رئيس التحرير
عصام كامل

صفوت الشريف فى ذكرى رحيله: كرسي الوزارة زائل لذلك حرصت على أن يكون ملكي

وزير الاعلام السابق
وزير الاعلام السابق صفوت الشريف،فيتو

مر عامان اليوم 13 يناير على رحيل وزير الإعلام السابق صفوت الشريف، تقلد العديد من المناصب الإعلامية وتقلد وزارة الإعلام سنوات طويلة حقق فيها إنجازات إعلامية متعددة، وتعرض فيتو بهذه الذكرى محطات من حياته.

يقول صفوت الشريف عن طفولته  :"نشأت في اسرة مصرية عادية جدا لكنها مترابطة لذلك جاءت طفولتى بعيدا عن العقد والمشاكل، ولدت في مدينة زفتى رغم أنى صعيدى، كانت أمى لي المثل والقدوة والأب والأم بعد رحيل الأب ونحن صغار بيتنا في زفتى كان يقع على النيل مباشرة واعتزازي بهذا المكان اثر في كثيرا منظر المراكب والمعديات ونداء المراكبية على بعضهم، بيئة جميلة أثرت في كثيرا، لذلك تجد الأثر واضحا فيما بعد أطلقت اسم النيل على المراكز في هيئة الاستعلامات فصارت مراكز النيل، ثم قناة النيل الدولية، ثم النايل سات".

وأضاف صفوت الشريف فى حواره مع مجلة نص الدنيا عام 2000: “انتقلنا الى القاهرة عندما التحق شقيقى الأكبر بالجامعة فسكنا بشارع ولى العهد بالعباسية، وكان الشارع ممرا لقادة الجيش الى معسكرات العباسية، وكانت هذه المشاهد تؤثر في بشكل كبير إلى الدرجة التي حلمت فيها ان أكون ضابطا بالجيش مثلهم”. 

وتابع:"انتقلنا الى مسكن بشارع رمسيس أمام الكاتدرائية لذلك كونت صداقات عديدة مع الأشقاء الأقباط حيث الكنيسة البطرسية فكنت دائم حضور الحفلات والاحتفالات داخل الكنيسة مما خلق جو السماحة في داخلي فلا افرق ابدا بين مسلم ومسيحى وكنت استمع الى أجراس الكنيسة كما استمع إلى الأذان، لقد عشقت الأمة في نسيج واحد ".

بداية العمل السياسي 

وقال:"كنت عضوا في الحزب الوطنى القديم ولم يتعد عمري 11 عاما، عندما انتقلت الى القاهرة حضرت اجتماعات حزب الوفد وحزب مصر الفتاة ولقاء الثلاثاء الذى كان يقيمه الإخوان المسلمين، وأيضا حضرت اجتماعات الشيوعيين، كما شاركت في مظاهرات الطلبة بالجامعة..كنت شديد الإعجاب بقضية ثورة 19 وسعد زغلول وكنت اذهب مع أصدقائي إلى مصطفى النحاس في بيته لنستمتع بطريقته في الحديث، لكن كرهت حزبين هما الأحرار والسعديين ولا اعرف لذلك سببا".

ذكريات الدراسة 

أضاف صفوت الشريف: “اذكر اني ألقيت كلمة في مدرسة فؤاد الأول قلت فيها: هذه الحكومة التي تقف على رجلين خشبيتين قد نخرهما السوس، رجل الأحرار الدستوريين ورجل السعديين، فتم القبض على مع بعض الأصدقاء واقتادونا إلى قسم الوايلى، ومازلت أذكر ذلك المخبر الذى نزع رجل الكرسى ليضربنى به على كتفى وأحدث به شرخا وهو يقول ”أى الرجلين توجعك اكثر “ في إشارة إلى كلمتى بالمدرسة ”.

وتابع:"التحقت بكلية العلوم بحكم مجموعى ولرغبة أسرتي التي كانت تريد ان أكون طبيبا حيث كان العلوم والطب كلية واحدة، رغبت الالتحاق بالحربية فعارضت أسرتى، ثم حولت الى كلية الحقوق كلية السياسة والمستقبل والوزراء، وعندما طلبت الكلية الحربية دفعة ثانية التحقت بها على الفور بعد اقناع شقيقى الأكبر ووالدتى، وفى نفس الوقت انتسبت لكلية الحقوق.لكنهم اكتشفوا في الحربية انتسابى لكليتين فتركت الحقوق ".

