رئيس التحرير
عصام كامل

اقتصاد سلفى!

قبل أن يتسرع البعض بعد قراءة هذا العنوان ويتصور أنه مقصود به ما تبناه البعض من وصف للاقتصاد بالإسلامي في غمرة فرض الصبغة الدينية على كل شىء في الحياة، أنبه أن مقالنا هذا يقصد بعنوانه أمرا آخر مختلف تماما وهو الجمود الفكرى لدى مؤسسات اقتصادية دولية الذى جعلها تتبنى دوما وصفات ثابتة لا تتغير أو تتبدل أوتتصرف لأى تنقيح في مواجهة مشاكل اقتصادية متغيرة ومختلفة!

 
إن جوهر المنهج السلفى الذى يحاول إخضاعنا له السلفيون يتمثل في إستعادة واستحضار ما عشناه من قبل.. ويبدو هذا بكل وضوح في التمسك باحياء دولة الخلافة الاسلامية، أى شكل قديم من أشكال الدولة التى كان يحكمها أمير يعتبر نفسه خليفة الله في الأرض وعلى الناس طاعته والخضوع لأوامره وتعاليمه.

 

وهذا جوهر السلفية الاقتصادية أيضا والتى يتبناها خبراء اقتصاد.. فهم لديهم وصفة ثابتة لا تتغير لأى اقتصاد يتعرض للمتاعب، علاج لكل مرض اقتصادى مثل شربة عّم محمود التى لا تعالج فقط الدود وإنما كل الأمراض.

 

وهذه الوصفة تتضمن من بين بنودها تخفيضا دوما للعملات الوطنية للوصول إلى ما يسمى السعر العادل لها، غير مكترثين بتداعيات هذا التخفيض على المواطنين الذين يواجهون بعدها موجات غلاء لا قبل لهم بها، وعلى قدرات الدولة على الانتاج الذى تزيد تكلفته أيضا.

 

 

ورغم أن هذه الوصفة لم تكن فعالة في انقاذ اقتصاديات عانت من المشاكل والازمات إلا أن هذه المنظمات الدولية لم تتخلص من سلفيتها بعد.. بينما لدينا مثال واضح يجسمه الاقتصاد الروسى الذى رغم معاناته من العقوبات الاقتصادية التى أفرط الغرب فى فرضها عليها فإن روسيا استطاعت أن تحمى عملتها من الانخفاض وأن تحمى مواطنيها من غلاء كبير.

الجريدة الرسمية