رئيس التحرير
عصام كامل

المصريون‭ ‬فى ‭ ‬2023.. محدودو‭ ‬الدخل‭ ‬فى‭ ‬قبضة‭ ‬الغلاء.. وهذه روشتة‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي

محدودو‭ ‬الدخل‭ ‬فى‭
محدودو‭ ‬الدخل‭ ‬فى‭ ‬قبضة‭ ‬الغلاء

يستقبل‭ ‬المصريون‭ ‬عامًا‭ ‬جديدًا‭ ‬فى‭ ‬ترقب‭ ‬وحذر، والكثير من فئات الشعب المصري‭ ‬تضع‭ ‬أياديها‭ ‬على‭ ‬قلوبها‭ ‬خوفًا من المستقبل في ظل ‬تراجع‭ ‬قيمة‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬مقابل‭ ‬ارتفاع‭ ‬الدولار‭ ‬مما يضاعف‭ ‬هموم‭ ‬المصريين‭.

 ‬موجات‭ ‬الغلاء‭ ‬لا‭ ‬ترحم‭ ‬و تمضى‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسارعة،  ف‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والأساسية‭ ‬تخاصم‭ ‬المنطق‭ ‬وتضرب‭ ‬موعدًا‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬مع‭ ‬اللامنطق،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬رغيف‭ ‬الخبز‭ ‬وحتى‭ ‬ثمن‭ ‬الدواء‭،  و‬الأمور‭ ‬تبدو‭ ‬صعبة‭و ‬مخيفة‭. ‬فى‭ ‬المقابل‭ ‬لا‭ ‬تقف‭ ‬حكومة‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬صامتة‭ ‬مستكينة‭ ‬مستسلمة،‭ ‬ولكنها‭ ‬تحاول‭ ‬قدر‭ ‬إمكانياتها‭ ‬أن‭ ‬تجابه‭ ‬وتواجه‭ ‬هذا‭ ‬الشبح‭ ‬المفزع‭. ‬ربما‭ ‬تبدو‭ ‬المسؤولية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭.

 ‬ربما‭ ‬تبدو‭ ‬المجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مرتبكة‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬إيجابية‭ ‬تصب‭ ‬فى‭ ‬خدمة‭ ‬الفقراء‭

‬المبادرات‭ ‬الرئاسية‭ ‬تقف‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬لحماية‭ ‬الفقراء‭ ‬والمعدمين،‭ ‬ولولاها‭ ‬لزادت‭ ‬رقعة‭ ‬الفقر‭.. ‬وهنا‭ ‬يطرح‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬نفسه‭: ‬كيف‭ ‬يواجه‭ ‬المصريون‭ ‬العام‭ ‬الجديد؟‭ ‬وفى‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬تسعى‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬لوضع‭ ‬إجابات‭ ‬منطقية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬غير‭ ‬العبثي،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬التهوين‭ ‬أو‭ ‬التهويل،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الإثارة‭ ‬أو‭ ‬التعمية‭ ‬على‭ ‬الحقيقة‭.‬

محدودو الدخل
يدخل‭ ‬محدودو‭ ‬الدخل‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬وهم‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬والخوف؛‭ ‬بسبب‭ ‬جنون‭ ‬الأسعار‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يرحم،‭ ‬والذي‭ ‬يجتاح ‬كل‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬دون‭ ‬وعي،‭ ‬فماذا‭ ‬عساهم‭ ‬أن‭ ‬يفعلوا،‭ ‬وماذا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬تفعل؟

الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬علاء‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭  ‬يقول‭:  ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬لديه‭ ‬‮«‬بالونة‭ ‬سحرية‮»‬‭ ‬لمعرفة‭ ‬تاريخ‭ ‬محدد‭ ‬لانتهاء‭ ‬موجة‭ ‬الغلاء‭ ‬القائمة؛‭ ‬لأن‭ ‬الوضع‭ ‬العام‭ ‬يشهد‭ ‬موجة‭ ‬ضبابية،‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التذبذب‭ ‬فى‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬وعدم‭ ‬معرفة‭ ‬تسعير‭ ‬السلع،‭ ‬بجانب‭ ‬وجود‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أحدث‭ ‬فوضى‭ ‬فى‭ ‬التسعير‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمى،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬توقع‭ ‬استقرار‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬استقرار‭ ‬الوضع‭ ‬العالمى‭ ‬بجانب‭ ‬وضوح‭ ‬الحكومة‭ ‬فى‭ ‬السياسات‭ ‬المالية‭ ‬والضرائب.

‬مضيفًا‭ ‬لـ»فيتو‮»‬‭: ‬رفع‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬سيؤثر‭ ‬سلبيا‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد؛‭ ‬لأن‭ ‬الحكومة‭ ‬هى‭ ‬المدين‭ ‬الأول‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬بإجمالى‭ ‬5‭ ‬تريليونات‭ ‬جنيه‭ ‬تقريبا،‭ ‬وهذا‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬1‭% ‬فائدة‭ ‬يعنى‭ ‬دفع‭ ‬50‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬زيادة،‭ ‬وهذا‭ ‬يعنى‭ ‬وجود‭ ‬ألم‭ ‬شديد‭ ‬بالنسبة‭ ‬للجميع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الأموال‭ ‬المتاحة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬وغيرها،‭ ‬بجانب‭ ‬اضطرار‭ ‬الحكومة‭ ‬لرفع‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الخدمات‭.‬

الحماية الاجتماعية
من‭ ‬جانبه‭ ‬طالب‭ ‬هانى‭ ‬جنينة،‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬الحكومة‭ ‬بمراعاة‭ ‬محدودى‭ ‬الدخل‭ ‬ومن‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر،‭ ‬ووضع‭ ‬حماية‭ ‬اجتماعية‭ ‬لهم‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬المتغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المتسارعة‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬وما‭ ‬أحدثته‭ ‬الظروف‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬حادة،‭ ‬مضيفًا‭ ‬لـ»فيتو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬المواطنين‭ ‬ممن‭ ‬يمتلكون‭ ‬أوعية‭ ‬ادخارية‭ ‬عليهم‭ ‬استثمارها‭ ‬فى‭ ‬البورصة‭ ‬لأن‭ ‬الدولة‭ ‬الآن‭ ‬تدعم‭ ‬البورصة‭ ‬بقوة‭ ‬نتيجة‭ ‬طرح‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬الحكومية‭ ‬فى‭ ‬البورصة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬وجود‭ ‬احتمالية‭ ‬كبيرة‭ ‬لارتفاع‭ ‬الأسهم‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬بجانب‭ ‬إمكانية‭ ‬وضع‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬للاستثمار‭ ‬فى‭ ‬الذهب‭ ‬أو‭ ‬شراء‭ ‬شهادات‭ ‬ادخار‭ ‬فى‭ ‬البنوك‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬المرتفعة‭.‬

رئيس‭ ‬المنتدى‭ ‬الاستراتيجى‭ ‬للتنمية‭ ‬علاء‭ ‬رزق،‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى‭ ‬يقول‭: ‬هناك‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬الغلاء‭ ‬تضرب‭ ‬العالم،‭ ‬سواء‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الكبرى‭ ‬أو‭ ‬الناشئة‭ ‬مثل‭ ‬مصر،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬مصر،‭ ‬فالسبب‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬عجز‭ ‬فى‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة،‭ ‬وزيادة‭ ‬حجم‭ ‬الدين‭ ‬العام‭ ‬وهى‭ ‬أسباب‭ ‬منطقية‭ ‬لزيادة‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الدولار‭ ‬مقابل‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الكهرباء؛‭ ‬فالإنتاج‭ ‬الصناعى‭ ‬والزراعى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الكهرباء‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬مباشرا‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬التكلفة.

‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تستورد‭ ‬معظم‭ ‬السلع‭ ‬بالدولار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬حتى‭ ‬بالنسبة‭ ‬للسلع‭ ‬محلية‭ ‬الصنع،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬المصرى‭ ‬هو‭ ‬المسئول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬ضخ‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬لتوفير‭ ‬تلك‭ ‬السلع،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للاستهلاك‭ ‬تفوق‭ ‬بمراحل‭ ‬العرض‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭.‬

وأوضح‭ ‬‮«‬رزق‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬تتطلب‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬اقتصادى‭ ‬أكبر‭ ‬منها‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬صعب‭ ‬جدا،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬يعنى‭ ‬أننا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬اقتصادى‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬‮٨‬٪‭ ‬سنويا،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬فى‭ ‬غاية‭ ‬الصعوبة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تراجع‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬العالمى‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬2‭% ‬سنويا،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار،‭ ‬أسعار‭ ‬المنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬وتكلفة‭ ‬نقلها،‭ ‬بجانب‭ ‬بعض‭ ‬السياسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬عناصر‭ ‬فاسدة‭ ‬وغياب‭ ‬الرقابة،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬الأزمة‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬يكمن‭ ‬فى‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬بورصة‭ ‬للأسعار‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬السعر‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المخالفين،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مؤسسات‭ ‬قومية‭ ‬قوية‭ ‬وجهاز‭ ‬حماية‭ ‬للمستهلك‭ ‬يقوم‭ ‬بدوره‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأكمل‭ ‬كرقيب‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬مع‭ ‬تحديد‭ ‬هامش‭ ‬للربح،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬متبع‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬التى‭ ‬تمارس‭ ‬النظام‭ ‬الرأسمالي‭ ‬الحر‭ ‬مثل‭ ‬إنجلترا‭ ‬واليابان‭ ‬فهى‭ ‬تقوم‭ ‬بتحديد‭ ‬هامش‭ ‬ربح‭ ‬لبعض‭ ‬المنتجات‭ ‬مثل‭ ‬الملابس‭ ‬بـ20‭% ‬والسلع‭ ‬الغذائية‭ ‬25‭%.‬

وأكمل‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬أيضًا‭ ‬وجود‭ ‬منافذ‭ ‬حكومية‭ ‬أكبر‭ ‬لتوزيع‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬40٫000‭ ‬منفذ‭ ‬وسيارات‭ ‬كبيرة‭ ‬متنقلة،‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬المزيد‭ ‬ويبقى‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬هى‭ ‬الأساس‭ ‬الحاكم‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الغلاء‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬توفير‭ ‬السلع‭ ‬للمواطنين‭.‬

جودة الخدمات
وعن‭ ‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬قال‭ ‬“رزق”‭ ‬إن‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬دشّنت‭ ‬الدولة‭ ‬مبادرات‭ ‬مثل‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬ووضعت‭ ‬برنامج‭ ‬قومى‭ ‬لتطوير‭ ‬الريف،‭ ‬وبالتالى‭ ‬فهى‭ ‬قادرة،‭ ‬لكن‭ ‬ضرورى‭ ‬السعى‭ ‬نحو‭ ‬إدخال‭ ‬الحوكمة‭ ‬كشرط‭ ‬أساسى‭ ‬لتطوير‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬توافر‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬واستدامة‭ ‬التنمية‭.‬

واستطرد،‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬الحكومية‭ ‬تتطلب‭ ‬ضرورة‭ ‬السعى‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى،‭ ‬يأتى‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬ضرورة،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬رؤية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الصلابة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الصدمات،‭ ‬واستكمال‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مشروع‭ ‬الدلتا‭ ‬الجديد‭ ‬الذى‭ ‬يوفر‭ ‬ويضيف‭ ‬‮٢‬٫‮١‬‭ ‬مليون‭ ‬فدان‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬مصر‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬السعى‭ ‬نحو‭ ‬استكمال‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬بإضافة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬فدان‭ ‬إلى‭ ‬الأراضى‭ ‬التى‭ ‬تستخدم‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬الزراعة‭ ‬لنصل‭ ‬إلى‭ ‬17‭ ‬مليون‭ ‬فدان،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬لمصر‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭.‬

وعلى‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور عبد‭ ‬النبى‭ ‬عبد‭ ‬المطلب،‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬أن‭ ‬موجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬سوف‭ ‬تتوقف‭ ‬بمجرد‭ ‬استقرار‭ ‬سوق‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬فى‭ ‬مصر‭. ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬تذبذب‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬قيمة‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬أمام‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬سوف‭ ‬تستمر‭ ‬موجة‭ ‬الغلاء‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬الآليات‭ ‬التى‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬أحكام‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬السوق،‭ ‬فرغم‭ ‬ما‭ ‬تبذله‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬لتوفير‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬بأسعار‭ ‬مناسبة،‭ ‬فهى‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬هذه‭ ‬السلع،‭ ‬حتى‭ ‬داخل‭ ‬منظومة‭ ‬السلع‭ ‬التموينية،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬الزيت‭ ‬والسكر‭ ‬داخل‭ ‬المنظومة‭.‬

وعن‭ ‬التأثير‭ ‬السلبى‭ ‬لزيادة‭ ‬الدولار‭ ‬فى‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة،‭ ‬قال‭ ‬د‭.‬عبد‭ ‬النبى،‭ ‬إن‭ ‬انخفاض‭ ‬الجنيه‭ ‬يزيد‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬بنود‭ ‬الإنفاق‭ ‬المخصصة‭ ‬لسداد‭ ‬التزامات‭ ‬الديون،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬قيمة‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬يزيد‭ ‬أعباء‭ ‬أقساط‭ ‬وفوائد‭ ‬الدين‭ ‬الخارجى‭ ‬عند‭ ‬معادلتها‭ ‬بالجنيه‭ ‬مقابل‭ ‬الدولار،‭ ‬وكذلك‭ ‬سوف‭ ‬ترتفع‭ ‬مخصصات‭ ‬تمويل‭ ‬استيراد‭ ‬السلع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مثل‭ ‬القمح‭ ‬والزيوت‭ ‬كذلك‭ ‬سترتفع‭ ‬نفقات‭ ‬التزامات‭ ‬مصر‭ ‬نتيجة‭ ‬عضويتها‭ ‬فى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭.‬

وعن‭ ‬كيفية‭ ‬حفاظ‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬كالصحة‭ ‬والتعليم،‭ ‬قال‭ ‬“عبد‭ ‬النبى”،‭ ‬إن‭ ‬الدولة‭ ‬لديها‭ ‬خطة‭ ‬معلنة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬ورفع‭ ‬مستواه،‭ ‬حيث‭ ‬تحاول‭ ‬توفير‭ ‬التمويل‭ ‬المطلوب‭ ‬لإنشاء‭ ‬فصول‭ ‬جديدة‭ ‬تسهم‭ ‬فى‭ ‬خفض‭ ‬كثافة‭ ‬الفصول،‭ ‬كما‭ ‬تسعى‭ ‬الدولة‭ ‬لإضافة‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬فصل‭ ‬جديدة‭ ‬بتكلفة‭ ‬استثمارية‭ ‬15‭ ‬مليار‭ ‬جنيه،‭ ‬أما‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬توجيه‭ ‬مخصصات‭ ‬مالية‭ ‬تقدر‭ ‬بنحو‭ ‬5‭.‬1‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬لإنشاء‭ ‬وتطوير‭ ‬94‭ ‬مستشفى،‭ ‬و448‭ ‬ وحدة‭ ‬صحية‭ ‬ضمن‭ ‬التأمين‭ ‬الصحى‭ ‬الشامل‭.‬

وعن‭ ‬الخطوات‭ ‬الحكومية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬المؤشر‭ ‬العالمى‭ ‬للجوع‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬الأنظمة‭ ‬الغذائية،‭ ‬وأن‭ ‬التقدم‭ ‬العالمى‭ ‬فى‭ ‬مكافحة‭ ‬الجوع‭ ‬قد‭ ‬ثبت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ووفقا‭ ‬للتقرير،‭ ‬فإن‭ ‬آثار‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬المستمرة،‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وأزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬والحرب‭ ‬فى‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وتعطل‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد،‭ ‬وارتفاع‭ ‬وتقلب‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والأسمدة‭ ‬والوقود‭ ‬قد‭ ‬أضعفت‭ ‬بشدة‭ ‬الأنظمة‭ ‬الغذائية‭ ‬غير‭ ‬الكافية‭ ‬وغير‭ ‬المستدامة‭ ‬بالفعل‭ ‬فى‭ ‬العالم‭. ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬يتوقع‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬العالم‭ ‬ثالث‭ ‬أزمة‭ ‬غذائية‭ ‬عالمية‭ ‬فى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

نقلًا عن العدد الورقي..،

الجريدة الرسمية