رئيس التحرير
عصام كامل

شارل عقل: لم أتصور فوز "أحمر لارنج" بجائزة ساويرس.. ودار النشر هي صاحبة المبادرة (حوار)

خلال تسلم الجائزة،
خلال تسلم الجائزة، فيتو

الرواية تدور حول عالم صناعة الموسيقى وتتعرض لحياة العازفين ومتعهدى الحفلات 
 

أرفض أي تقييد لحرية الإبداع والفن
 

المشهد الموسيقى تغير حاليا كثيرا عما كان عليه قبل ١٢ عاما
 

من الصعب إلزام جميع المطربين والفرق بمصاحبة عازفين فى حفلاتهم 
 

فكرة الفرقة الأوركسترالية بشكلها النمطى القديم لن ترجع مرة أخرى
 

لم أكن أتصور حصد الرواية المركز الأول لفرع شباب الأدباء
 

محتوى الرواية يميل لنوع التجريب ولغتها وأسلوبها غير تقليدى 
 

موسيقى "الهيب هوب" دخلت السوق وسيطرت عليه بشكل شبه كامل


حفلات المواطنين لم تنته فى الأحياء الشعبية بالقاهرة والجيزة والصعيد
 

العمل يتناول فترة التغيير فى المشهد الموسيقى بعد ظهور اليوتيوب.. وهذه رحلتى فى صناعة الموسيقى

 

فى أول عمل روائى له تمكن الكاتب شارل عقل من حصد جائزة ساويرس الثقافية فى فرع الرواية لشباب الأدباء، وذلك عن روايته «أحمر لارنج»، والصادرة عن دار الكرمة للنشر والتوزيع، حيث أكد أنه لم يكن يتوقع حصدها خاصة أن الدار هى من قامت بترشيح الرواية للجائزة.


وأجرت «فيتو» حوارا مع شارل عقل تطرق للعديد من الملفات أبرزها عالم صناعة الموسيقى والذى تناوله الكاتب فى روايته الفائزة، وتجربته التى مر بها خلال تواجده فى هذا المجال.

 

*بداية.. حدثنا عن روايتك الفائزة أحمر لارنج والمحاور الرئيسية التى تناولتها؟


فى الحقيقة قصة الرواية تدور حول عالم صناعة الموسيقى وتتعرض لحياة كثير من العاملين فى ذلك المجال سواء كانوا عازفين أو منظمى ومتعهدى حفلات أو قائمين على مسارح كانت تقدم حفلات غنائية فى وقت ما.


والرواية تعطى نظرة عامة على الوسط الموسيقى ومرحلة التغيير أو التطور كيفما جاءت فيها فى الفترة من بين عامى ٢٠٠٦ وحتى عام ٢٠٠٩ والنقلة التكنولوجية فى ذلك العالم والتى حدثت كما يقول العديد من النقاد مع ظهور موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب.


وكيف أثر ذلك على العاملين فى ذلك الحقل وكيف ظهرت فى ذلك الوقت العديد من الفرق المستقلة بشكل كبير للغاية ثم انحصارها شيئا فشيئا، شعرت أن هذه اللحظة جديرة بالتأمل وطرح الرؤية حول ما حدث بعد ذلك.

*كنت مديرا لمسرح الجنينة بحديقة الأزهر.. احكِ لنا كواليس تجربتك فى تلك الفترة؟


بالفعل عملى كان مرتبطا بشكل أو آخر مع عالم الحفلات الغنائية وله علاقة مباشرة مع الحالة الموسيقية فى تلك الفترة، رأيت ذلك التغيير يحدث أمامى وأبصرت المشهد الموسيقى وانفجاره من خلال الفرق الموسيقية التى ظهرت فى تلك الفترة.


ورأيت الطموحات الكبيرة للعاملين فى تلك الفترة ومشاهد الانسحاب من المجال سواء بسبب التطور فى الصناعة أو الانشغال بدائرة الحياة والعمل ومتطلبات الحياة وغيرها.


فترة التجريب والاهتمام بالموسيقى كانت مهمة جدا بالنسبة لى، رغم ابتعادى حاليا لكن المشهد الموسيقى تغير كثيرا فى الوقت الحالى عما كان عليه قبل ١٢ عاما.

