رئيس التحرير
عصام كامل

رجال اللحظات الخطرة.. بطولات المسعفين لإنقاذ حياة المصابين.. التدريب على الثبات الانفعالي والتدخل الحاسم لإنقاذ حياة الناس أبرز السمات.. وتصنيف خطورة الإصابات فى الحوادث الكبرى

الإسعاف، فيتو
الإسعاف، فيتو

لحظة ينتقل فيها الإنسان من الأمان إلى الخطر، ومن السلامة إلى التهديد، وقتها يبحث عن أول يد تمد له العون، يتأمل فيهم الخير ويسلمهم نفسه لأنه لا يملك خيار آخر، وفرق الإسعاف المصرية تكون فى أوقات كثيرة هى تلك اليد التى عليها أن تتعامل مع الحوادث وتنقذ المصابين وتسلّم الأمانات إلى أهلها وفوق كل ذلك، تفعل ذلك بأعصاب هادئة تمكّنها من التصرف وكم من حالات فريدة وغريبة قابلها هؤلاء.

ولذلك كانت حكاويهم لـ"فيتو" لا تكفيها الأسطر، وإن كان يمكن أن تسلط الضوء عليهم بشكل كافٍ، كما يوضح المسعف محمود محمد، صاحب واقعة العثور على ٢ مليون جنيه أثناء عمله، إذ أوضح أنه كان يعمل فى بداية تخرجه فى صفوف التمريض فى أقسام قسطرة القلب والطوارئ ثم انتقل للعمل كمسعف لإنقاذ حياة المصابين.

Advertisements

وأضاف لـ"فيتو" أن المسعفين يحصلون على تدريبات مكثفة توفرها هيئة الإسعاف المصرية لتدريبهم على أحدث البروتوكولات العلمية فى إسعاف المصابين والجديد فيها، خاصة التدريب على الثبات الانفعالى فى أصعب الأوقات، للقدرة على التعامل مع المصابين وتقديم الإسعافات الأولية لهم، كما يتم التدريب على مناورات للحوادث الكبرى ومتابعة توقيت الوصول الحادثة ومدى جاهزية سيارات الإسعاف.

ويستكمل حديثه بأن كثيرًا ما يجد المسعفين أمانات بمبالغ طائلة مع المصابين ويتم تسليمها، إما لذويهم بعد التأكد منهم أو المستشفى أو قسم الشرطة، مؤكدا أن روح الإنسان المصاب هى الأهم لدى المسعف وبعد تقديم الإسعافات الأولية له والتأكد من وضعية المصاب ودرجة الوعى يتم البحث عن الأمانات قائلا: "لا يمكن خيانة الأمانة لأنها خيانة للدين والبلد"، وجنيه مثل مليون جنيه وقد قمت من قبل بالعثور عدة مرات على مبلغ ٢ مليون جنيه ومرة ثانية مبلغ ٤٠ ألف جنيه ومرة ثالثة مبلغ ٥٠٠ ألف جنيه فواتير مستحقة الدفع مع أحد المصابين وتم تسليمها كلها، ويتم التأكد من شخصية من يتسلم الأمانة وإذا لم يكن المصاب معه مرافق يحرر محضر فى الشرطة تسليم أمانات.

الحالات الحرجة

وعن أكثر الحالات التى يتم التعامل معها وتساعد الإسعافات الأولية فى إنقاذها، المصابون فاقدو الوعى ولديهم مشكلة فى التنفس يتم التعامل معهم من خلال فتح مجرى الهواء وإنقاذ حياتهم.

وقال: "طبيب الطوارئ وجه لى الشكر على ما تم فعله مع أحد المصابين وفتح مجرى الهواء وإنقاذ حياته".

وتابع: "فور نقل أي مصاب نستمر فى عمل الإسعافات الأولية له حتى لو ظاهريا توفى، فلا يمكن للمسعف أن يجزم أن مصاب توفى ولا يتوقف عن الإسعافات الأولية حتى يصل للمستشفى لأن المسعف ليس منوط به أن يقرر الوفاة بل الطبيب.

تحديات العمل

أما عن التحديات التى يواجهها المسعفون يقول المسعف محمود، أبرز العقبات أنه لا يوجد وعى لدى الناس بطبيعة عمل الإسعاف وأن مهمة المسعف هى إنقاذ المصاب، بالتالى يجب على الأهالى اتباع ما نقوله مثل عدم تحريك أي مصاب لأن ذلك قد ينتج مضاعفات خطيرة، إضافة إلى أن المسعفين يتعرضون فى بعض الأحيان إلى اعتداءات بدنية ولفظية كما أن الناس لا تترك المسعف يقوم بعمله ولا يدركون أنه يجب إجراء الإسعافات الأولية أولا قبل حمل المريض ونقله.

وأضاف أنه فى الحوادث الكبرى التى يوجد بها عدد كبير من المصابين يتم التعامل مع الأكثر خطورة ثم الأقل بعد تصنيف الحالات، موضحا أن أول سيارة تصل الحادثة تصنف المصابين وهى آخر سيارة تغادر مكان الحادثة ويوجد ألوان لتصنيف الحالات.

ويروى أنه أجرى إسعافات أولية لمصابين لديهم نزيف فى المخ، وآخرين ارتجاج فى المخ وساهمت الإسعافات فى إنقاذ حالتهم لحين وصولهم للمستشفى ووجه لهم رئيس هيئة الإسعاف الدكتور عمرو رشيد الشكر قائلا: "رفعتوا راسنا".

واختتم حديثه بأن المسعفين لديهم التدريب الكافى لحالات ولادة السيدات أثناء نقلهم للمستشفى إذا تعرضوا لذلك بشكل مفاجئ واضطر المسعف للتعامل.

أمراض المهنة

من ناحية أخرى، يقول المسعف إسلام محمد سالم، مُنقذ أحد العاملين بمقر إنشاءات جديدة بعد سقوطه على ارتفاع ٨ أمتار فى بئر ضيقة، ما جعل مهمته تبدو مستحيلة لكنه فى النهاية أنقذه وأجرى له الإسعافات الأولية قبل نقله للمستشفى.

إسلام يقول لـ"فيتو"، إن أبرز الصعوبات التى تواجههم هى الوصول لأماكن البلاغات إذا كانت فى منطقة سكنية مزدحمة فمثلا عند الإبلاغ عن حادث لمصاب بأزمة قلبية يسكن فى منطقة شعبية نجد صعوبة فى الوصول ويتهمنا الأهالى بالتأخير ولكن ظاهرة "التكاتك والميكروباص" تصعب من وصول سيارات الإسعاف لأى مصاب فى منطقة مزدحمة.

أيضًا من الصعوبات، تعرض مئات المسعفين للإصابة بالانزلاق الغضروفى، لأن كثيرا منهم يضطرون لحمل المرضى والمصابين من أدوار مرتفعة فى المنازل بالمناطق الشعبية التى ليس بها مصاعد كهربائية وليس لديهم من يحملهم فيضطر المسعف والسائق لحمل المريض، خاصة إذا كان مريض لا يمكنه الحركة.

وأضاف لـ" فيتو" أن من يُصاب بالانزلاق الغضروفى ويضطر لإجراء جراحة يتحول عمله إلى أعمال بسيطة ويترك عمله كمسعف.

وحول طبيعة عملة، يوضح “إسلام” أن عملهم لا يتوقف عند نقل المصابين إلى المستشفى، بل يجب التأكد من توفر مكان له وأن المستشفى بها التخصص الذى تحتاجه الحالة وإلا يتم نقله لمستشفى آخر، وفى الحوادث الكبرى يجب التحرى من صدق البلاغ فيها حتى يتحرك لها عدد كبير من السيارات.

وأكمل أن الحوادث الكبرى التى يكون فيها عدد كبير من المصابين، تُصنف الحالات الخطرة والمستقرة وتقيمها أول سيارة تصل الموقع، وبعد ذلك تسعف الحالات مباشرة، لأنه قد يوجد مصاب يقف على قدميه ولديه نزيف فى البطن إصابة داخلية تأخذ وقت عند ظهورها ثم يسقط أرضا.

وأشار إلى أن أغلب الحالات التى يتعاملون معها خطرة سواء إصابات الرأس أو كسر الجمجمة أو ارتخاء فى اللسان أو المعروف ببلع اللسان أو الأزمات القلبية وما يفعله المسعف يمكن أن تنقذ هؤلاء المرضى، واختتم حديثه بأبرز مشكلة وهى مواجهة أشخاص يلقون بأنفسهم أمام السيارة الإسعاف فور وصولها، والبعض يصر على حمل المصاب بنفسه أو إجبار المسعف على حمله فور وصولهم، وهؤلاء لا يدركون أن أي حركة بسيطة للمصاب يمكن أن تسبب شلل رباعى أو شلل نصفى له.

-------------------------------------

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية