ذات صلة بالجيش، بما في ذلك أكبر مؤسسة دفاعية في البلاد، وشركتين ذات صلة بقوات الدعم السريع، بما في ذلك شركة تورطت في تعدين الذهب.

انتهاك الهدن، فيتو

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لصحفيين، طلب عدم ذكر اسمه: "لن نتردد في اتخاذ خطوات إضافية، إذا استمر الطرفان في تدمير بلدهم".

وأضاف المسؤول: "استهداف الشركات ليس رمزيا على الإطلاق"، وقال إن الإجراءات تهدف إلى تضييق الخناق على الأطراف من أجل عدم الوصول إلى أسلحة وموارد تسمح لهم بمواصلة الصراع.

وأدى الصراع، الذي اندلع في 15 أبريل الماضي، إلى مقتل المئات، كما دفع ما يزيد على 1.6 مليون شخص إلى الفرار وتحويل المدن الثلاث، الخرطوم وأم درمان وبحري، إلى منطقة حرب.

 

انتهاك اتفاق الهدنة 

وقال سكان إنهم سمعوا دوي نيران مدفعية ثقيلة في شمالي أم درمان، وإطلاق نار متقطع في جنوبي بحري، على الرغم من اتفاق الهدنة الذي من المقرر أن ينتهي مساء السبت.

وقال نادر أحمد، البالغ من العمر 49 عاما، في حي الثورة في مدينة أم درمان: "نشعر برعب من أصوات المدفعية الثقيلة حولنا، المنزل يهتز، أين هو وقف إطلاق النار هذا الذي نسمع عنه؟"

كما استمرت الاشتباكات بالقرب من سوق في جنوبي الخرطوم، وقُتل نحو 19 شخصا وأصيب 106 أشخاص يوم الأربعاء، بحسب عضو في لجنة أحياء محلية.

 

 محادثات جدة

وبدأت الولايات المتحدة والسعودية جهودا تهدف إلى تأمين وقف فعّال لإطلاق النار من خلال محادثات جدة، على الرغم من انتهاك الطرفين اتفاقات سابقة للهدنة.

وقالت الرياض وواشنطن في ساعة متأخرة مساء الخميس إنهما علقتا المحادثات بعد يوم من إعلان الجيش السوداني تعليق مشاركته.

 

وتعد العقوبات، أول إجراءات عقابية تُفرض بموجب أمر تنفيذي وقعه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في مايو، وتستهدف أكبر مؤسسة دفاعية في السودان، "منظومة الصناعات الدفاعية"، التي قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها تحقق عائدات تصل إلى نحو ملياري دولار، وتقوم بتصنيع أسلحة ومعدات أخرى للجيش السوداني.

كما فرضت عقوبات على شركة الأسلحة "جياد"، التي تُعرف أيضا باسم "سودان ماستر تكنولوجي".

 

شراء مركبات لقوات الدعم السريع

وفرضت واشنطن عقوبات على مجموعة "الجنيد"، وهي على صلة بالدعم السريع، وقالت إنها متورطة في تعدين الذهب، ويسيطر عليها قائد ميليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، وشقيقه، وكذلك شركة "تريديف" للتجارة العامة، التي قالت إنها شركة واجهة يسيطر عليها شقيق آخر. وهي متورطة في شراء مركبات لقوات الدعم السريع.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن بلاده فرضت قيودا على التأشيرات استهدفت عددا من الأفراد في السودان، من بينهم مسؤولون في الجيش وقوات الدعم السريع وقادة كانوا في حكومة عمر البشير، الذي أطيح به قبل أربع سنوات. ولم يُكشف بعد عن أسماء الأشخاص الذين استهدفتهم قيود التأشيرات.

اندلعت اشتباكات خارج الخرطوم في مدن رئيسية في إقليم دارفور غربي البلاد، وقالت جماعة حقوقية إقليمية إن نحو 50 شخصا قُتلوا الأسبوع الماضي في مدينة الجنينة في أقصى غربي البلاد، والتي انقطعت عنها الاتصالات منذ ما يزيد على عشرة أيام.

وأضافت الجماعة الحقوقية أنه في مدينة أخرى في دارفور، زالنجي، تعرضت المستشفى والجامعة لأعمال نهب، وأن الناس قُتلوا "بشكل عشوائي".

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

Advertisements
الجريدة الرسمية