وقال:"تخرجت في الحربية والتحقت بالحرس الوطني ثم مجموعة تدريب الفدائيين في المعسكرات ومنها الى رئاسة الجمهورية وكنت مسئولا عن الاعلام والصحافة ووسائل الإعلام، فأصبحت قريبا من الرؤية السياسية للثورة ومن جمال عبد الناصر ثم بعد ذلك السادات ".

وأضاف:"بناء على رغبتى انتقلت إلى هيئة الاستعلامات عند إنشائها فالعمل فيها أقرب إلى وجدانى وكنت قد حصلت على عدة دراسات وبحوث في الرأي العام في معهد العلوم الاستراتيجية ومعهد الإدارة في هولندا، وفى هيئة الاستعلامات اخترت الاعلام الداخلى وتعجب الدكتور حاتم لانه كان جراجا في نظر البعض فوافقت، وبعد شهرين اكتشفت أنه ليس مكانى فطلبت العودة الى مكانى بالهيئة وعدت الى مكانى، وعندما جاء الوزير يوسف السباعى اخطرت بانى توليت وكيلا لهيئة الاستعلامات للشئون الفنية والإعلامية فذهبت الى بريطانيا لدراسة الاستعلامات البريطانية ثم دراسة في البى بى سى وانشات لأول مرة درجة وكيل أول لهيئة الاستعلامات من أجلى".

أحد مؤسسى الحزب الوطنى 

وتابع:"عندما قيل إن الرئيس السادات سيقيم الحزب الوطنى الجديد بأعضاء من الحزب الوطنى القديم فكنت ضمن 30 شخصية وأصبحت أحد المؤسسين للحزب الوطنى الديمقراطى ودخلت الانتخابات وكنت أول أمينا للحزب في دائرة قصر النيل بالانتخاب ثم مسئولا عن لجنة الإعلام ثم عضو في المكتب السياسى وعضو الأمانة العامة، وكان العمل الحزبى يزيدنى خبرة واسعة في العمل السياسى.
صدر لى قرار برئاسة هيئة الاستعلامات بدرجة وزير، ووضعت قانون اتحاد الإذاعة والتليفزيون وقت الغاء وزارة الاعلام، ثم جاءت مرحلة إنشاء مراكز النيل ومراكز الاتصال والتعليم المسئول عن تنظيم الأسرة وتغطيات زيارات رئيس الجمهورية وعملية السلام والعمل العربى ". 

عن نظرته لمقعد الوزارة يقول: “جلست على هذا الكرسى وانا اعتبره زائلا، ولذلك حرصت على أن اشترى الكرسى الذى أجلس عليه منذ ان عملت في هيئة الاستعلامات علشان وانا ماشى أخده معايا ومعظم الحاجات الموجودة في المكتب ملكى”.

تحقيق حق المواطن فى الاعلام 

وقال: “جاء اختياري رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1980 باختيار رئيس الجمهورية وكلفت بتحديث الجهاز وكانت هناك شللية كعادة العمل الإعلامى، بدأت وضع خريطة مستقبلية للعمل الاعلامى ومنها أطلقت السيادة الإعلامية وحق كل مواطن على ارض مصر في الإعلام  ، وقلت إن المواطن المصرى من حقه أن يصل إليه الارسال مهما علت الانفاقات، وتكلفت كل محطة إقليمية 15 مليون جنيه ثم جاء عصر الأقمار الصناعية وقامت ثورة إعلامية ومعلوماتية كبيرة، وفى عام 1991 خرجنا بأول قناة فضائية بتكلفة 50 مليون دولار، ثم عملنا مدينة الإنتاج الاعلامى ”.

قصة زواج صفوت الشريف 

عن لقائه الأول بزوجته الست أم أشرف قال: “هي قريبتي وجارتى وبحكم القرابة والجيرة كانت تربطنى صداقة بأشقائها وأنا أكبر منهم سنا وتزوجت وأنا في العشرين وكانت هي أصغر منى كثيرا وأنجبت ابنتى وأنا في الواحد والعشرين، وان كانوا قالوا على وزير شيك فالفضل يرجع لأم أشرف”.

الجريدة الرسمية