*"أحمر لارنج" الرواية الأولى لك، كيف كانت الكواليس التى صاحبت مشاركتك بجائزة ساويرس والفوز بها؟


أما عن المشاركة فى جائزة ساويرس الثقافية فكان هناك متطلبات للمشاركة قامت بها دار النشر الصادر عنها الرواية، وعندما تواصلوا معى لمشاركة الرواية فى الجائزة وافقت على الفور أن تترشح الرواية.


لكن لم أكن أتصور أن تحصد الرواية المركز الأول لفرع شباب الأدباء، خاصة أن محتوى الرواية يميل أكثر إلى نوع التجريب كما أن لغتها وأسلوبها يختلف شيئا عن أسلوب الرواية التقليدى فى البناء والترابط بين أحداثها وهو الشكل المتعارف عليه للرواية.


أما عملى "أحمر لارنج" فهو يصنف رواية بشكل مجازى لأنها تتضمن تسلسل وقصص بشكل مختلف فكل فصل بها يتضمن حكاية قائمة بذاتها فى كل شيء.

*باعتبارك كنت أحد العاملين فى صناعة الموسيقى، ما رأيك فى المشهد الحالى؟


فى وجهة نظرى أن التطور والتغيير أمر طبيعي للغاية ومنطقى، وعلى الرغم أنه كان فى فترة عملى فى المجال تتواجد العديد من الفرق والعازفين ممن قاموا بدراسة الموسيقى قبل عملهم ويعبروا عن فنهم من خلال الآلات العديدة والمختلفة، لكن اختفائهم جاء تدريجيا بسبب تعرضهم للتفكك ودخول موسيقى الهيب هوب السوق وسيطرتها عليه بشكل شبه كامل.


ولا أقول إن المشهد فى السابق كان أفضل من المشهد الحالى، إطلاقا فأنا مقتنع ومؤمن بضرورة مواكبة العصر وتغيراته التكنولوجية لكن أقول إن الأمر فى السابق كان بصورة والآن اختلف فقط.

*هل قرار نقيب الموسيقيين بإلزام المطربين بتواجد عازفين فى الحفلات تسهم فى عودة بعض العاملين الذين تركوا الصناعة؟


دعنى أصارحك ومن وجهة نظرى لا يوجد أي شيء يضمن لك إلزام جميع المطربين والفرق بمصاحبة عازفين فى حفلاتهم، كما أنه لن يوجد أي نوع من الإلزام الإجبارى يتم على المطربين، وفكرة الفرقة الأوركسترالية بشكلها النمطى القديم لن ترجع مرة أخرى، فلن نرى عازفين من جديد وراء الفنان أو المطرب.


وأنا ضد أي تقييد لحرية الإبداع والفن ولابد من ترك آفاق الإبداع والتطور تواكبنا والبحث دوما عن الجديد فى عالم الصناعة حتى لا نكون بعيدين بشكل كبير عن العالم حولنا.

*بعد تركك مجال الموسيقى والحفلات، كيف كان شعورك وقتها وكيف تعاملت مع التحديات التى واجهتك؟


فى الحقيقة أن ذلك لم يحدث فجأة أو فى فترة قصيرة كذلك، بل إن تراجع عالم الحفلات والفرق بدأ تدريجيا، فكانت هناك علامات ومؤشرات تؤكد لى أن عملى فى ذلك المجال لن يستمر طويلا، وأن المشهد الموسيقى فى المستقبل لن يكون بحاجة لمتعهدين أو منظمين أو مسئولى مسارح وكيانات تدير الصناعة بشكل تقليدى.


وفى وجهة نظرى أنه رغم انقراض المسارح التقليدية بشكل كبير إلا أن حفلات المواطنين لم تنتهِ سواء فى الأحياء الشعبية بالقاهرة والجيزة، أو فى قرى ومحافظات الصعيد والتى دائمًا ما تشهد حفلات وسهرات غنائية مميزة، وكذلك الأمر فى الإسكندرية والمحافظات الساحلية كل وفق عاداته وأساليبه المتفردة.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية